8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

تغيير الموقف الروسي يعني قراراً دولياً بالتدخل العسكري

يلتئم اليوم في تونس مؤتمر اصدقاء سوريا، وهو مؤتمر عربي دولي، تتجه انظار الدول المشاركة فيه الى الجهود السعودية والقطرية التي ستظهر من خلال الافكار التي سيطرحها البلدان في المؤتمر، لا سيما وان كل الدول الخليجية مستاءة من استمرار الوضع السوري على حاله، لأنه باتت له انعكاسات على الدول العربية القريبة من سوريا والبعيدة عنها.
لذلك، هناك اتصالات ومشاورات عربية مكثفة لايجاد حل للانتهاء من الوضع البالغ الخطورة. وفي هذا السياق، جاء الاتصال الروسي السعودي، في ضوء الرغبة الخليجية الحاسمة في ايجاد الحل لخروج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، بحيث من المتوقع، استناداً الى أوساط ديبلوماسية تشارك بلادها في المؤتمر، ألا يستمر النظام لسنتين أو ثلاث بل لأشهر معدودة، إذ إن المشاورات بدأت لوضع خارطة طريق للحل في سوريا. وتشير الأوساط الى أنه بعيد الانتخابات الروسية في آذار المقبل، هناك احتمالات قوية بأن يتم تغيير الموقف الروسي في مجلس الأمن، الأمر الذي يسمح باستصدار قرار دولي بالتدخل العسكري ليس على الطريقة الليبية انما من أجل حماية المدنيين ووقف القتل عبر قوات عربية دولية ترسل الى سوريا لهذا الغاية.
وهذا الاحتمال القوي، هو سبب تعبير أكثر من طرف مهتم بالوضع السوري، عن أن هناك ليونة في الموقف الروسي. كما انه اذا ما تغيّر الموقف الروسي فسيتغير الموقف الصيني، لأن الصين لا مشكلة لديها، وهدفها في النهاية ألا يأتي متطرفون الى الحكم بسبب وجود مصالح لها في المنطقة والخليج.
ووجهت تونس الدعوات الى كل الدول التي صوّتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة الى جانب قرار ادانة العنف في سوريا. كما وجهتها الى الدول الأعضاء في الجامعة العربية وكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والى المنظمات الدولية والاقليمية وأبرزها الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الاسلامي، والاتحاد الأوروبي نفسه، والى المعارضة السورية، وينعقد المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية.
وأوضحت الأوساط ان المؤتمر يعقد لجملة أهداف هي:
ـ ابراز الدعم القوي للمبادرة العربية للحل في سوريا، وضرورة تنفيذها فوراً.
ـ ممارسة الضغوط السياسية على السلطات السورية لتسهيل اقامة نوع من الممر الانساني من أجل تسهيل وصول المساعدات الانسانية لسكان حمص، ولا سيما ان القضية الانسانية تهم الدول العربية والغربية.
ـ إبراز الدعم الواسع على المستوى الدولي للمعارضة، ودعوة كل المعارضين الى أن يتحدوا مع المجلس الوطني السوري.
ـ هناك نقاش حول الخطوات المقبلة التي يمكن أن يتم اتخاذها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. الآن هناك مشروع روسي لمساعدة السوريين انسانياً، لكن الدول الغربية ترفضه لأنه لمصلحة الموقف الروسي الراهن.
ومنذ شهور ترفض السلطات السورية تماماً كل النشاطات للجمعيات غير الحكومية، وتمنعها من الدخول الى مناطق مثل حمص.
وفي اعتقاد الأوساط أن هذا الضغط القوي والواسع يمكن أن يؤثر على النظام السوري. ورغم الاجواء المعاكسة، فإن تلك الاوساط تعتقد أنه من غير المطروح أبداً على المؤتمر، تقديم المساعدة العسكرية للمعارضة، لا سيما وان النظام السوري يراهن على تقديم مثل هذه المساعدة للمعارضة مع الاشارة الى أن الدول تساعد المعارضة وتدعمها معنوياً. إلا أن الدول تعتبر انه من أجل الحل يجب أن تكون في وجهها جهة منطقية بحسب الأوساط، وبسبب عدم وجود ذلك، يصعب الحل في سوريا و يزداد تعقيداً.
وأكدت الأوساط أن موقف لبنان عدم المشاركة في المؤتمر يأتي في سياق توجهه بالنأي بالنفس عن التطورات في سوريا. وهذا الموقف جرى تفهمه من معظم الدول العربية والغربية المشاركة في المؤتمر، لأنها تعتبر أن بحكم الواقع لا يمكن للبنان الا أن يكون كذلك، نظراً الى حساسية العلاقات بين البلدين. وهذا الموقف يبقى أفضل من موقف معاكس.
على أن هذه المقررات ليست معدة سلفاً انما سيجري نقاش أي أفكار متصلة بها في المؤتمر تمهيداً لصدورها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00