5 شباط 2020 | 07:46

أخبار لبنان

جنبلاط: لا يمكن التعاون مع عهد لونه فاقع في الثأر..وكيف يتم الإصلاح بوجوده؟

جنبلاط: لا يمكن التعاون مع عهد لونه فاقع في الثأر..وكيف يتم الإصلاح بوجوده؟
المصدر: ثائر عباس - الشرق الاوسط

من موقعه الجديد في المعارضة، للمرة الأولى منذ العام 2005 يقف رئيس الحزب "التقدمي ‏الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط "وحيداً" ومترقبا المرحلة المقبلة، فهو يميل إلى إعطاء حكومة ‏الرئيس حسان دياب "فرصة" على الرغم مما يرى فيها من عناصر تابعة للنظام السوري - ‏اللبناني الأمني الذي كان قائما، ومن جهة أخرى يترقب مواجهة مرتقبة مع عهد الرئيس ميشال ‏عون الذي يرى جنبلاط أن لا مجال للتعاون معه بعد اليوم، وحمل جنبلاط في حواره مع "الشرق ‏الأوسط" على سياسات صهر عون، رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل‎.‎

ويرى جنبلاط "ان لبنان يقع اليوم بين العقوبات والضغوط، من جهة هناك الولايات المتحدة، ‏ومن جهة ثانية هناك ردّة فعل إيران وحلفائها، ووسطهما الحراك. وبحسب رئيس "الاشتراكي" ‏فالحراك رافض للواقع والفساد والحكومة والنظام، وهو على حق، لكنه لم يصل بعد إلى كيفية ‏الوصول إلى تغيير النظام، والطريق الوحيد لتغييره يكون عبر نظام انتخابي حديث خارج القيد ‏الطائفي وعلى اساس لبنان دائرة انتخابيّة واحدة. ولتخفيف مخاوف الملل المتعددة والطوائف ‏يمكن إنشاء مجلس شيوخ‎.‎

ويعتبر جنبلاط "ان ردة فعل بعض المواطنين ضد المصارف لم تكن عفوية من دون ان ينكر ‏وجع الناس من احتجاز اموالها في هذه المصارف. وفي هذا السياق يقول "ردّة الفعل كانت ‏مسيّرة، وبعضها كان عفويا، ونحن ننتظر الإجراءات التي قال حاكم مصرف لبنان رياض ‏سلامة انه سيتّخذها لتسهيل خدمة الناس"، مضيفا "بعض المصارف، وبعض الموظفين داخلها ‏يتصرف بشكل أرعن تجاه المودع الذي لا علاقة له بهذا الصراع الأميركي الإيراني‎".‎

ويذكّر في هذا الصدد بما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله بصراحة "جارحة" ‏للمواطن العادي، ويقول "نصر الله قال ان ماله وسلاحه من إيران وحتى إذا وصلت الدولة ‏اللبنانية إلى حال إفلاس، فيستطيع ويملك الإمكانات الكافية من أجل ضمان جماعة الحزب. وفي ‏كلامه بعض المبالغة، لأن الانهيار سيطال الجميع. لا بد من جرأة وعلى هذه الحكومة أيا كانت ‏توصيفاتها أن تتخذ إجراءات حاسمة خاصة فيما يتعلق بإصلاح قطاع الكهرباء الذي يُشكّل 40 ‏في المائة من العجز‎".‎

يعتبر جنبلاط أن كل هذا لا يمكن تحقيقه أو تحقيق قسم منه إلا من خلال قضاء مستقل، ‏ويتساءل "هل يمكن في ظل هذه الطبقة السياسية وهذا النظام السياسي المنحاز وهذه الحكومة ‏شبه اللون الواحد أن تأتي بقضاء مستقل"؟ ويرى "ان قسماً من المطالب محق وقسما منه معقد ‏مثل موضوع محاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة"، موضحا "ان ما يمكن استعادته منها ‏الأملاك البحرية عبر تغريم المعتدين عليها وإدانتهم قضائياً ولا بد من اعتماد الضريبة ‏التصاعدية‎".‎

في موضوع الخروج من الحكومة يقول جنبلاط "طالبت الشيخ سعد الحريري في بداية الحراك ‏بالاستقالة وكانت لديه معطيات مختلفة. تضامنا معه وخرجنا سويا ونحن اليوم أكثر حرية"، ‏ويضيف "صحيح أن ضرراً كبيراً لحق بنا جرّاء خروجنا المتأخر من الحكومة، شريحة من ‏الحزبيين وغير الحزبيين لم تفهم قراري بعدم الخروج بعد 17 تشرين الاول/اكتوبر، وأتحمّل ‏مسؤولية القرار‎".‎

