8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الاستراتيجية الدفاعية على مشرحة الحوار في 12 تشرين الثاني

من الآن وحتى 12 تشرين الثاني المقبل، موعد جلسة الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية للبنان، تكون قد تكونت ردود الفعل من الأطراف اللبنانية كافة حول طرح رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن الاستراتيجية.
لكن الرئيس، بحسب مصادر قريبة منه، سيستجمع ردود فعل الكتل النيابية حيال طرحه، وهذه الكتل لم تعطِ بعد أجوبة نهائية، انما كانت هناك مواقف منفردة من داخل تلك الكتل. ويتوقع ان يأخذ الجميع وقته لتقديم الرد، لا سيما وان هناك متسعاً من الوقت أمامهم.
المهم ان ما قدمه الرئيس هو طرح صالح للنقاش، إذ ان طرحه هذا كوّنه من حصيلة ما يتفق حوله الأفرقاء اللبنانيون في مجال الاستراتيجية الدفاعية. والطرح هو محطة لبدء النقاش من النقاط التي يتفق حولها الجميع، وهذا أفضل من ان يبدأ النقاش من مكان يستفز فريقاً أو يريح فريقاً آخر، إذ لماذا يتم البدء بما يجده حزب الله جيداً، أو لماذا البدء بالحواء بما تجده 14 آذار جيداً.
لقد قدم الرئيس تصوراً جمع فيه آراء الفريقين ليكون صالحاً للنقاش، خصوصاً انه يجب البدء بمكان ما من الوسط. ولا عودة في طاولة الحوار إلى الوراء، وليس هناك من مضيعة للوقت وبات الأفرقاء ملزمين بأن يبحثوا الاستراتيجية، وقد تأخذ وقتاً طويلاً أو جلسات عدة، فهذه مسألة طبيعية، لكن من خلال طرح الرئيس الذي قدم فيه تصوراً وليس ورقة، بات هناك طرح على الطاولة يصار إلى مناقشته توصلاً إلى الاستراتيجية النهائية. وبالتالي، وضعت الاستراتيجية على السكة في النقاش الجدي، وفقاً لما طرحه الرئيس.
والتصور من شأنه ان يحرك الملاحظات، أو القبول حيال النقاط المعروضة من كلا الطرفين. ذلك ان مبدأ النقاش يتطلب من الفريقين القبول به، وان 12 تشرين الثاني هو موعد البحث الجدي بالاستراتيجية لا محال.
إلا أن مصادر ديبلوماسية أوضحت ان هناك ارتياحاً حتى الآن للمواقف التي صدرت حول تصور الرئيس، وفي الأساس الرئيس طرحها ليرى ردود الفعل عليها، والمهم انه في الوقت الحاضر حصل الطرح، مع انه كان يمكن ان يكون صعباً في مرحلة سابقة على ان حزب الله لم يعطِ أي موقف بعد، كذلك من الضروري معرفة نوايا الجميع حيالها، حتى ممن قدّم منهم موقفاً، لان هناك العديد من المواقف غير واضحة. ولا تسقط المصادر من حسابها ان لا يتخذ الحزب موقفاً من التصور الرئاسي في وقت قريب، في ظل شعوره بالتغيير في المنطقة ووجود خيارات لديه أبرزها إعادة التموضع لبنانياً قدر الإمكان.
والحزب في النتيجة يمثل طائفة هي من مكونات الوطن اللبناني، وهو يدرك انه سيأتي وقت ينحسر فيه الدور السوري أو الإيراني من خلاله وتموضعه اللبناني سيستغرق وقتاً، واحتمالات السيطرة على الحكم لن تكون مقبولة لا داخلياً ولا دولياً.
وتقول مصادر سياسية في قوى الرابع عشر من آذار، ان المشاورات مستمرة بين أركانها للخروج بموقف من تصور الرئيس، لكنها تسأل لماذا مطلوب من 14 آذار ان تأخذ موقفاً من مبادرة الرئيس، ومواقفها باتت معروفة، في حين ان على حزب الله ان يأخذ موقفاً من هذه المبادرة، كما عليه ان يرد على الأسئلة التي وجهها إليه رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة، فهل حزب الله سيتحرك للدفاع عن إيران في حال هاجمتها إسرائيل أم لا؟ وهل سلاحه هو للدفاع عن إيران أم لا؟ المطلوب من الحزب موقف واضح وشفاف حول إمرة السلاح وأين وكيف ومتى يتحرك؟ 14 آذار هي الآن مستعمة أكثر منه متحدثة، وعلى أساس ما ستسمعه ستتخذ الموقف المناسب، وهل الحزب مستعد لكي يكون سلاحه بإمرة الجيش اللبناني أم لا؟ وليس بإمرة 14 آذار، وهو يدّعي الدفاع عن الجيش، وهل الحزب يأمر أو القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري؟

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00