عندما شددت الولايات المتحدة العقوبات المالية على حزب الله قبل نحو شهر ونصف الشهر، قامت بذلك لأنها تتهم الحزب بأنه يتدخل في المعركة في سوريا، والهدف كان تحذيره من التدخل في الوضع السوري، ولفت نظر المجتمع الدولي إلى هذا الدور غير المقبول، وفقاً لمصادر ديبلوماسية غربية بارزة.
ما يعني انه قبل ان تنتشر الأخبار حول مشاركة الحزب، استبقت واشنطن الأمور وأدرجت تحت بند العقوبات على سوريا عقوبات على الحزب، الموجود أصلاً على اللوائح الارهابية. مع ان واشنطن تدرك جيداً أن هذا أقصى ما تفعله في التعامل مع المسألة، وأنها تدرك جيداً أن من مصلحة الحزب دعم النظام السوري لانه يشكل قاعدة أساسية من قواعده الخلفية، وانها تعرف ان الحكومة اللبنانية لا تسيطر على كل حدودها، ولبنان يعد تفصيلاً بالنسبة إلى أولوية الأزمة السورية لدى الإدارة، ويهمها ان يحافظ على استقراره، وان لا تنتشر الأزمة السورية في لبنان ودول المنطقة، بما انه لا تدخل دولياً حاسماً في سوريا بسبب الموقف الروسي.
وتخاف الدول، على الاستقرار اللبناني نتيجة تدخل حزب الله أمنياً في الوضع السوري، إذ ان التدخل لا يخدم الاستقرار فيه، مع ان هذا الاستقرار لا يزال محور توافق داخلي، وليس لأي طرف مصلحة في زعزعته.
لكن سوريا أقرب دولة للبنان، ولبنان يتأثر كون التدخل من عوامل الخلاف السياسي الداخلي، بحكم ان فريقاً يرى ان مصلحته في استمرار النظام السوري، ومرتبطة بذلك، ويقوم بكل ما في وسعه وبكل الوسائل لمؤازرته. في حين ان فريقاً آخر يرى ان تعزيز دوره مرتبط بشكل من الأشكال بزوال هذا النظام، لكنه لا يؤازر أمنياً. وباتت سياسة النأي بالنفس تطبق على الحكومة وليس على مكوناتها.
وتشير مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع إلى ان الحزب مضطر للمشاركة في الموضوع السوري، لان إيران تفرض ذلك كونها إلى جانب سوريا.
وإيران تعتبر ان المواجهة هي لها، وبما ان الحزب مرتبط مباشرة بإيران من الطبيعي ان يرسل عناصره إلى هناك. فضلاً عن ذلك، ان المعطيات لديه تؤشر إلى ان إسرائيل لن تقوم بحرب على لبنان في المرحلة الحاضرة، وتبدو ان كل الأمور مدوزنة في المنطقة، وإذا كان كل المحيط بإسرائيل، بحسب ما تعتقد، يضعف فلماذا تقوم بالحرب؟ حتى انه لن تكون هناك عمليات أمنية من لبنان على إسرائيل، واليونيفيل والجيش اللبناني موجودان في الجنوب والحزب غير مضطر للقيام بأي خطوة الآن، وبالتالي تركيزه ينصبّ على الشمال لناحية الحدود اللبنانية.
ولفتت إلى ان سياسة النأي بالنفس ليست للأحزاب ولا المجموعات التي لم تقل مرة انها ستنأى بنفسها، إنما فقط للدولة، وان الحزب داخل الحكومة أيّد هذه السياسة اما خارجها فلا أحد يقول له لماذا تتدخل.
حتى روسيا وفقاً لمصادر قريبة منها، ليس لديها وثائق حول تدخل الحزب، لكنها تدعو إلى عدم المشاركة في العمليات من خارج سوريا وعدم التدخل لانه يُعتبر تدخلاً خارجياً مرفوضاً، كانت روسيا وما زالت ترفضه بالنسبة إلى لبنان، والعراق والآن ترفضه حيال سوريا.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.