ولا يعتقد جنبلاط أنه يمكن التعاون مع العهد، خصوصاً أن لون هذا العهد فاقع في الثأر"، ويقول ‏‏"قبل الحراك رأينا ما حدث معنا في الجبل في البساتين وقبر شمون وكيف استطعنا أن ننجو ‏بأعجوبة، هناك ضغوطات محلية وغير محلية ساعدت وربما إدراك الرئيس عون في لحظة ‏معينة بأن سياسة صهره مدمّرة، لكن هذه ومضة إدراك في ظل تراكم سياسي. وهذه الحكومة ‏وكأننا أمام حكومة تعود بنا ببعض رموزها ووزرائها الذين جاءوا من بعض رموز النظام الأمني ‏الذي كان سائدا عام 2005، النظام الأمني السوري المشترك كي نكون أكثر وضوحا‎".‎

وفيما خصّ البيان الوزاري، يعتبر جنبلاط "ان ليس المطلوب بيان وزاري يكون "إنشائيا" ‏يتضمن عبارة "سنقوم وسنقوم"، المطلوب خاصة لوقف التدهور ووضع سكة العهد على خطى ‏مقبولة، خطوات إصلاحية جدّية بدءا من قطاع الكهرباء، ويضيف «هذا كان المطلب الدولي ‏وبالتحديد الفرنسي في خطة (سيدر) أتتنا فرص ذهبية، فالكويتيون عرضوا منذ سنوات (من ‏خلال صندوق التنمية الكويتي) بناء معامل كهرباء والإشراف على التنفيذ ورفضنا، أتت شركة ‏‏(سيمنز) ورفضنا، وأتى على ما أعتقد عرض فرنسي ورفضناه، فقط لأن سمة الذين يتحكمون ‏بمفاصل وزارة الطاقة هي عدم الجدية والانتهازية، فهؤلاء يفضلون البقاء على توليد الكهرباء ‏من خلال السفن التي أعتقد أنها أصبحت مولدات إضافية لأصحاب وزارة الطاقة أو الذين ‏يتولون شؤون وزارة الطاقة‎".‎

ويرى جنبلاط "ان وزارة الطاقة اليوم هي عبارة عن "وزير ومدير عام من دون مجلس إدارة" ‏فقد تم رفض كل محاولات سعد الحريري بإقامة الهيئة الناظمة ومجلس إدارة لا يريدون رقابة ‏على أنفسهم لأنهم يتصرفون بكل حرية". ويعتبر جنبلاط "ان في ملف الكهرباء يمكن الحديث ‏عن «فساد كبير». ويقول "الحملة المفتوحة على السياسيين ليست شاملة بل انتقائيّة، لا أسمع ‏بحملة كافية على العهد بل الحملة موجهة على سعد الحريري ونبيه بري ووليد جنبلاط، الحراك ‏الأول سمّى جبران باسيل، اليوم لا أرى هذا الأمر ثم كيف يتم الإصلاح بوجود هذا العهد؟ هذا ‏سؤال أساسي‎".‎

وفي سؤال حول ما إذا كانت مشكلته مع العهد أو مع رئيس الجمهورية، يجيب جنبلاط "ان سعد ‏الحريري ظن أنه قد يستطيع أن يحيّد رئيس الجمهورية ويتعاطى معه لكنه فشل مع الأسف، ‏فهناك فريق عمل إلى جانب الرئيس مُخيف، ليس المهم أن ندخل في التسميات لكن هناك الفتاوى ‏القضائية والسياسية من فريق العمل المتعدد والمتنوع والرئيس يستجيب لهذه الفتاوى‎".‎

وهل الطريق مقفلة في ظلّ وجود هذا العهد، سؤال يجيب عنه جنبلاط بالقول "لا تزال هناك 3 ‏سنوات، حاول الحريري دبلوماسيا وفشل، وسنرى ماذا تبشّر هذه الحكومة الجديدة‎.‎‏ مررنا ‏بفترات محاربة العهود، إميل لحود حاربناه، انقسمت بيروت وانقسمت الساحات وأتى 7 أيار لكن ‏الوضع الاقتصادي كان مقبولا، أما اليوم فالوضع مختلف، لذلك نتحرك كالسائر على حبل"، ‏مضيفا "من باب معرفتي بالعهد ورموزه سابقا وحاليا وبالوضع الاقتصادي أركّز على الوضع ‏الاقتصادي، كيف نستطيع أن نخرج من هذه الأزمة، آخذين في الاعتبار أن ما من أحد سيأتي ‏لينقذنا، آخذين بالاعتبار أيضا أن رفيق الحريري لم يعد موجودا وأن جهود باريس 1 وباريس 2 ‏وباريس 3 أعطت ثمارها، فكان يأتي الحريري بودائع أعطت ثمارها بالسياسة للتعويض عن ‏الخسائر الداخلية، لكن حتى في تلك اللحظة لم تكن هناك خطوات جدية لإقامة اقتصاد لبناني ‏منتج بكل أسف‎».‎

