8 شباط 2020 | 20:47

منوعات

على الطريقة الصينية.. كيف يتم تصميم وبناء مستشفى في أيام؟

المصدر: سكاي نيوز عربية

في الوقت الذي تسابق فيه الصين لاحتواء فيروس كورونا الجديد، تكشفت أعمال التصميم ‏والهندسة في مركز اندلاع المرض، مدينة ووهان بمقاطعة خوبي، عن مستشفى تم بناؤه في ‏غضون 10 أيام فقط‎.‎

بدأ مستشفى هوهشنشان، الذي يتكون من طابقين وتبلغ مساحته 366 ألف قدم مربع، في استقبال ‏مرضاه الأوائل يوم الاثنين، أي بعد ما يزيد قليلا على أسبوع من بدء أعمال تسوية الأرض‎.‎

ومستشفى هوهشنشان، الذي تبلغ قدرته الاستيعابية ألف سرير، مخصص لمعالجة المرضى ‏المصابين بـفيروس كورونا الجديد، وبه وحدات العناية المركزة ووحدات الحالات الخطيرة ‏ووحدات الحالات العامة، إضافة إلى ذلك هناك قسم السيطرة على العدوى والفحوص والأشعة ‏والأقسام المساعدة الأخرى‎.‎

وفي كل غرفة بالمستشفى سريران وصندوق بنافذة زجاجية لتسهيل التعامل بين المريض ‏والطاقم الطبي تجنبا للعدوى، كما يوجد مكيف ومرافق تهوية تبعث الهواء النقي والمطهرات، ‏إضافة إلى ذلك، هناك حمام مستقل في كل غرفة، به مرحاض ومغسلة وسخان مياه وغيرها من ‏المرافق‎.‎

من جهة أخرى، يتوقع أن يتم افتتاح مستشفى ليشينشان قريبا، حيث يقدر أن يستوعب 1500 ‏سرير‎.‎

وتأمل السلطات في أن تساعد المستشفيات في تخفيف الضغط على نظام الرعاية الصحية المثقل ‏بالأعباء في ووهان، بينما يتحكم في انتشار الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 700 شخص ‏وأصاب أكثر من 34 ألف شخص على مستوى العالم‎.‎

ولبناء هذا المستشفى، عمل آلاف العمال ليل نهار لاستكمال بنائه في غضون 10 أيام فقط‎.‎

وبالتأكيد، أصبح حجم وسرعة البناء ممكنا من خلال وحدات مسبقة الصنع وآلاف العمال الذين ‏يعملون حتى طوال الليل دون توقف‎.‎

ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالتصميم، يجب أن تبدأ المستشفيات إلى حد كبير من نقطة الصفر، ‏وفقا لمصدر في الشركة المعنية بالتصميم المعماري للمرفق الأول‎.‎

وتم بناء مستشفى هوهشنشان استنادا إلى نموذج مستشفى شياوتانغشان في بكين، الذي تم بناؤه ‏خلال 7 أيام، في الفترة التي شهدت فيها الصين انتشار وباء سارس عام 2003، حيث استقبل ‏المستشفى حينها سُبع المرضى في البلاد‎.‎

لكن وفقا لمصادر شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية ‏المشروع، لم يكن من الممكن نسخ التصميم نفسه بالتمام والكمال‎.‎

وقال على الهاتف من موقع البناء في ووهان: "أعدنا تصميم الأمر برمته، إذ لم نتمكن من ‏استخدام (مخطط شياوتانغشان) مباشرة"، مشيرا إلى أن "التضاريس وظروف التصميم مختلفة ‏تماما‎".‎

ونشرت حكومة ووهان معلومات حول عدد من ميزات التصميم لمستشفى هوهشنشان، مثل ‏استخدام ضغط الهواء السلبي لضمان تدفق الهواء إلى عنابر منعزلة ولكن ليس خارجها‎.‎

ويوم الاثنين، ذكرت صحيفة "تشانجيانغ ديلي" التي تديرها الدولة، أن السلطات في ووهان تقوم ‏ببناء 3 مستشفيات ميدانية إضافية في مناطق قريبة‎.‎

إذا كيف يمكن إنشاء مستشفى ميداني واسع النطاق في غضون 10 أيام، يمكنه نظريا، منع ‏الفيروس من الانتشار داخل جدرانه وخارجها؟

نظم العزل

ساعد طبيب الطوارئ، الدكتور سولومون كواه، لجنة الإنقاذ الدولية في تنسيق بناء مستشفيات ‏الطوارئ خلال تفشي فيروس إيبولا عام 2014 في غرب إفريقيا‎.‎

