8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

فشل التفاوض مع إيران يعزز تشددها مع الأزمة السورية

فشل التفاوض الدولي ـ الإيراني لا بد انه ينعكس سلباً على مجمل الملفات المفتوحة في المنطقة بطريقة غير مباشرة وآخر جلسة للتفاوض لشرح وجهات النظر فقط ولم يتم تحديد جلسة تفاوض على مستوى المفاوضين كما كان حصل في جلسات التفاوض الثلاث في تركيا والعراق وروسيا.
الأمر الذي جعل ديبلوماسين غربيين يؤكدون فشل هذا التفاوض، بحيث ان الدول الكبرى قدمت عرضاً بأن يتم إخراج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة من إيران إلى تلك الدول، مقابل وقف العقوبات المفروضة على إيران. وقد أجاب الإيرانيون انهم يريدون إلغاء العقوبات الموجودة أساساً وانهم أيضاً يرغبون في بحث القضايا الإقليمية ذات الصلة بملفات المنطقة. وهدفهم من جراء ذلك لعب دور في المنطقة على المستوى السياسي. لكن الدول الكبرى لا تريد ان تبحث بدور لإيران ولا ان تقوم بإعطائها مثل هذا الدور، انما هي تحتاج إلى ايجاد حل للملف النووي الإيراني أولاً. ما جعل الاتفاق بين الطرفين يصل إلى طريق مسدود.
أوساط وزارية تشير إلى ان الأهم بالنسبة إلى إيران مسألتان أساسيتان هما:
- ان إيران لا يمكنها وقف تخصيب اليورانيوم.
- وانها طالما هي امتلكت التكنولوجيا وتقوم بالتخصيب ما بين 5 في المئة و20 في المئة، أي في إطار النسبة التي توافق عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن نشاطها النووي يبقى في سياق ما تقبل به الشرعية الدولية. وبالتالي، إيران ليست مستعدة، ان توقف التخصيب الذي يريده الغرب.
ويرى الديبلوماسيون الغربيون ان مشاكل المنطقة قائمة، وليس وقف التفاوض هو الذي يقدم أو يؤخر. لكن من دون شك ان وقف التفاوض يعيد منحى التشدد في المواقف وفي ظل التفاوض والمواقف الايجابية ترتاح تلقائياً الأجواء في مختلف المواقع ذات القضايا المفتوحة، ويتم نشر أجواء الثقة، وإبراز التسهيلات السياسية.
والدول الكبرى ردت على رغبة إيران بدور في المنطقة كما عبّرت عنه خلال التفاوض بأنها لا تريد إعطاءها الدور حتى في الملف السوري حيث حاولت إيران طرحه في الجلسة الأولى للتفاوض في اسطنبول وفي كل الجلسات المتتالية.
وبعد وقف التفاوض، استمرت الدول الكبرى على موقفها الرافض لدور ايراني في سوريا. ولم توافق الولايات المتحدة وفرنسا على زيارة الموفد الدولي والعربي لحل الازمة في سوريا كوفي انان الى طهران قبل ايام. إذ انهما تعتبران ان ايران هي جزء من المشكلة وليست الحل، وانها ستقوم بالتأثير على النظام السوري ليصبح أكثر تشدداً، ولن تدعه يقدم تنازلات وهي في حوار الغرب معها لم يتم التوصل الى نتيجة، وان ايران نفسها يجب ان تحترم القرارات الدولية، وكيف يتم الطلب الى بلد لا يحترم القرارات الدولية، ان يؤثر على بلد ثان من احل احترامها، وهذا ليس منطقياً، ومن الصعوبة القبول بدور ايراني في أزمة سوريا.
لكن لدى انان هامش تحرك، وهو يرى ان القسم الاول لمهمته قد فشل، ويلزمه تحركاً اضافياً لانقاذ مهمته برمتها. وسوريا تقول له، يفترض الذهاب الى ايران، وهو مدرك لمدى التأثير الايراني لذلك قصدها من اجل الملف السوري، ويذكر انه استبعدها عن مؤتمر جنيف حول سوريا، من اجل انجاح المؤتمر بحضور واشنطن والغرب عموماً، لكن زارها بعد ذلك من ولا تسهيل مهمته.
الدول الكبرى الآن تحاول ان يتم اقرار مقررات جنيف في مجلس الامن من خلال استصدار قرار جديد، لكن امام المجلس المشروعين الروسي والغربي، وهناك تباين في التفسيرين الاميركي والروسي حول مقررات جنيف. فإذا تم تمرير المقررات في المجلس يعني ان الروس موافقون مع الاميركيين فعلياً عليها، وان لم يتم تمريرها يعني ان الامر كان مناورة روسية. وانان سيكتشف حقيقة الامر خلال زيارته موسكو غداً الاثنين.
على ان الغرب لم يبحث في التفاوض مع ايران سوى برنامجها النووي، لانه يريد الانتهاء منه قبل البحث بأي ملف آخر. ولم يتم بحث الوضع اللبناني ولا السوري ولا الفلسطيني ولا العراقي ولا يريد أي دور لايران في المنطقة، وتتوقع مصادر ديبلوماسية عربية أن ظهور بوادر بين الغرب وايران لن يتم الا بعد الانتخابات الاميركية، وواشنطن ليست مستعدة أو قادرة حالياً على العمل على هذا الملف، ولن تسمح لأطراف اخرى العمل عليه.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00