8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

واشنطن ستعرض أفكاراً لتفعيل السلام بعد الانتخابات الإسرائيلية

بعد نحو أسبوعين على الانتخابات الرئاسية الأميركية التي فاز فيها المرشح الديموقراطي باراك أوباما لولاية ثانية، تكثر التوقعات حول السياسة الخارجية التي سيتسم بها حكمه. ومن المبكر لأوانه معرفة تفاصيل هذه السياسة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية بارزة في واشنطن.
وتفيد هذه المصادر، ان الولاية الثانية لن تشهد تغييراً جذرياً عن السياسة الخارجية في الولاية الأولى.
ذلك لأن السياسة الخارجية تعبّر عن قناعة ما في الموقف المتخذ، وليست ناتجة عن مرحلة انتخابات فحسب. انما هذه السياسة ستفرض تطويراً في تفاصيلها تبعاً لتطورات الأمور على الأرض، ان في المسألة السورية، أو في عملية السلام على الأرض، أو في الملف النووي الإيراني وتلك هي الملفات ذات الأولوية لدى الإدارة الأميركية.
ففي الموضوع الإيراني، تشير المصادر إلى ان هناك نقاشاً داخلياً حول طريقة تعامل واشنطن مع الملف. هل يتبع التفاوض أم تتبع الضربة العسكرية. لكن الاتجاه حالياً هو لتحضير عرض يقدم إلى إيران عبر التفاوض السلمي. فإما ان تقبله أو ان ترفضه، وبعد رفضه، إذا ما رفض، تصبح كل الاحتمالات واردة في أسلوب التعامل مع إيران.
في الموضوع السوري، ان توحيد المعارضة في ائتلاف وطني بالغ الأهمية في سياسة واشنطن تجاه الموضوع، وهي التي عملت بكل ثقلها مع فرنسا لتوحيدها. وقد يكون هناك عمل مستقبلي على اتفاق مع روسيا، هو أكثر ما تركز عليه واشنطن.
لكن بالنسبة إلى الموضوع السوري، لن تصل واشنطن إلى مرحلة التدخل العسكري المباشر.
السؤال الكبير يبقى إذا ما كان الأميركيون قادرون على إنجاز تسوية مع روسيا أم لا.
في شأن عملية السلام، هناك انتظار أميركي للانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى بداية السنة الجديدة 2013. وفي ضوء نتائجها، التي يتوقع ان يفوز بها بنيامين نتنياهو، قد تعمد الإدارة إلى طرح أفكار جدية للتفاوض حول السلام، كل رئيس أميركي يرغب في ان ينهي عهده بإنجازات مهمة على الصعيد الخارجي، لا سيما أوباما، خصوصاً وان الرؤساء الأميركيون في العهد الثاني لهم، يتراجع تأثير اللوبي اليهودي على سياستهم الخارجية في مواقع عديدة.
في لبنان، يهم الإدارة الأميركية الاستقرار وعدم الوقوع في الفراغ. وهذا الموقف بالنسبة إلى لبنان ينسحب على مرحلة طويلة في ظل الأزمة السورية، بحيث يبتعد لبنان عن الانفجار واللااستقرار، وعن امتدادات الأزمة السورية إليه. هذه هي العناوين العامة والموضوع الحكومي يبقى في إطارها مسألة تفصيلية، في انتظار تطور الموقف في سوريا.
غير ان مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع تخشى من قبول إيراني بالتفاوض، لان إيران يمكنها ان تفاوض للتفاوض حتى نهاية عهد أوباما، ولا تعطي شيئاً في المقابل.
وفي هذا الوقت تكون إيران عززت خططها في البحرين، وأحكمت السيطرة على لبنان، وهددت استقرار دول خليجية عدة.
وتشير هذه المصادر إلى ان الأنظار متجهة إلى حجم الضربة التي تتلقاها غزة من إسرائيل، وما إذا ستكون ضربة موضعية لاغتيال قيادات تزعج إسرائيل، أو أنها ضربة للتأكد من كمية الأسلحة التي دخلت إلى غزة والتي سربت من حزب الله خلال السنوات الست الماضية، وما هي القدرات التي استجمعتها حماس والجهاد الإسلامي خلال تلك السنوات.
وإذا ما نجحت الخطة الإسرائيلية عبر إدراكها ان غزة لم تعد قادرة على ان تشكل خطراً على إسرائيل، قد تتشجع قيادة نتنياهو، على شن حرب على حزب الله في ما بعد كبديل عن حرب على إيران لا تريدها واشنطن فتكون الحرب لضرب أيدي إيران في المنطقة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00