جملة مواضيع مطروحة في اللقاءات والمباحثات التي سيعقدها الموفد الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانو في بيروت اليوم، وهي تنطلق من الأهمية التي توليها روسيا الاتحادية للوضع اللبناني.
ويزور المسؤول الروسي بيروت بعد زيارته له لإيران مباشرة وفي كلا البلدين، الوضع في سوريا، على جدول المباحثات.
وفي لبنان يستطلع الموفد الروسي تطورات الأوضاع فيه لا سيما ما يتّصل بتأليف الحكومة. ووفقاً لمصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على الزيارة، أنّ روسيا تؤيّد تشكيل حكومة بسرعة بعدما رحّبت بتكليف الرئيس تمام سلام تشكيلها. وتقف روسيا إلى جانب رفض التدخّلات الخارجية في الوضع اللبناني وتأليف الحكومة، انطلاقاً من رفضها التدخّلات الدولية عموماً في الدول الأخرى. وسيلتقي بوغدانو العديد من القيادات اللبنانية فضلاً عن الرؤساء الثلاثة وفي مقدمهم رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، وقيادات دينية، ارثوذكسية خصوصاً، وكان يرغب في عقد لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلا أنّه في جولة خارجية.
كما سيبحث بوغدانو مع المسؤولين الأوضاع في المنطقة، والوضع السوري تحديداً وانعكاساته على لبنان. وتؤيّد روسيا الحل السياسي عبر وثيقة جنيف حزيران 2012، وحيث تعتبر موسكو أنّ هناك إجماعاً دولياً حولها، وسيطلع بوغدانو المسؤولين على نظرة بلاده للوضع السوري. وتنطلق موسكو من أنّ الحل السياسي يصلح للوضع السوري وأنّ الحل العسكري لا ينتصر فيه أحد، ولا ينهي الصراع.
وتعتقد موسكو أنّ توافقاً جرى مع الولايات المتحدة حول ضرورة الحل السياسي للوضع السوري وضرورة الحوار بين النظام والمعارضة. ولدى روسيا شكوك بنوايا الغرب، وليس هناك ثقة من جانبها بالتعاطي الغربي في الأزمات الدولية لا سيما حيال الوضع السوري. وترى موسكو ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري أيّد الحوار الداخلي، الذي أيّده الروس في الأساس. مع الإشارة إلى أنّ واشنطن وموسكو عقدتا لقاءات متكرّرة لبحث تقريب وجهات النظر في التعامل مع الملف السوري، لكن لم يحصل أي تقدم. ولا تزال النقطة الخلافية الجوهرية مرتبطة بالمفهوم حول وثيقة جنيف. إذ تعتبر موسكو ان هذا الحل لا يشمل الرئيس السوري بشار الأسد، وواشنطن ومعها الغرب يعتبران ان رحيل الأسد هو المدخل لتطبيق الوثيقة.
وترى موسكو أنّه كلما اشتدّت الأزمة السورية اشتد تأثيرها على الدول المجاورة لا سيما على لبنان والاردن. وتؤيّد روسيا دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لعقد مؤتمر دولي لتقاسم الأعباء التي تفرضها استضافة اللاجئين السوريين. وسترسل روسيا مزيداً من الطائرات المحملة بالمؤن لمساعدة اللاجئين في لبنان. وكانت أرسلت طائرتين في هذا الاطار، لكنها تنتظر بلورة فكرة المؤتمر لدى لبنان.
ويهم روسيا الاستقرار في لبنان، وحفظ الأمن فيه، وكانت دائماً تشيد بمبدأ النأي بالنفس الذي اعتمدته حكومة تصريف الأعمال الحالية.
وفي إيران جرى عرض لتطور الموقف في سوريا، لا سيما وأنّ كلاً من روسيا وإيران لم تغيّرا موقفهما من الموضوع السوري، وهناك دعم كامل للنظام في شتى المجالات وتنسيق حياله. وترى موسكو انّ التدخل الخارجي في سوريا، بحسب مصادر قريبة من سياستها، من شأنه تأجيج الصراع ولا يمكن أن ينهي حالة الحرب. وهي تعتقد أنّ أوروبا والعالم اقتنعا بالحل السياسي.
وفي هذا الاطار، تدعو كل من روسيا وإيران إلى وقف دورة العنف من خلال وقف الامدادات بالأسلحة، لكنهما تتغاضيان عن قصف النظام للمناطق الآهلة بالسكان المدنيين. ويعتبران انه باتت لدى الغرب قناعة بأنّه لا يمكن وضع تصور حول المدة الزمنية لانتهاء الصراع في سوريا ورحيل الأسد، على عكس ما كانتا تتصورانه ابان بدء الثورة السورية، وبالتالي يبدو أن الاطاحة بالنظام ليست مسألة سريعة، كما أنه بالنسبة إلى هذين البلدين، فإنّ الغرب راهن على معارضة واحدة متماسكة لكن تبين له أنه يتعاطى مع أكثر من طرف معارض. وبات معروفاً ان الاتحاد الأوروبي سيناقش الشهر المقبل تسليح المعارضة السورية وسيتخذ موقفا ًجدياً حياله.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.