عدا عن العقوبات الأوربية التي تزداد على النظام السوري، هناك اتصالات ديبلوماسية غربية جارية حالياً في محاولة جديدة للتعامل مع الموضوع السوري، انطلاقاً من مجلس الأمن الدولي.
وتفيد مصادر ديبلوماسية غربية، أن الاتصالات والمشاورات تتركز بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من أجل التحضير لمشروع قرار جديد يهدف الى تنفيذ مهمة المراقبين الدوليين وفق خطة الموفد الدولي والعربي لحل الأزمة كوفي أنان تحت الفصل السابع.
ويأتي هذا التوجه في ضوء الاستماع أخيراً الى رئيس بعثة المراقبين الجنرال مود في مجلس الأمن، وإعلانه توقيف هذه المهمة، والتي باتت عملياً في حكم المجمدة أو المنتهية لا سيما وأنها تنتهي عملياً في 21 تموز المقبل، وأن على مجلس الأمن مسؤولية تحديد مصيرها عندما سيتم إبلاغه رسمياً من أنان في هذا التاريخ حول نتائجها خلال الأشهر الثلاثة من المهمة.
والمراقبون الآن، عملياً، انسحبوا من المناطق، وتوقفوا عن المراقبة، وهم لا يزالون موجودين في مواقع محددة ويتجمعون فيها، وفقاً للمصادر، لكنهم لا يقومون بأي تحرك. وكان من المفترض توقف العنف لدى انتشار المراقبين، لكنهم كانوا عرضة للرصاص والتفجيرات أكثر من مرة، وأن العنف يبلغ درجات عالية ويمنع عملهم، ما يطرح ضرورة تسليح المراقبين، أي تحويلهم الى قوة حفظ سلام، في حال جرى اتفاق وصدر قرار دولي لتحويل مهمتهم الى الفصل السابع لإجبار النظام على تنفيذها والتعاون في ذلك.
وسيحمل الشرح الذي سيقدمه أنان أمام مجلس الأمن اليوم الجمعة، حول خطته ومهمة المراقبين تفاصيل جديدة، ويأتي ذلك في إطار التقارير الدورية التي يقدمها كل 15 يوماً الى المجلس.
وتؤكد المصادر أنه كان هناك تعويل غربي على القمة الأميركية الروسية التي انعقدت الأسبوع الماضي على هامش أعمال قمة العشرين في مكسيكو، لإحداث تعديل أو تبدل في الموقف الروسي حيال الوضع السوري. لكن النتائج جاءت مخالفة للتوقعات، إذ أنه تبيّن من الأميركيين أن الموقف الروسي لم يتغيّر، وأن الرئيس فلاديمير بوتين لم يعطِ إجابات واضحة حول ما إذا كان سيحدث تغييراً في موقفه لاحقاً أو لا.
وبالتالي، فإن أي طرح لمشروع قرار جديد على مجلس الأمن تتوقف نتائجه على الموقف الروسي. فهل تريد روسيا الاستمرار بخطة أنان كما هي حالياً، أم وفق خطة جديدة، أم تحويل تنفيذها الى الفصل السابع أم لا؟ الأمور ما زالت غير واضحة في هذا الشأن. وهل ستتحول مهمة المراقبين الى قوة حفظ السلام، وهي سيقبل الروس، ومَنْ مِنْ الدول سيشارك في مثل هذه المهمة في سوريا؟ إن الفكرة لم تتبلور بعد، وهل ستمرر روسيا مثل هكذا قرار؟ إذ أن الغرب يريد أن تتم متابعة خطة أنان في المجلس وأن تكون الركيزة الأساسية لأي تحرك دولي. وهذا التحرك يخدم أيضاً فكرة استمرار الضغط على موسكو لتغيير موقفها.
وما يحيّر الأوروبيين، هو أن التحليل الروسي حول الوضع السوري مشابه للتحليل الفرنسي، غير أن الموقف الروسي لا يتغيّر. لكن لفرنسا اتصالات مستمرة مع روسيا حول الأزمة في سوريا، وحتى الآن لا بوادر تشير الى تغيير ما.
ومؤتمر الناتو الأخير لم يطلب تدخلاً عسكرياً نتيجة إسقاط الطائرة العسكرية التركية من جانب سوريا. والأتراك لم يطلبوا بدورهم تدخلاً عسكرياً، لكن جاء المؤتمر للضغط في اتجاه أن ما حصل من سوريا هو خرق للقانون الدولي. وتعدّ فرنسا لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا في 6 تموز المقبل في باريس الذي سيدعم المعارضة ووحدتها ومساندتها في وجه النظام.
على أن المصادر تتوقع استمرار ستاتيكو سوري لمدة غير محددة، إذ أن النظام يحافظ على مستوى معيّن من عدد الضحايا يومياً، وهذا ما يجعل المجتمع الدولي غير قادر من خلال ذلك على الضغط لإحداث رد فعل كبير، وفي الوقت نفسه، ليس هناك من وقف للعنف. مع الوقت قد يُحرج الغرب وروسيا، لكن حتى الآن لا يوجد ضغط كاف لتغيير الموقف. وهذا يتزامن مع محاولات حثيثة واجتماعات لتوحيد المعارضة وجمع كلمتها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.