8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

تسمية سلام.. خيار توفيقي واحتواء للجميع

ترجم رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط سياسياً موقفه في أنه لن يعمل ضد المستقبل في مسألة الحكومة، بموافقته على النائب تمام سلام لتسميته لرئاسة الحكومة.
وتنطلق اليوم الاستشارات النيابية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، وسط توافق 14 آذار وجنبلاط على هذه التسمية، مرجّحين لكفة التوافق على حكومة حيادية مهمتها إجراء الانتخابات النيابية، ما أدى إلى فرض طبيعة الحكومة، والحكومة التي ستلي الانتخابات والتي ستكون جامعة.
والرئيس سليمان مع هذا الخيار، وهناك جو ضاغط لإجراء الانتخابات في موعدها، ولو لم يصر إلى إنشاء هيئة للإشراف على تلك الانتخابات. إذ إن انتخابات الكورة الفرعية حصلت من دون هيئة إشراف.
ويعدّ سلام شخصية محترمة ووفية ومخلصة. وهو بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري لم يسجل أخطاء مع هذا الخط، وكذلك مع الرئيس سعد الحريري، وكان دائماً على تنسيق تام مع 14 آذار، ويُعدّ جزءاً لا يتجزأ من هذه القوى. كما أن ما يميّزه دماثة أخلاقه، وأسلوبه الراقي والديبلوماسي الهادئ، وهو في الوقت نفسه مع قربه من 14 آذار تمكّن من فرض احترامه على كافة الأفرقاء. هذا الجو يوفر لسلام 69 صوتاً من مجموع أصوات 14 آذار وكتلة جنبلاط هذا عدا عن الإجماع الذي قد يحظى به من كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير.
التأليف لن يطول، وحكومة من هذا النوع، ستعيد فتح أبواب لبنان على العرب والخليج وهذا ما يطمئن. مع الإشارة إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لم يحصل على جائزة ترضية عربية دولية من جراء استقالته، ولم يكن مستبعداً أن تلعب 8 آذار ورقة ميقاتي لرئاسة الحكومة مجدداً لحشر جنبلاط. وميقاتي بدوره، وكتلته النيابية، قد لا يُسمّيا أحداً في حال كان لديهما اتفاق مع 8 آذار حول المسألة.
وإذا ما تمّ تأليف الحكومة بسرعة، يعني أن هناك أملاً أن الصيف سيكون واعداً، لا سيما من خلال عودة العلاقة اللبنانية بالمحيط العربي إلى سابق عهدها، بعدما جرى عزل لبنان لنفسه عن هذا المحيط، ليعود بالتالي إلى مركزه الاستقطابي للاستثمارات والسياحة ويلعب دوره الطبيعي.
ومن الواضح لدى الأوساط، أن النفوذ السوري يتراجع، وأن الوضع في سوريا يتراجع لاقتراب المعركة من العاصمة دمشق، والوضع مع لبنان ليس كما كان قبل سنتين، حيث اضطر جنبلاط إلى السير مع 8 آذار تحت ضغط القمصان السود. الآن لا تهديد، ولمجرد وقوفه هذا الموقف، فإن ذلك يؤشر إلى تراجع نفوذ كل من سوريا وحزب الله.
كل الاتصالات الدولية، في مرحلة الحركة الداخلية لاختيار رئيس الحكومة وتحديد طبيعة المرحلة المقبلة ومهمة الحكومة، شددت على حياد لبنان، وتجنب دخوله في حلقة الصراع السوري. والدول تريد أن يكون لبنان في مأمن عن الوضع السوري وهذا أمر متفق حوله دولياً. وهذا ما يستتبعه التركيز على الاستقرار، وهو ما بلور التناغم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب جنبلاط، حيث إن المطلب رئيس حكومة لا يستفز أي جهة، لكي تندفع الأمور وتتقدم، بحيث إنه إذا ما جرت التسمية للرئيس المكلف، يتم التشكيل من دون أن يستغرق وقتاً. مع الإشارة إلى أن هناك تفاهماً بين حزب الله والرئيس بري، والمشكلة كانت في مواقف رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون.
ومن المتوقع، بحسب مصادر ديبلوماسية، أن تبقى المواقف الدولية في الإطار العام، في انتظار التكليف. وحصول التكليف سيجعل هذه المواقف داعمة للرئيس المكلف لا سيما إذا ما جرى ذلك في أجواء مريحة. ويركز الموقف الدولي في ظل السعي الى حكومة جديدة على ما يلي:
- أن يتم تأليف حكومة بسرعة وعدم الإفساح في المجال أن يبقى تصريف الأعمال طويلاً، مع ما يعني ذلك من ضرورة احترام الدستور والمقتضيات الدستورية.
- إجراء الانتخابات النيابية في موعدها مع ما يرتبط ذلك أيضاً باحترام المواعيد الدستورية ولا يزال هناك وقت لإجرائها في حزيران المقبل.
- يعود سبب الاهتمام الدولي بتأليف الحكومة بسرعة وإجراء الانتخابات، إلى الأهمية التي توليها الدول الكبرى للاستقرار في لبنان، والتخوف الدائم والمستمر من العناصر التي قد تتهدد هذا الاستقرار. وفي هذا السياق ضرورة إبعاد الوضع اللبناني عن تداعيات الأزمة السورية. وإذا لم تخف الدول على الاستقرار فعلى اللبنانيين أن يفعلوا ذلك.
- ليس هناك من تدخل دولي، لا سيما أميركي أو فرنسي، في التفاصيل الحكومية. إنما الأمر متروك للآلية الداخلية التي تأخذ مداها من خلال حركة الاتصالات الناشطة، وصولاً إلى الاستشارات.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00