ثلاثة مواضيع مطروحة على جدول أعمال الاجتماع الاستثنائي لجامعة الدول العربية، الخميس المقبل، على مستوى وزراء الخارجية، أولها الموضوع السوري، والثاني طلبته الإمارات المتحدة حول ما يتصل بزيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الى جزيرة أبو موسى الإماراتية، والثالث موضوع السودان. وأقر عقد الاجتماع خلال لقاء اللجنة الوزارية العربية حول سوريا في الدوحة الثلاثاء الماضي.
وتفيد مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، ان المواضيع الثلاثة تستدعي اجتماعاً استثنائياً للجامعة. في المسألة السورية ستواكب الجامعة من خلال اجتماعها صدور القرار عن مجلس الأمن الدولي بتوسيع عدد المراقبين الدوليين في سوريا ليصبح 300 مراقب وستعبر عن دعمها لهذه الخطوة انطلاقاً من دعمها لمهمة الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي أنان.
كما ستدعم ما سيلحظه القرار من المصادقة على البروتوكول الموقّع بين أنان وسوريا حول مهمة المراقبين. وستشير المقررات الى ان مهمة أنان هي الفرصة الأخير المتاحة أمام سوريا، ما يعني استعمال لغة قاسية في هذا المجال.
ولدى المصادر قلق من أن يتم التعامل مع المراقبين الدوليين كما تم التعامل سابقاً مع المراقبين العرب، وهو الأمر المتوقع عربياً من السلطات السورية إلا إذا تنبه المراقبون ولم يدخلوا في الأخطاء التي أُدخل المراقبون العرب بها. وتؤكد المصادر ان هناك قراراً دولياً ـ عربياً متخذاً بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، لكن المعنيين بالقرار ليسوا في جو سيناريو ليبي، ويفضل الأميركيون السيناريو اليمني.
لكن يفترض ان يكون هناك ضغط داخلي أقوى لجعله يرحل، ولا شيء حتى الآن يظهر ان هناك أمراً سريعاً، انما الأمور ستأخذ وقتاً وستستنفد الدماء والقدرات.
وبالتوازي مع القرار الدولي حول زيادة المراقبين، هناك تفكير عربي مستمر بتسليح المعارضة، وتفكير دولي باستصدار قرار جديد عن مجلس الأمن يفرض عقوبات على النظام ويكون تحت الفصل السابع.
ولاحظت المصادر، ان ذلك يعني تشدداً حيال سوريا، لكن أملاً وحيداً لدى واشنطن والدول الغربية، هو احتمال ان يتوقف القمع والقتل تدريجياً. وكان النظام أوقف القتل والقصف في مرحلة انعقاد مجموعة الثماني واستصدار قرار دولي حول إرسال المراقبين.
ولا تزال واشنطن تسجل دعمها لمبادرة أنان، وإذا ما بقيت المماطلة فإنه يفترض وجود قرار دولي، انما موسكو لا تزال على موقفها حيال ذلك.
على ان الوضع السوري دخل بقوة في الانتخابات الرئاسية الأميركية والفرنسية، والمرشحون في الحزبين في كلا البلدين يبرزانه في حملاتهما الانتخابية.
ولان دمشق تقول بالمباحثات مع المعارضة في الداخل فقط، ولا تعترف بكلمة معارضة حتى، انما تقول انهم مجموعة مخربين وارهابيين، وبالتالي ستبقى مستمرة في ملاحقتهم، وبالتالي الأمور لن تهدأ كما يتوخى أنان، والمسألة ستأخذ وقتاً، ولا بد ان ايجابية الجولة الأولى من المفاوضات الدولية ـ الإيرانية في اسطنبول، بحسب أوساط ديبلوماسية، ستلقي بظلالها على الوضع السوري، واستمرار الايجابية من خلال الجولة المقبلة في بغداد في أيار، ستنعكس على الأخذ والردّ بين الطرفين ومن بين المواضيع المطروحة حول ذلك الوضع السوري، فماذا ستقدم الدول لإيران وماذا ستأخذ منها. سؤال كبير مطروح، فهل في سياقه ستطول الأزمة السورية وحسمها؟
روسيا لن تسمح بسقوط النظام، انما قد تسمح بالتغيير البطيء، أي ليس على الطريقة التونسية أو الليبية، حتى اليمنية، لان اليمن ليست نقطة استراتيجية لروسيا مثل سوريا. روسيا قد تسمح بالتغيير لدى انتهاء ولاية الأسد في 2014.
كل الأطراف الدوليين ينتظرون مهمة أنان، ولبنان الذي رفض طلب استئجار مطار القليعات من أجل مدّ المراقبين الدوليين بالتجهيزات اللوجستية، نأى بنفسه بحسب الأوساط عن الموضوع السوري. وكذلك رفض لانه يتخوف من استعماله لإمدادات عسكرية.
وتكمن أهمية انعقاد الاجتماع الاستثنائي في طرح المواضيع الثلاثة معاً.
وفي ما يتعلق بالموضوع الإماراتي، فإنه يتوقع ان تدين الجامعة زيارة نجاد الى الجزيرة، وان يضغط الخليجيون في اتجاه صدور موقف قاسٍ. ويذكر ان احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، هو موضوع يدرج تقليدياً على جدول أعمال الدورات العادية للجامعة وعلى القمم.
وفي مسألة السودان، تجرى مشاورات عربية لصدور موقف عربي توافقي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.