8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

هل ينأى لبنان بنفسه إذا دُعٍي الى مجموعة اتصال حول سوريا؟

لم يتسلم لبنان حتى الآن أي دعوة للمشاركة في المؤتمرين الدوليين المطروحين إن من جانب الموفد الدولي والعربي لحل الموضوع السوري كوفي أنان أو من جانب روسيا. أنان ينوي إنشاء مجموعة اتصال دولية اقليمية قد تجتمع نهاية هذا الشهر في جنيف.
وتؤكد مصادر ديبلوماسية في بيروت، ان لبنان ليس لديه أي قرار في حال تمت دعوته للمشاركة. لكنها تستبعد أن يوافق في حال دعوته، على المشاركة، نظراً الى سياسة النأي بالنفس التي اعتمدها حيال الأزمة السورية، ونظراً أيضاً الى أن هذه السياسة باتت محور إجماع عربي ودولي، وكل الدول تشجع لبنان على المضي فيها على الرغم من ترحيبه بخطة أنان وبمهمته ومهمة المراقبين الدوليين. مع الإشارة الى أن الخطة حظيت بإجماع عربي ودولي، وسوري ومع العلم أن مقررات الجامعة العربية لم يكن لبنان من الموافقين عليها في مجال الشأن السوري.
وبالتالي، سينسحب قرار النأي بالنفس على التعامل اللبناني مع أي دعوة للمشاركة، إذ ليس لديه أي موقف للتعبير عنه في المؤتمرات الدولية، وان سياسة النأي بالنفس تتطلب الابتعاد رسمياً عن كل المحاور والمؤتمرات حول سوريا وتبعاً لذلك ليس للبنان أي دور في المسألة لكي يحمله الى أي مؤتمر. وهو ينأى بنفسه ايجاباً حفاظاً على استقراره وعلى هدوء الحدود اللبنانية السورية.
وتفيد أوساط ديبلوماسية غربية، ان أنان طرح على الأميركيين عضوية ايران في مجموعة الاتصال، من أجل أن يكون للأمر تأثير على النظام السوري. وذلك انطلاقاً من أنه يريد دعوة كل الدول التي تؤثر في النظام، وفي المعارضة معاً، من دول غربية أو دولية أو اقليمية وأخرى مجاورة لسوريا. أي انه يريد من هذا التأثير الخروج بخطة يقبل بها الطرفان في سوريا، ومن شأنه ايجاد الحل السلمي للوضع السوري. على أن ينعقد مؤتمر وطني سوري في مرحلة لاحقة.
لكن الولايات المتحدة رفضت عضوية ايران في المجموعة، وأبلغت أنان ان عضوية كل من روسيا الاتحادية والصين تكفي للتأثير على النظام السوري. كما أن واشنطن لن تقبل بإعطاء إيران دوراً في المنطقة قبل أن يتبيّن مسار تعاملها مع برنامجها النووي، ومن خلال التفاوض الدولي الايراني والذي سيستكمل في اجتماع ثالث في موسكو في 18 و19 حزيران الجاري. مع أن هذه المفاوضات لم تتقدم وتنتظر الدول رداً إيرانياً على طروحاتها، وانها محصورة بالملف النووي ولم تتعدّه الى أوضاع سوريا، أو الشأن اللبناني.
وفي اعتقاد واشنطن بحسب الأوساط، فان خطة أنان فشلت، وان على المجتمع الدولي القيام بردة فعل قوية، وانه من غير المحسوم ما اذا كانت الدول ستقوم بردة فعل بعد الانتخابات الأميركية، لأنه اذا ما نضجت الظروف قبل الانتخابات، فالولايات المتحدة جاهزة لاتخاذ موقف تصعيدي تجاه النظام السوري في مجلس الأمن، وبالتالي، ان خط الاتصال المفتوح بين واشنطن وموسكو حول الوضع في سوريا، هدفه اقناع روسيا من قبل الولايات المتحدة بانه لا يجوز الاستمرار في هذه المقاربة للموضوع السوري، وانه يجب اللجوء الى موقف أكثر تشدداً وقوة في مجلس الأمن.
وتلفت الأوساط، الى أنه من غير الواضح الاتجاه الذي سيحصل في مجلس الأمن الشهر المقبل لدى تقديم أنان التقرير النهائي حول مهمة المراقبين في سوريا. وهناك أفكار يتم التداول بها حول إعطاء أنان فرصة جديدة، عبر تعزيز دور المراقبين. وتعتبر مهمة المراقبين مفيدة، لأن هؤلاء يقومون بتوثيق ما يحدث في سوريا على الأرض. والمطروح أيضاً أن تحول خطة أنان الى الفصل السابع. والقصد بذلك إلزامية التنفيذ وحظر الأسلحة الى سوريا، وتوسيع مبدأ العقوبات على سوريا ليتحول من ثنائي، عربي وغربي، الى المستوى الدولي أي على مستوى الأمم المتحدة. ما يعني أنه لن يكون هناك تدخل عسكري، انما إلزامية تنفيذ الخطة ومزيد من الضغوط الدولية. مع أنه هناك خشية من أن مفاعيل عمل مجموعة الاتصال قد تطيل أمد الأزمة السورية لأنها تعطي جرعة للنظام.
وتبعاً لذلك، ليس هناك من أفكار تتداول حول امكانية الحديث عن فشل مهمة أنان، مع أن العرب يضغطون في هذا الاتجاه، كما يضغطون في اتجاه وضع هذه المهمة تحت الفصل السابع. ويأتي ذلك، استناداً الى مصادر ديبلوماسية عربية في إطار ما يلي: ان هذا الموقف من ضمن المجرى الطبيعي للأمور، بحيث يجب أن يكون هناك تقدم، وحتى لو لم تطبق الفكرة فإنها تبلور حراكاً معيّناً. ثم ان الموقف يشكل شروطاً على روسيا خصوصاً من دول الخليج التي دخلت مرحلة مشاورات مع روسيا. فضلاً عن أنه أمام حجم المجازر وهول الجرائم لا يمكن للعرب إلا اتخاذ موقف متقدم بغض النظر عن نجاحه أو فشله.
حتى الآن أنان لم يحدد الأعضاء الذين ستتم دعوتهم للمشاركة. لكن من المؤكد ستتم دعوة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، ودول أوروبية ودول عربية وإقليمية، ودول الجوار السوري.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00