8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

روسيا لم تعد تتحمّل اللجوء الى الفيتو مرة ثالثة

لم تتضح بعد اتجاهات القرار العربي الذي ستتخذه الدورة 137 العادية لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية التي تنعقد غداً السبت، بالنسبة الى الوضع السوري. وسيكون هذا الأمر مدار نقاش بين الوزراء العرب في ظل المعطيات التي ستتكون من جراء المشاورات العربية، وتلك العربية الروسية، والعربية مع موفدي الأمم المتحدة والجامعة كوفي أنان وناصر القدوة.
والموفدان قصدا القاهرة ووضعا الأمين العام للجامعة نبيل العربي في صورة تقويمهما للوضع السوري والحل اللازم له. كذلك سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوزراء العرب قبيل اجتماع الجامعة العربية، بعدما كان ألغي لقاؤه بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بسبب اتخاذ القرار بالاجتماع مع الوزراء العرب بشكل موسع، وثمة مسعى روسي للتنسيق مع العرب في الخطوات التي يمكن اتخاذها في مجلس الأمن الدولي، في ضوء مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة حول سوريا، في حين أن العرب يرغبون بالتنسيق مع موسكو كي لا تستخدم حق النقض الفيتو مرة ثالثة ضد المشروع.
وهناك قناعة عربية، عبّر عنها الأمين العام للجامعة العربي نبيل العربي، وفقاً لمصادر ديبلوماسية عربية بارزة، عن احتمالين، إما تغيير في الموقف الروسي، أو تحول جزئي يمكن البناء عليه مع الروس من أجل صدور قرار ولو بالحد الأدنى لوقف العنف.
وبحسب المصادر، تعتبر موسكو أنها لن تختلف مع المشروع الأميركي، لكن لديها بعض التعديلات التي تقترح إضافتها الى المشروع، لكي لا تستخدم الفيتو. وهذا الموقف سيكون محور الحديث الذي سيعبر عنه لافروف مع الوزراء العرب، وسط توقع حلحلة روسية لأسباب متنوعة كالآتي:
- إما لأنه بات لدى موسكو رئيس جديد بعد فوز فلاديمير بوتين، ولم يعد بالتالي لديه ما يلزمه لإظهار عنفوانه ضد معارضيه، بل قد يكون مستعداً للدخول في تفاهمات سياسية دولية واتفاقات أكثر من أي وقت.
- أو لأن روسيا لم تعد تتحمل أن تلجأ الى فيتو ثالث، وهي والصين محرجتان في هذا الظرف حيال هذا الموضوع مع المجتمع الدولي. لذلك يقصد لافروف القاهرة، للنظر في ما يمكن لروسيا أن تؤديه من دور بالتنسيق مع العرب.
- أو أن روسيا تعتبر أن الأمور انتهت في سوريا بعد السيطرة على حمص، وبالتالي هناك وضع جديد يمكن الذهاب به الى مجلس الأمن الدولي، بعدما حقق النظام من جراء ذلك مكاسب على الأرض، يمكن أن تؤخذ بالاعتبار في أي قرار يصدر.
على أن أوساطاً ديبلوماسية أوروبية تؤكد أن اللقاء العربي بلافروف مفيد، لكنها تشير الى أنه إذا ما قدم الروس والصينيون تعديلات على مشروع القرار الأميركي لتغيير معنى القرار، فسيتم سحبه من النقاش، فإما أن يصدر قرار قوي الى حد ما أو لا قرار أبداً. والوزراء العرب على علم بهذا التوجه. وتلفت الى أن الأمور مع سوريا لن تعود الى الوراء أو مثلما كانت قبل آذار 2011، وإن تمكن النظام من ربح معركة حمص لكن ذلك لا يعني أنه ربح الحرب كلها مع الثوار. فالخوف من التظاهر انكسر ومستوى الجرائم والقمع مستمر.
وكشفت الأوساط عن أن مشروع القرار الأميركي يشبه المشاريع التي قدمت سابقاً، وهناك مفاوضات حالياً حوله في إطار الدول الخمس الدائمة العضوية والخبراء فيها. ويطلب المشروع وقف كل أنواع العنف، وأن تنفذ الحكومة السورية خريطة الطريق التي وضعتها الجامعة العربية للحل في سوريا، ويدين القمع والجرائم ضد حقوق الإنسان، وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية الى كل الأراضي السورية، وأن يقدم أنان أول تقرير له حول الوضع السوري بعد 14 يوماً على صدور القرار.
وترى أوساط قريبة من روسيا، أن اللقاء العربي بلافروف مفيد، وكلا الطرفين سيسعيان الى إقناع الطرف الآخر بوجهة نظره. وهذه الأوساط، تتوقع موقفاً روسياً أكثر تشدداً من السابق نظراً الى أن بوتين لن يتسامح مع أي تغير في روسيا وفي سوريا، وثمة اتجاه الى وضع لا غالب ولا مغلوب في سوريا، ولافروف يذهب الى الجامعة لإقناع العرب بوجهة نظر بلاده التي تعتبر أنه يجب أن يسود مبدأ القانون، وعدم التدخل، ومنع اتباع النموذج الليبي لأنه سيئ، وضرورة وجود توازن بين القوى السياسية في العالم، وأن طلب التنحي غير ممكن لأنه لا يمكن للدول أن تطلب تنحي رئيس في أي دولة، وأن مسألة الممرات الآمنة الإنسانية لا تقنع روسيا لأنها تعتبرها باباً للتدخل الأجنبي. وتتوقع هذه الأوساط أن يسعى العرب الى جذب الموقف الروسي الى جانب المشروع الأميركي المطروح في المجلس، لا سيما وأن هناك إشارات أميركية لهم في هذا المجال.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00