8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لبنان ينأى بنفسه عن المشاركة في مؤتمر جنيف 2

سيلتزم لبنان سياسة النأي بالنفس إذا ما دعي الى المؤتمر الدولي حول سوريا سعياً الى تطبيق بيان جنيف حزيران 2012، واستناداً الى الاتفاق الأميركي الروسي لحل الأزمة.
أي أن لبنان لن يشارك في المؤتمر طبقاً لهذه السياسة التي تعتمدها الدولة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية، مع أن لبنان معني بنتائج المؤتمر لا سيما وان أي حل سياسي للوضع السوري، ينعكس، ايجاباً على لبنان بشكل مباشر، إن بالنسبة الى موضوع الحدود، أو اللاجئين السوريين. وتأزم الوضع الداخلي نتيجة لانعكاسات الوضع السوري. وما يتصل بمشاركة حزب الله في القتال في سوريا، وتبعات ذلك داخلياً وزيادة التأزيم من جرّائها، كل تلك المسائل، تجد حلاً إذا ما وُجد الحل للوضع السوري.
وتحاول الدول الكبرى عقد المؤتمر في النصف الأول من حزيران المقبل. وقد سمّي بمؤتمر جنيف2 بعد سنة على جنيف1 من دون أن يكون مكان انعقاده حتماً في جنيف. وتفيد المصادر، أن نتائج المؤتمر ستنعكس على القمة الأميركية الروسية في حزيران والتي ستلي المؤتمر. فإذا نجح المؤتمر، يرتقب أن تحرز القمة تقدماً في التعامل الدولي مع الملف السوري، وإذا ما فشل المؤتمر، فإن نتائج القمة لن تكون مضمونة، وقد ترك الطرفان الأميركي والروسي الأمر من دون ضغوط كبيرة لمزيد من التداعيات التي تأخذ وقتها على الأرض، لتغيير وقائع سياسية. وأي فشل في المؤتمر سيؤدي الى زيادة المساعدات العسكرية الدولية للمعارضة السورية. مع الإشارة الى أن المساعدات الدولية غير الأميركية ستزداد تباعاً، وان هناك عوامل عدة تمنع الأميركيين حتى الآن من تسليح المعارضة، أبرزها، السلاح الذي قُدّم الى الليبيين ووقع في أيدي جماعات اغتالت السفير الأميركي في ليبيا، فضلاً عن التمنع عن تزويد المتطرفين في سوريا بالسلاح، أو أن يقع في أيديهم.
الجانبان الأميركي والروسي متفقان على ضرورة فعل شيء لكي لا يبقى الوضع الراهن مستمراً في سوريا. لذلك اتفقا على عقد المؤتمر، لكن المشاورات والاتصالات الجارية بينهما من أجل التفاهم حول التفاصيل، ولعل أبرزها، مصير الرئيس بشار الأسد، والمشاركين في المؤتمر. بيان جنيف يقول إن الحكومة التي ستشكل من المعارضة والنظام تأخذ كل الصلاحيات. وثمة شكوك، وفقاً للمصادر، في أن يرضى الأسد أن يبقى جانباً، وهناك شكوك أخرى حول قدرة الروس على الضغط عليه للقبول بتفويض صلاحياته.
واشنطن لديها ملء الثقة أنه في النهاية ستقبل المعارضة بالمشاركة في المؤتمر. لكنها تريد أن تعرف تركيبة الوفد، وهل سيمثّل ائتلاف المعارضة، أم ان أعضاء الوفد سيحضرون كأفراد. الروس يقولون ان الأسد وعدهم بتسمية الوفد منذ شباط الماضي، وهو قد سمّاه لهم.
والاتصالات قائمة حول المشاركين من الدول. واشنطن والغرب يريدان إبعاد إيران عن المؤتمر، ويدفعان في اتجاه تمثيل الجامعة العربية فيه، أي قطر بصفتها رئيسة القمة العربية الحالية، وسلطنة عمان رئيسة مجلس الجامعة خلفاً للكويت. روسيا تريد مشاركة السعودية وإيران وكل الدول الاقليمية المعنية بالوضع السوري، انطلاقاً من أنها تعتبر أن تغييب أي طرف اقليمي لا يساعد في إنجاح المؤتمر. وما من شك في أن أي تقدم من أي فريق على الأرض من خلال دورة العنف والاقتتال الجارية حول القصير، سينعكس تحسيناً للشروط التفاوضية لديه.
قد يتم ايجاد حل في إطار الديبلوماسية النشطة بين واشنطن وموسكو حول مصير الأسد لبلورة ذلك من خلال نتائج المؤتمر. كل الدول ترفض إعادة ترشح الأسد في انتخابات 2014، لكنه في حديثه الأخير أكد ترشحه. وتعتبر المصادر أن سنة 2014 لم تعد بعيدة. من هنا ضرورة وجود حل لموضوع الأسد، والجميع بات يسلم نظراً الى قرب هذه السنة، بأنه يجب صياغة الحل انطلاقاً من بقائه حتى نهاية ولايته، لكن من دون صلاحيات وفق جنيف.
ولا تتوقع المصادر، حصول تحول كبير في السياسة الخارجية الأميركية وحيال المنطقة مع تركيز الادارة الجديدة سياساتها. إلا أنه من المؤكد أنها ستتفاعل مع الأحداث وستنظر في ما يمكن فعله إزاءها، من دون حسم أي شيء. فضلاً عن ذلك، هناك قلق من احتمال حصول ردّ فعل من حزب الله ضد إسرائيل، على ما قامت به ضد سوريا. لكن واشنطن تولي أهمية لضرورة عدم العودة الى فتح جبهة الجنوب، مع انها تعتقد أن الحزب مشغول بسوريا ولا يمكنه أن يفتح جبهات عدة في وقت واحد. لكن في كل الأحوال هي تدعو الى أخذ الحيطة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00