8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

خطة أنان..تخوّف من استعادة تجربة المبادرة العربية

يدعم المجتمع الدولي خطة الموفد الدولي والعربي لحل الازمة في سوريا كوفي أنان. ومع الترحيب الاميركي بالموقف السوري الرسمي من الخطة شرط تطابق الاقوال مع الافعال، لا تزال واشنطن تعمل لافكار معينة في المجال السوري، بحسب مصادر ديبلوماسية غربية، لكن نتيجة هذا العمل غير معروفة في التوقيت. الا ان الوضع بالنسبة الى الاميركيين هو في الملعب الروسي، وثمة تعويل على ان موسكو ستماشي واشنطن في الملف السوري في وقت من الاوقات.
روسيا حتى الآن لم تغير موقفها، ولو سمحت باستصدار بيان رئاسي عن مجلس الامن يدعم خطة انان المؤلفة من النقاط الست. وبالتالي، لا يزال سابقا لاوانه، الحديث عن امكان تغيير في الموقف الروسي. تم دعم البيان من جانب روسيا، لانه من الصعب امامها عدم دعم مهمة انان نظراً الى الاحراج الدولي الذي تواجهه وعدم قدرتها على الاستمرار في دعم النظام السوري حتى النهاية، لكن هذا الدعم ليس الى درجة التحول الذي يجعل موسكو توافق على فرض عقوبات في مجلس الامن، ولم يتم التوصل الى هذه المرحلة. والتغيير ليس جذرياً. ودعم مهمة انان بالنسبة الى روسيا، يعني بصورة غير مباشرة، اعطاء وقت اطول للرئيس السوري بشار الاسد. هذا لا يعد تحولاً، انما ليس هناك من خيارات اخرى، في الوقت الذي لم تتمكن الدول الكبرى في مجلس الامن من استصدار قرار حول سوريا.
والموافقة السورية على خطة انان، جاءت بعد تمن روسي وصيني يصب في هذا الاتجاه، فسّرته المصادر بأنه ضغط قوي للقبول بذلك. واذا ما وجد انان حاجة، في سياق مهمته، فسيعود الى مجلس الامن لعرض ما يواجهه من معوقات. وفي كل الاحوال سيعود الى المجلس.
المسؤولون الروس يقولون، بحسب المصادر، ان الغرب يتراجع في الملف السوري وليس روسيا، المهم الآن كيف ستنفذ الخطة. هناك تخوف غربي من ان تواجه خطة انان ما واجهته سابقاً المبادرة العربية حول سوريا، والتي وافقت دمشق عليها. من غير الواضح بعد ما اذا كان للنظام مصلحة في السير بالخطة فعلياً. وفي هذا الوقت من غير الواضح ايضاً ما اذا كان القتل سيستمر، لانه اذا كان النظام سيسير في الخطة، فهناك مفاوضات طويلة الامد، للتوصل الى الحوار المنصوص عنه في الخطة. واذا واجهت الخطة عراقيل، فهناك اسئلة مطروحة، بالنسبة الى وقف انان محاولته او انه سيعتبر نفسه حقق شيئاً ما.
روسيا المحرجة دولياً، لا تستطيع الا ان تدعم خطته. انها تريد وفقاً للمصادر، تقدماً ما، لانها في النهاية تتعرض لضغوط دولية بدورها، ودعمها لخطة انان يخفف عنها الضغط لمرحلة ما على الاقل. وفشل الخطة يعرضها في الوقت عينه للضغوط. وكان انان ولا يزال يحتاج الى الدعم لخطته، ليس فقط من الدول التي تقف ضد النظام وتؤيد المعارضة، انما ايضاً من الدول التي تدعم النظام، لان دعمها يكون مفيداً اكثر لمبادرته.
ولفت المصادر، موقف الخارجية السورية، الذي اوضح ان سوريا لن تلتزم بأي خطوة عربية تتخذها قمة بغداد في شأن وضعها. وعزت ذلك الى ان لدى النظام من يحميه على المستوى الدولي حيث قبل بخطة انان، في حين ان ليس لديه حماية فاعلة على المستوى العربي، وان الدول العربية التي تقف الى جانبه مثل لبنان والعراق والسودان في ظل الموقف الموحد للخليج لا تفيده في شيء.
ودعم روسيا لخطة انان لا ينطوي على رسالة موجهة للنظام فقط، حيث كلمة روسيا مسموعة وهي ترغب في المضي قدماً بتنفيذ الخطة، انما ايضاً رسالة موجهة للغرب ولكل الاطراف ذات الاهتمام بالشأن السوري. وروسيا وافقت على البيان الرئاسي، وهي حتى يمكنها ان تكون الى جانب قرار دولي شرط ان يتضمن النقاط الست لخطة انان على اساس انها موضوعية وقابلة لأن تكون اساساً للعمل في المرحلة الحاضرة. ويهم الروس حصول وقف النار، مع نوع من الحل او بداية مسار حل يفضي في النتيجة الى حل سلمي للازمة.
وتشير مصادر قريبة من موسكو، الى ان هناك تفهماً روسياً للموقف اللبناني والآلية اللبنانية الرسمية في التعامل مع الشأن السوري، وان الدولة اللبنانية تدرك تماماً اي وسيلة تستعملها للتعبير عن موقفها، الامر الذي جعل روسيا تتفهمه وتتقبله. وهناك تفهم لوضع لبنان وظروفه.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00