8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

موعد جديد للحوار.. وسليمان يتابع المشاورات

كان واضحاً أن طاولة الحوار الوطني التي كانت ستعقد جلسة لها اليوم الخميس، سترجأ الى موعد لاحق، بسبب مقاطعة فريق 14 آذار للحوار في ظل استمرار الحكومة الحالية.
وبحسب مصادر قريبة من رئيس الجمهورية، فإن المشاورات التي أجراها الرئيس خلال الساعات الماضية أفضت الى أن كل فريق لا يزال يتمسك بموقفه. والأجوبة بشكل رسمي هي التي سمحت باتخاذ موقف حيال مصير الجلسة والتي بات موعدها الجديد خلال الأسبوع الأول من السنة الجديدة. وهي لفتت الى أن شخصيات عدة من قوى 14 آذار زارت وتزور الرئيس باستمرار. وهناك تشاور مع هذه القيادات.
وأكدت المصادر أن المشاورات التي يجريها الرئيس سليمان حول الموضوع الحكومي وطاولة الحوار لن تتوقف في الفترة الفاصلة عن الموعد الذي حدّد للحوار. وليس لدى أحد تصوّر حول هذه المرحلة لعله يطرأ تطور سياسي يغيّر بعض الأمور.
وتفيد أوساط في قوى 14 آذار أن البند الوحيد الذي يفترض أن تعالجه طاولة الحوار هو السلاح فقط أو الاستراتيجية الدفاعية، وليس الحكومة أو قانون الانتخابات، بحيث لا يعود مسموحاً استعمال سلاح حزب الله من دون علم الحكومة اللبنانية ولا يعود التفرّد في القرار حول استعمالاته ممكناً كما حصل مع طائرة أيوب، وكأن الحزب في دولة منفصلة عن الدولة اللبنانية، وهذا غير مقبول. وقد حدث ذلك في حين كانت طاولة الحوار سارية والأفرقاء كلها تلتقي عبرها. ولو كانت إسرائيل تريد أن تقوم بحرب حالياً، لكانت استغلت الطائرة ذريعة كما كانت تستغل أموراً أقل أهمية من ذلك لتستهدف لبنان. والسؤال هو، لو ردّت إسرائيل بعملية قصف شامل لكل المرافق فما الموقف الذي يتخذه الحزب، وهل يمكن أن يقول: لو كنت أعلم. ولكانت وقعت في البلد معضلة كبرى، لا سيما وأن الظروف الدولية والإقليمية ليست مؤهلة الآن لمساعدة لبنان في أي عملية إعادة إعمار وفي التعويض عن الخسائر التي تقع، فضلاً عن الخسار في الأرواح.
وعملية طائرة أيوب، وفقاً للأوساط، هي عملية إيرانية بواسطة الحزب، ما يعني أن الحزب تابع كلياً لإيران، وأهدافه أهداف إيرانية.
إلا أن مصادر ديبلوماسية مطلعة، أكدت أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ينطلق في إصراره على مسار الحوار لحل الخلافات من قناعته في الموضوع. وهو يدعو الى أن تكون المواقف لدى الأفرقاء قابلة للأخذ والردّ، بحيث يسهل عدم البقاء أسرى للموقف. ومن خلال الحوار، يمكن أن يبقى كل فريق على موقفه ويعرض أفكاره وهواجسه، إذ لا يمكن لأحد أن يمنع الآخرين من التفكير والتعبير وشرح المآخذ، لذلك لا يمكن لأي طرف دولي التدخل وحلّ الموضوع، فكل الجهات الدولية مشغولة بالوضع السوري وهناك أولويات دولية أخرى. كما أن الرهان على جهة خارجية يعني أن يكون الوضع تحت رحمتها.
وإذ تتوقع المصادر أن تستمر 14 آذار في مقاطعتها الحوار، تشير الى أن وجود رئيس مثل رئيس الجمهورية الحالي هو فرصة مهمة أمام هذا الفريق للاستفادة من هذا الظرف. المشكلة بحسب المصادر، أن سقف المواقف بدأ يسجل ارتفاعاً وهذا بحد ذاته يستوجب العودة الى ضبط الأمور، حتى لو كان الأمل ضعيفاً يجب التلاقي والتعبير عن الأفكار والهواجس، والحضور والمشاركة يبقيان أفضل من الغياب.
ولفتت الى أن الرئيس أبقى إمكان عقد الطاولة حتى آخر لحظة، لكن فرض تأجيلها يعني أنه إذا لم يحضر الجميع فمن سيحاور من؟ لكن الرئيس لا يستطيع إلا أن يكمل في المنطق نفسه الذي بدأه، أي الدعوة الى المشاركة في الحوار. كما لفتت الى أن التفاهم على حكومة بديلة قبل استقالة الحكومة قد لا يكون دستورياً، لكن لا يمكن أن تبقى حكومة تصريف الأعمال الى وقت طويل، إذا لم يتم التفاهم بعد استقالتها على حكومة سريعاً، لأنه لا يمكنها أن تتخذ قرارات حاسمة إذا ما اضطر الأمر.
ورئيس الجمهورية يحاول تقديم المخرج والحل، وسط تصاعد المواقف وردود الفعل.
ويظهر أن رئيس جبهة النضال الوطني النيابية النائب وليد جنبلاط هو مع منطق الرئيس، وضد منطق الدويلة والسلاح، لكن مع كل ذلك، إذا لم تتوافر إرادة من كل الأطراف للتوصل الى نتيجة عبر التهدئة، لا يمكن إيجاد الحل. وأي مراهنات على حصول مستجدات في سوريا يجب أن تستبدل بضرورة أن يتفاهم الجميع على كيفية التعامل اللبناني مع مستجدات الوضع السوري. فهناك روابط لـحزب الله مع إيران، ومن المفيد التفاهم على إدارة البلاد لدى حصول مستجدات، في معالجة تتطلب تضافر جهود كل الأفرقاء.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00