وقال كواه، في رد على استفسار عبر الهاتف، إنه "رغم أن الموارد المتاحة له في ذلك الوقت ‏كانت تعني أن المستشفيات الميدانية التي يمكنها استيعاب بين 100 و200 سرير في المناطق ‏الريفية في إفريقيا سوف يستغرق إنشاؤها شهرا أو أكثر، فإن العديد من مبادئ التصميم الأساسية ‏لبناء مستشفيات مؤقتة ستكون هي نفسها إلى حد كبير‎".‎

أضاف كواه، الذي كان يراقب بناء مستشفى هوهشنشان عبر بث مباشر: "ربما يكون الأهم من ‏ذلك هو توحيد أو تقسيم المناطق للمرضى، أي تجميع المرضى على أساس مستوى الخطر الذي ‏يشكلونه‎".‎

وتابع: "قد يكون هناك جناح خاص لتأكيد ما إذا كانوا مصابين بالفيروس، وجناح آخر لأشخاص ‏ثبتت إصابتهم جميعا لذلك، يتم توحيد الأشخاص داخل المنشأة بناء على مدى الشك بحالتهم. بعد ‏ذلك، يمكنك أن تدمج الحالات، على سبيل المثال، النساء الحوامل أو الأشخاص الذين ينتظرون ‏نتائج الاختبار، أو أولئك الذين ينتظرون انتهاء فترة الحجر الصحي‎".‎

لذا، بينما قالت حكومة ووهان إن المرضى الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس فقط هم الذين سيتم ‏إدخالهم إلى مستشفى هوهشنشان، فإنه قد يتم تقسيم المرضى على أساس مستوى الخطر الذي ‏يشكلونه‎.‎

وقد يعكس التصميم وجود أجنحة ذات مستويات مختلفة من العدوى أو المرض، ويتم عزلها عن ‏بعضها البعض لمنع انتقال العدوى فيما بينها‎.‎

السيطرة على حركة التنقل

من جهة أخرى، فإن تقليل حركة المرضى داخل المستشفى سيساعد على ضمان عدم اتصال ‏الأفراد المعرضين لخطر كبير بالآخرين‎.‎

مع ذلك، من المحتم أن يتحرك المرضى المصابون أحيانا، من أجل الوصول إلى دورات المياه ‏مثلا، كما سيحتاج الطاقم الطبي إلى التنقل الدائم عبر المنشأة‎.‎

ويشير تقرير في "تشانجيانغ ديلي" إلى أن مستشفى هوهشنشان يلتزم بمبدأ يطلق عليه مسمى "3 ‏مناطق وقناتين"، أي تقسيم المناطق إلى نظيفة وشبه ملوثة وملوثة، بالإضافة إلى إنشاء قناتين ‏منفصلتين للطاقم الطبي والمرضى للمشي عبرهما‎.‎

عند التخطيط لهذه التدفقات البشرية، قال كواه إنه من الضروري أيضا التفكير في المسافة بين ‏المرضى والممرات والمرافق، وإقامة الحواجز بينهم‎.‎

وظائف متخصصة

سيكون هناك عدد لا يحصى من الاعتبارات اللوجستية المضمنة في التصميم، ووفقا لحكومة ‏ووهان، تشمل المرافق الأخرى في المستشفى مثل مبنى التكنولوجيا الطبية، وغرفة الكمبيوتر ‏المركزي، ومستودع الإمداد المركزي وغرفة تطهير سيارة الإسعاف، وغيرها‎.‎

كما أوضح كواه أن أنظمة المياه والصرف الصحي يمكن أن تكون "واحدة من أهم التدابير ‏للسيطرة على العدوى المتنقلة. وينبغي إنشاء نظام شامل في المنشأة‎".‎

قد يكون من المستحيل تعديل هذه الأنظمة في المستشفيات الحالية، لذا، في حين أن المنشآت مثل ‏هوهشنشان وليشينشان قد تبدو كمحاولات يائسة للسيطرة على الوباء، فإنها قد تكون في الواقع ‏أفضل تجهيزا من المنشآت الموجودة في ووهان‎.‎

واعتبر كوه أنه من الأهمية أن يتمكن موظفو المستشفى من إبعاد المرضى عن أولئك الذين ‏يحتاجون إلى علاج طبي لأسباب أخرى‎.‎

وختم كوه إنه على الرغم من أن هذه المستشفيات الميدانية قد تبدو بدائية نسبيا، فإنها تخدم ‏غرضا مختلفا تماما عن المرافق الطبية القياسية، مضيفا: "لا تحتاج إلى إعادة اختراع العجلة في ‏كل مرة‎".‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 شباط 2020 20:47