تتجه الأنظار، الى موضوع إصلاح حركة 14 آذار في ظل الظرف اللبناني الداخلي الراهن، وما يحيط بالمنطقة من تطورات تستوجب إعادة النظر بالموضوع. وقد عُينت لجنة ثلاثية ضمت النائب مروان حمادة، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، ورئيس حركة اليسار الديموقراطي النائب السابق الياس عطاالله لتضع خطة لهذه الغاية، بالتعاون مع الأمين العام الدكتور فارس سعيد.
ويكتسب هذا التطور أهمية كبرى، نظراً الى الآمال المعقودة على حركة 14 آذار في استكمال بناء الدولة والمؤسسات، وفي العمل للحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله واستقراره. وتفيد أوساط سياسية بارزة ان الخطة ستضع السبل الآيلة الى توسيع إطار المشاركة داخل 14 آذار من أجل توفير أفضل مشاركة للفاعليات المدنية والمثقفين والمجتمع المدني والإعلاميين. وهناك الفكرة التي يتم التداول بها، وهي إنشاء مجلس وطني يساهم في تحديد الخيارات وتنفيذها، والعنوان المهم هو توسيع المشاركة.
وفي المجال السياسي، ستضع الخطة رؤية لـ14 آذار أكثر تلاؤماً مع ما يجري في العالم العربي من تغييرات والنموذج في ما هو حاصل في الربيع العربي. كما ستتناول نظرة أكثر حداثة للدولة المدنية على قاعدة اتفاق الطائف، لكن مع الاتجاه للسير في المنحى المدني للدولة. فضلاً عن الاهتمام بقضايا عدة تهم الناس، منها المرأة والشباب. لذلك ستتضمن الخطة كيفية التواصل مع الفاعليات المدنية العربية، والمساهمة معها في رسم معالم هذا العالم العربي الجديد. ويمكن اعتبار هذه النقطة تحوّلاً بدأ العمل عليه منذ اتخاذ قرار بوضع الخطة قبل نحو أسبوعين.
وتوقعت الأوساط، الانتهاء من إعداد الخطة بعد نحو عشرة أيام. ولفتت الى انه في ذكرى 14 آذار الأخيرة في البيال، طرحت فكرة سلام لبنان، وهي أساسية لأنها تشكل همزة الوصل بين اللبنانيين والرأي العام اللبناني أينما وُجد، في مرحلة ما بعد السقوط المتوقع للنظام السوري.
وأمام 14 آذار، إما العودة الى الوضع الداخلي مثلما كان، أو العمل على طيّ صفحة وبناء سلام لبنان. وثمة بنود مهمة مثل إعادة تأهيل الدولة، وعدم ارتكاب الأخطاء التي ارتكبت في الماضي، وهذا ما يفسح في المجال في الخروج من الدوامة التي استمرت منذ أربعين سنة.
ومن ضمن إعادة النظر الحاصلة، هناك بحث معمق ودقيق في سبل ترجمة الشعار في آلية معينة وفي سياق مبادرات محددة. لا تزال الآلية قيد البحث، وسط تسارع الأوضاع في المنطقة، لا سيما في سوريا، وقد ارتبط بحث هذا الموضوع الى حد ما بالوضع السوري، مع الإشارة الى ان الأساس إنجاز إعادة ترتيب البيت الداخلي، ومن ثم العلاقة مع الرأي العام اللبناني أينما كان موقعه.
الحوار في هذا السياق أساسي لكن له متطلبات. فالدعوة الى الحوار تتطلب صياغة أولية لما يمكن ان يكون عليه الاتفاق.
وهذا يلزمه مشاورات مع الجميع. والمطلوب وضع رؤية متكاملة مطروحة أمام الحوار حول التصور لوضع لبنان عشية سقوط النظام السوري. الأمر الذي يمكن العمل لطرحه على النقاش العام في البلاد ومع رئيس الجمهورية وجميع المسؤولين، وبالتالي يمكن الذهاب نحو صيغة أولية للرؤية بحيث يحصل النقاش وإمكان الخلاف حول هذه الرؤية.
وإذ انه من الصعب معرفة الوقت الذي سيستغرقه سقوط النظام، ففي هذه المرحلة تسعى 14 آذار لاستعادة المبادرة في السياسة والتي كانت فقدتها حيث عملت على ردّ الضربات وردود الفعل.
ففي الوقت المتبقي يفترض، استناداً الى الأوساط، ان تعود للعب دور أم الصبي بحيث تطرح هي رؤيتها لمستقبل لبنان، وتسعى لفرض مبادرتها في إطار الضامن لمستقبل لبنان. وبالتالي يمكنها في الخطة أو الرؤية التعبير عن نظرتها للمستقبل في ضوء تجربتها في السنوات الخمس الأخيرة، والثورة في سوريا والربيع العربي. فتعبّر عن نظرتها وتنتظر من الآخرين القبول أو الرفض. فتخرج من رد الفعل الى الفعل، ومن اللعب في إطار الشروط التي يضعها الآخرون، الى فرض شروطها لكي يلعب الآخرون في إطارها.
وبالنسبة الى تأثير السلاح في رفض الآخرين أو قبولهم، تشير الأوساط، الى انه حتى من يحمل السلاح بات يدرك انه ينتمي الى مرحلة قديمة، ولم يعد صالحاً ان يكون مادة لاستخدامها في الحالة المستجدة فالسلاح انتهى، وانتهت كل الحقبة التاريخية كما انتهى رمز هذه الحقبة في المنطقة، وبات السلاح عبئاً على حامليه.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.