وبالعودة إلى الحكومة يصرّ جنبلاط على وصفها بالمفخخة، لكن فيها عناصر إيجابية"، ويقول ‏‏"أنا أعطيتها وقتا، لكن في الوقت نفسه أنا في المعارضة، لا نعطي الثقة لكن نحضر الجلسة. ‏وقلت وطلبت أن يستقبل رئيس الوزراء، وأعلم أن هناك حظر سياسي عليه لكن على الأقل ‏محاولة". وعن الأطراف المعارضة الأخرى يؤكّد جنبلاط "أنا أعارض وحدي وعلى طريقتي، ‏الحزب يعارض على طريقته لن نعود لأحلاف قديمة كي لا ينغش البعض لن نعود إلى 14 آذار، ‏ظروف 14 آذار شيء وظروف اليوم شيء آخر"، مضيفا "اتّفقنا على التنسيق مع تيار المستقبل، ‏ومع الآخرين لكل حادث حديث، حاليا لا يوجد شيء‎".‎

وفي تعليقه على حديث رئيس "القوات" سمير جعجع لـ"الشرق الأوسط" حين قال "التقدمي ‏الاشتراكي والمستقبل والكتائب يفضّلون التعاطي مع القوات على طريقة (نحب بعضنا من بعيد ‏لبعيد) دون تنسيق مباشر"، قال جنبلاط "هذا الكلام غير دقيق، لأننا نسّقنا سويا، اتصل بي ‏جعجع بعد بداية الحراك، وكان هناك تواصل بشكل يومي معه أو مع السيدة جعجع، وكان يلح ‏بأن أطلب من الشيخ سعد الحريري أن يستقيل، لكن جوابي كان دائما وبصيغ مختلفة دبلوماسيا ‏بأنني لن أطلب منه هذا الشيء لأن وقفتي الأولى كانت التضامن مع الشيخ سعد وبقيت حتى آخر ‏لحظة متضامنا معه‎".‎

وفيما إذا كان يواجه منفردا يقول جنبلاط "بالوقت الحالي أنا أواجه وبالقدرة الموجودة لدي ‏منفردا نعم، مواجهة للصمود وليس للتغيير". وهنا يقول جنبلاط "إذا خرج صوت التغيير من ‏وليد جنبلاط نعود إلى 2005 عندما طالبت بالتغيير في عهد إميل لحود ماذا حدث؟ حتى رحمة ‏الله عليه البطريرك السابق مار نصر الله بطرس صفير والنائب بطرس حرب آنذاك عارضا، ‏وأعتقد بهيج طبارة عارض أيضا، جميعهم عارضوا، هذا من المحرمات بكل أسف‎".‎

في ظل هذا الواقع ماذا يمكن أن نفعل وما مصلحة لبنان ببقائه ساحة صراعات؟ يجيب جنبلاط ‏‏"لا يمكننا أن نفعل شيئا لسبب بسيط غياب كيان عربي موحد وتنسيق عربي، ولا جامعة عربية، ‏وغزو العراق سمح للجمهورية الإسلامية بالامتداد والنظام السوري بتركيبته الفئوية والمذهبية ‏سهّل كثيراً للجمهورية الإسلامية بالوصول إلى لبنان‎".‎

ويضيف "كم كلّفت تلك الحرب من مليارات العرب، ظن العرب أن صدام حسين هو خالد بن ‏الوليد، انهزم ثم أتت أميركا تحت حجّة سخيفة أنه يملك صواريخ تدمر العالم ولم يكن لديه شيء، ‏منذ تلك اللحظة عام 2003 تغير كل الهلال الخصيب هلال أنطون سعادة ووصلنا إلى ما وصلنا ‏إليه، هذه المرة الرابعة أو الخامسة في التاريخ التي تصل فيها (فارس)، أفضل كلمة فارس التي ‏هي اليوم الجمهورية الإسلامية، إلى حدود البحر الأبيض المتوسط‎».‎

