8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الدعوة إلى الحوار قائمة والمشاركة رهن بكل طرف

بالنسبة إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، إن جلسة الحوار بعد غدٍ الثلاثاء قائمة والدعوة مستمرة. وتفيد مصادر قصر بعبدا، ان نهاية الأسبوع شهدت وتشهد مشاورات يقوم بها الرئيس مع كل من فريقي 14 و8 آذار وستتكشف في ضوء هذه الاتصالات والمشاورات اتجاهات جديدة ممكنة. لكن عملياً كل الأمور هي في مكانها بالنسبة إلى الجلسة والدعوة إليها، على ان أوساطاً ديبلوماسية واسعة الاطلاع، لفتت إلى ان الأرجح هو ان تبقى الدعوة والجلسة قائمتين لأن الرئيس لا يمكنه تعليق الجلسة أو الحوار كلما علقت جهة مشاركتها من دون ان يكون موقفه موجهاً ضد أي فريق. والأرجح انه باقٍ على دعوته ولا يمكنه التخلي عن الحوار. كما ان هناك فارقاً بين تعليق أي طرف مشاركته في الجلسة وتعليق المشاركة في الحوار. ولن يلغيه الرئيس لأن الهدف هو استمرار الحوار، وان كل الدول كما مجلس الأمن أثنوا على استئناف الحوار الوطني. والرئيس لا يمكن اتخاذ موقف مع جهة، وان المشاركة تعود إلى الأطراف مع ان لديه أملاً في العودة عن قرار التعليق.
ووفقاً لأوساط سياسية بارزة في 14 آذار، فإن التصعيد في الموقف لا علاقة له بتطور الأوضاع السورية، والذي بدوره لا علاقة له بالحوار. وما له علاقة بالحوار، هو تخلي حزب الله عن الحوار بعنوان أطلقه النائب محمد رعد حيث ألغى عملياً جدول أعمال الحوار كما كان وضعه الرئيس، ومتفقاً حوله من خلال الجولتين الأولى والثانية للحوار، وهو الخطة الدفاعية، وبالتالي، إذا أصبحنا خارج هذه الخطة أصبحنا خارج الحوار.
فضلاً عن ذلك، ان كل الظروف اللوجستية التي تحيط بالحوار من التهديد المستمر لفريق من المتحاورين بالقتل، دون ان يحظى من شركائه في الحوار، وأعضاء في الحكومة، أي تعاون، في إطار منع الخطر ودرئه والتحقيق به.
وهناك أسباب وجيهة حملت الرئيس السنيورة على أن يوضح للرئيس الموضوع، والجواب المنتظر هو من الرئيس ومن الحكومة ومن أطراف الحكومة الآخرين، الذين يعتبرون سلاح حزب الله هجومياً وليس دفاعياً، وانه ليس موضع بحث.
وتشير الأوساط، إلى ان التطوّرات الإقليمية يجب ان تحمل اللبنانيين إلى مزيد من الحيطة والحذر، حتى لا يضعهم أحد في فخ تصفية الحسابات الإقليمية على حساب الأمن اللبناني. فهناك التطوّرات السورية الأخيرة، وهناك تفجير بلغاريا والاتهامات الإسرائيلية اثره لـحزب الله بأنه وراء التفجير وكذلك اتهامات لإيران.
ان الجو المحيط مقلق جداً، يجب درؤه لكي لا يتحجج أي طرف، أي إسرائيل، بالاتهامات ليقوم باستهداف لبنان. ورأت الأوساط، ان خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، هو رفع معنويات منهارة على مستوى المحور السوري الإيراني، لا سيما بعد تفجير مقر الأمن القومي السوري، على ان جميع اللبنانيين ضد كل الأساليب التفجيرية، لكن معركة سوريا مستمرة وإلى تصاعد وستنتهي بسقوط النظام.
وتبعاً لذلك، لا تريد قوى 14 آذار، بحسب الأوساط، خلط الموضوع السوري بالحوار. انما النقاش هو عن السلاح، ووجوب توحيده تحت سلطة الدولة والجيش اللبناني. وهذا النقاش هو سابق للأحداث في سوريا، وان حصول أي شيء في سوريا لا يغير من قناعات هذه القوى، التي لديها تصميم على إنقاذ لبنان.
إلا ان مصادر ديبلوماسية في بيروت، تراقب مجرى الحوار اللبناني الداخلي، تعتقد انه طالما هناك ضعف متتالٍ للنظام السوري طالما ان لبنان سيصبح بخير، وانه كلما يضعف النظام يتحرر لبنان.
وإذ تلفت إلى أهمية الحوار بالنسبة إلى الاستقرار في مرحلة الوضع السوري البالغ الدقة، تقول، ان حزب الله محشور، ومن غير الواضح لديه، معالم مرحلة ما بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، لانه سيصبح محاصراً، ولن تكون لديه طريقة تواصل مع إيران. وبالتالي سيصبح لاحقاً مضطراً لأن يعمد إلى تليين مواقفه ولهجته ولغته في اتجاه ان تصبح أكثر اعتدالاً. لا سيما وانه أدرك انه لم يستطع السيطرة على لبنان، وانه إذا ما أقفلت الحدود مع سوريا، أو المطار في وجهه لاحقاً أو المرافئ في سوريا، فهو مضطر لتعديل مواقفه.
لذلك وفي الإطار الأوسع، فإن 14 آذار بالنسبة إلى عدم تقدم الحوار، والتعرّض للأخطار، يمكن لها في أجواء إقليمية من خلال مزيد من الضعف للنظام، والحزب الذي يشعر بخطورة الموقف، ان تضغط في اتجاه إدراج موضوع نزع السلاح على طاولة الحوار أولاً.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00