8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مؤتمر اسطنبول.. توحيد المعارضة وإنجاح خطة أنان

من غير الواضح بعد ما إذا كان الموفد الدولي والعربي كوفي أنان سيشارك اليوم في مؤتمر اسطنبول لأصدقاء الشعب السوري الذي تستضيفه تركيا. وهي دعت إليه كل وزراء الخارجية العرب بمن فيهم وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور. لكن لبنان لن يشارك في المؤتمر، في سياق توجهه بالنأي بالنفس عن التطورات في سوريا.
وهذا الموقف جرى تفهمه من كافة الدول العربية والغربية المشاركة، لأنها تعتبر أنه بحكم الواقع لا يمكن للبنان الرسمي أن يكون ضد الحكم في سوريا نظراً الى حساسية العلاقات بين البلدين، لكن هذا الموقف يبقى أفضل من موقف معاكس.
والنأي بالنفس يعني عدم المشاركة أيضاً في مؤتمرات داعمة للنظام مثل مؤتمر طهران الذي تمت الدعوة اليه، ولم يشارك لبنان فيه، وبالتالي أي مقررات أو توصيات سيخرج بها مؤتمر اسطنبول لن يكون لبنان معنياً بها.
كما وجهت دعوات الى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي والى الاتحاد، والى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي ستحضر.
وتعطي الدول المشاركة، أهمية كبيرة للتوصل الى توحيد المعارضة السورية لتكون الضمانة في حال سقوط النظام، ولاختيار من سيخلف الرئيس السوري من بين شخصياتها كمرحلة ثانية، ومن سيحاور أو يفاوض عن المعارضة كمرحلة أولى. وتعتبر أوساط ديبلوماسية تشارك حكومتها في المؤتمر، أنه كلما طال أمد العمل لتوحيد المعارضة، أعطي مجال للنظام للبقاء مدة أطول. وتشير الأوساط الى أن أي مباحثات يجريها أنان مع إيران ستشكل عاملاً مساعداً لمهمته في سوريا، وتوقعت أن يزور إيران قبل عودته مجدداً الى سوريا، بحيث يعود اليها بعد أن تكون كل من روسيا والصين وإيران قامت باتصالاتها اللازمة مع دمشق.
وثمة تعويل على زيارة أنان لإيران، التي بدأت تبدي انزعاجاً من سلوك الرئيس بشار الأسد، ومن استمرار الوضع السوري على حاله لأن بقاءه على هذا النحو لا يخدم مصالح إيران في المنطقة. لذلك أعلنت إيران أنها مع الإصلاحات، وهي أبلغت الأوروبيين عبر القنوات الديبلوماسية تأييدها للإصلاحات. واعتبرت الأوساط، أن زيارة الأسد لبابا عمرو تحدٍ للمجتمع الدولي وتحدٍ لكل الجهود الديبلوماسية العربية والدولية.
والأنظار في المؤتمر مشدودة الى الموقفين الأميركي والسعودي، وكيفية بلورة مفاعيل الزيارة التي قامت بها كلينتون للمملكة في التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر، وفي الأفكار التي سيطرحها البلدان خلاله.
وأوضحت الأوساط، أن المؤتمر سيعقد من أجل جملة أهداف هي:
ـ إبراز الدعم القوي للدور الذي يقوم به أنان لحل الأزمة في سوريا، في ضوء دعم مجلس الأمن له، ودعم القمة العربية أيضاً وضرورة تنفيذ خطته فوراً.
ـ تركيا تركز جهودها على دعم الأقليات في سوريا وحمايتهم. والرسالة الأهم من المؤتمر ستكون حول تشجيعهم على المشاركة في المرحلة الانتقالية والعملية الديموقراطية. وكذلك التشديد على احترام التعددية الدينية والسياسية.
ـ تشجيع المعارضة على التنسيق في ما بينها وعلى التوحد. ومن المفترض أن يقدم المجلس الوطني السوري نوعاً من خارطة الطريق لنشاطه خلال المؤتمر. وإبراز الدعم الواسع على المستويين العربي والغربي للمعارضة، لا سيما لإعادة هيكلة نفسها، وهذا ما يكسبها دعماً أكبر.
ـ هناك نقاش حول الخطوات المقبلة التي يمكن أن يتم اتخاذها في الأمم المتحدة وسط علامات الاستفهام الدولية حول التزام سوريا بإعلانها دعم خطة أنان. الآن وفي مرحلة مبادرة أنان ليس هناك من تحريك لمجلس الأمن في هذا الملف، في انتظار ما ستؤدي اليه تطورات الأمور على الأرض في ظل هذه الخطة.
ـ في النهاية إن هدف المؤتمر هو زيادة الضغوط الدولية والعربية على النظام السوري، ويأتي تتمة لمؤتمر تونس، والذي سيعقبه مؤتمر ثالث في باريس لم يحدد موعده بعد.
وترى الأوساط أن الضغوط يمكن أن تؤثر في النظام السوري. على أنه من غير المطروح على المؤتمر تقديم مساعدة عسكرية للمعارضة، لأن هذه الدول تساعد المعارضة وتدعمها معنوياً.
ـ سيدرس المؤتمر العقوبات على سوريا إذ لا يمكن اعتبار العقوبات المفروضة حتى الآن عقوبات دولية أي من مجلس الأمن، إنما هي عقوبات مجتمعة أميركية وأوروبية وعربية. لكن هناك متابعة لمراحل العقوبات التي تصدر على سوريا وعلى المسؤولين في النظام، فضلاً عن متابعة تنفيذها ودراسة انعكاساتها.
والأهمية القصوى هي لما يجري على الأرض في سوريا، والذي سيحدد سقف المطالبات إن من جانب المعارضة أو النظام. ومن المبكر استناداً الى الأوساط، التكهن بمصير خطة أنان، لا سيما وأن كل الأطراف متفقة حولها، خصوصاً ما يتصل بالسماح للسوريين بالتعبير عن رأيهم في تظاهرات سلمية. وهذه نقطة الفصل في الموضوع.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00