من المفترض أن تتابع وزارة الخارجية والمغتربين طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى السفير الايراني غضنفر ركن أبادي توضيح بلاده ما اذا كان في لبنان عناصر من الحرس الثوري الايراني بحسب ما أفاد القائد الأعلى لهذا الحرس محمد علي جعفري.
وعلى الرغم من نفي وزارة الخارجية الايرانية ما قاله القائد الأعلى، الا أن هذا الموضوع يلقي بظلاله على مواقف الأفرقاء السياسيين وعلى مستقبل الحوار الداخلي.
وتؤكد أوساط سياسية بارزة، ان الرئيس سليمان مدرك لخطورة الأمور، وللمخاطر الحقيقية لجرّ لبنان الى اتون الأزمة السورية، والمشكلة الايرانية الاسرائيلية، والاسرائيلية الفلسطينية، حيث انه على كل هذه المحاور، الأوضاع ليست في طريق الحل. وبالتالي كل النزاعات في الشرق الأوسط تعاني تجميد التفاوض المعني بها. لذلك يشكل هذا الوضع خطراً في إمكان حصول حرب، بسبب عدم وجود متنفس، وإقفال كل الآفاق. ويأتي القول الايراني ان في لبنان عناصر من الحرس الثوري فيلق القدس، يعني دعوة لضرب لبنان واستهدافه واستبدال ذلك بأي احتمال لتوجيه ضربة اسرائيلية الى ايران.
غير أن أوساطاً ديبلوماسية، تعتبر ان موقف الرئيس سليمان جاء اثر اعلان مسؤول رسمي ايراني عن هذا التواجد بالفم الملآن. ومن الضروري والطبيعي أن يرد لبنان بهذه الطريقة، وبحسب الأنظمة الدولية، لا يمكن لأي جهة وضع ملامة على الرئيس حتى جماعة ايران في لبنان ولو انزعجوا من ذلك. فالرئيس مؤتمن على الدستور وسيادة لبنان واستقلاله. وتصريح جعفري دليل واضح على انتهاك حرمة الأراضي اللبنانية من قبل قوة غير نظامية وتابعة لدولة أخرى. وأي تحرك سياسي وديبلوماسي لبناني يمثل ضرورة.
وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، ان عناصر من الحرس الثوري الايراني موجودون باستمرار في لبنان. ومنهم من يمضي على الأغلب في لبنان مدة ما بين ثلاثة اشهر الى ستة أشهر. وهم يأتون عبر سلوكهم طريقين. الأول، الخط الرئيسي، أي مطار رفيق الحريري الدولي، أو نقطة المصنع عبر البر من سوريا. وعبر الخط الرئيس هذا تأتي أعداد قليلة من الخبراء العسكريين، لكن تحت ستار موظفين. وهناك أشخاص وضعهم حساس أي لا يأتون عبر هذا الخط، انما عبر الخط الآخر أو ما يسمى غير الشرعي، أي عبر الزبداني في سوريا أو عبر مطار عسكري سوري لا سيما أن تأشيرات الدخول بين إيران وسوريا ملغاة. في حين ان لبنان أجرى قبل نحو سنة تجربة لمدة ثلاثة أشهر على إلغاء التأشيرات، وانتهت تلك المدة ولم تصدر أي قرارات تلغي العمل بها. والآن هناك عودة الى العمل بموجب تأشيرات الدخول بين البلدين. مع الاشارة الى أن ايران يهمها تسهيل اعطاء التأشيرات لتسهيل دخول الايرانيين على مختلف أنواع أنشطتهم ومسؤولياتهم الى لبنان.
كما أن من بين الوسائل لمجيء هؤلاء الى لبنان، عبر سوريا ومن ثم براً الى مناطق الحدود حيث هناك تواجد لـحزب الله ويمكثون هناك مدة غير معروفة. وحتى لو حضر عناصر من الحرس الثوري الى لبنان عبر المطار من يمكنه أن يعرف أن هؤلاء في الحرس الثوري أم لا؟ وفي حالات عدة اذا كان المسؤول في الحرس على مستوى كبير، فإنه يخرج من إيران باسم مستعار على جواز سفره، ويصل الى لبنان بهذا الاسم.
الأهداف الكامنة وراء حضور هؤلاء الى لبنان مرتبطة بالمهمة الموكلة الى كل منهم، وكل ذلك في إطار استطلاع وضعية الحزب، وتفحص احتياجاته، وما يفترض أن يقوم به، ويتركون له خطة لكي يعمل بموجبها، كل مسؤول في سياق مسؤولياته. فهناك المسؤولون المخابراتيون، والأمنيون ومسؤولو الاتصالات والبث، والسلاح والصواريخ فضلاً عن خبراء التصنيع في شتى المجالات.
وتؤكد المصادر، أن الحرس الثوري وحزب الله واحد. والحزب جزء من الحرس. لذلك يستطلع احتياجاته. وعناصره موجودة في لبنان منذ العام 1982، لكن عددهم انخفض في الآونة الأخيرة، بعدما بات الاعتماد فعلياً على جماعته أي على الحزب.
وقلة قليلة محدودة، وأقل من أصابع اليد تعرف حقيقة عدد الذين يتوجهون الى لبنان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.