وعن الدور الروسي في لبنان يرى جنبلاط أن هذا الدور لم يتقدّم، معتبرا "ان على الروس التقدم ‏عمليا في لبنان"، ويقول "شكّلت في الماضي لجنة، لكنها كانت على الأقل لجنة رسمية بين الدولة ‏اللبنانية والدولة الروسية حول إعادة اللاجئين، والسؤال إلى أين سيعودون؟ إلى أي سوريا؟ فهل ‏يستطيعون العودة إلى القصير وحمص ومحيط الشام"؟

ويعتبر جنبلاط "ان إذا كان لا بد من خطوات ملموسة من روسيا فهي استئجار قسم من مصفاة ‏طرابلس"، موضحا "ان من الخطأ استخدام كلمة مصفاة، لأن ليس هناك مصفاة بل مصفاة ‏مدمّرة لم يبق منها شيء، واستأجرها أحد رجال الأعمال اللبنانيين الذي يخص روسيا والذي نال ‏وسام استحقاق من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ شهر‎".‎

وفي هذا الإطار، يقول جنبلاط "يجب على الروس إصلاح تلك المصفاة وإبعاد رجال الأعمال، ‏وأهلا وسهلا بأن يستفيد لبنان من مصفاة جديدة عبر عقد جديد بين الدولة اللبنانية والدولة ‏الروسية، ونستطيع أن نجلب النفط الذي كان يأتي إلى تلك المصفاة من كركوك عبر سوريا، ‏وبوتين يعطي أمراً للرئيس السوري بشار الأسد و(بيمشي الحال)، أو نفط أو غاز من روسيا، هذا ‏هو الغاز الروسي وصل عبر تركيا إلى البحر الأبيض بعيدا من التجارة‎".‎

ويكشف جنبلاط أنه سبق وفي إحدى المناسبات على العشاء «طلب من السفير الروسي وديعة ‏روسية واليوم وضع الاقتصاد الروسي مقبول، والودائع النقدية لديها من الذهب والدولار وغيره ‏كبيرة جدا. فليعطونا وديعة مشروطة بإصلاح‎".‎

وفيما خصّ صفقة القرن، يرى جنبلاط "أن ليس هناك أي خطر على لبنان، فالخطر فقط بروز ‏أصوات معهودة ومعروفة ومتعصبة تتحدث عن موضوع التوطين والتي سمعناها منذ 50 عاما ‏وأكثر". ويقول "ليس هناك الحجم الفلسطيني الكبير في لبنان والذي يقال عنهم 500 ألف، أعتقد ‏الأونروا أعطت رقم ما بين الـ170 ألفا و180 ألفا، لأن من يستطيع من هذا الشعب المنكوب أن ‏يهاجر سيهاجر. كانت عنصرية ضد الفلسطيني وأصبحت ضد السوري، لا يوجد خوف إلا أن ‏مصلحة اللاجئين الأونروا، أعتقد أن أميركا أوقفت تمويلها واللاجئون في لبنان وفي سوريا في ‏الضفة وغزة سيعانون أكثر‎".‎

ويؤكد جنبلاط أنه مع إعطاء اللاجئ الفلسطيني في لبنان حقوقه، مذكرا أن كمال جنبلاط وفي ‏العام 1959 أهدى «الأونروا» أرضا مساحتها 60 ألف متر مربع في سبلين لإقامة مدرسة ‏مهنية لا تزال موجودة، وأنه هو أعطى للمؤسسات مساحة 10000 متر مربع قرب الأونروا ‏للفلسطينيين لأنهم في عين الحلوة لم يعد لديهم مكان لدفن أمواتهم". وقال "حينها أخبرني سفير ‏الأونروا في لبنان عن المأساة فكانت المبادرة مني أقل واجب، كانوا يدفنون أمواتهم على الأسطح ‏في عين الحلوة التي مساحتها الفعلية كيلومتر مربع، إلا أن الذين يعيشون في القصور لن يروا ‏ذلك‎".‎

يتحدث جنبلاط عن مشروع التقسيم عام 1947 ويقول "عارضه العرب ورفضوه، أعتقد أنه ‏كان هناك نيّة نظريا لإقامة دولتين، الرئيس ياسر عرفات ارتكب الخطأ، لكن عرفات كان يريد ‏أن يهرب من الأنظمة العربية، فلسطين هي النكبة والشعب الفلسطيني كان منكوبا من الصهيونية ‏والأنظمة العربية وخاصة الأنظمة التقدمية، وعانينا بسببها في لبنان من الحروب». والآتي ‏أعظم، لأن إسرائيل ستمارس هوية الدولة، وبالتالي سيزداد خطر الترانسفير أكثر من أي وقت ‏مضى‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 شباط 2020 07:46