لم تستكمل اللجنة العربية التي تسعى لايجاد حل للأزمة في سوريا برئاسة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، مهمتها في دمشق. وثمة لقاءات أخرى لوزرائها في 30 من الشهر الجاري مع مسؤولين سوريين.
وتتضارب المعطيات حول النتائج الأولية التي توصلت اليها. لكن أي نتيجة ستنعكس على الموقف الدولي، لأن الموقف العربي سيكون مؤثراً في ما ستعتمده الدول حيال الوضع السوري.
وقبيل توجه اللجنة الى دمشق، كانت لديها ثلاثة سيناريوات حول النتيجة التي يمكن ان تتوصل اليها. السيناريو الأول، فشل هذا التحرك وعدم توصله الى أي خطوة يمكن ان تفتح باب الحوار.
وبحسب مصادر ديبلوماسية عربية، فان ذلك يعني ان يضع الرئيس السوري بشار الأسد شروطه على اللجنة عبر التمسك بالحوار داخل سوريا، وليس في مقر الجامعة في القاهرة، ثم التمسك بالحوار مع معارضة الداخل وليس مع المجلس الوطني السوري، اي المعارضة التي تريد اصلاحات وليس تغيير النظام. اذ ان القيادة السورية لن تقبل بالحوار مع أعضاء في المجلس لأنه بذلك تكون قد اعترفت به. مع الاشارة الى انها تعتبر ان المجلس يحظى بدعم من دول في حين ان المعارضة الداخلية وضعها مختلف. ويمكن ان يؤدي الحوار معها الى التمهيد لأرضية صلبة للتفاهم من خلال الاصلاحات.
والسيناريو الثاني، هو محاولة القيادة السورية كسب الوقت عبر توريط اللجنة بمعركة الوقت من دون تقديم أي خطوات ملموسة.
والسيناريو الثالث: ان تعلن اللجنة صراحة فشل مسعاها، وذلك نتيجة طلب القيادة السورية اليها ان تأتي الى دمشق وتجتمع بالمعارضة الداخلية على حدة، وتستطلع موقفها وهو الأمر الذي لم يحصل.
وفي اجتماع الدوحة الثلاثاء الماضي للجنة قبيل توجهها الى دمشق، جرى التباحث بالأفكار التي يمكن طرحها مع القيادة السورية. الا ان اللجنة حملت قراراً واضحاً بانعقاد المؤتمر في مبنى الجامعة، بحيث انه قرار ملزم للجامعة لا تستطيع الخروج منه.
وفي اعتقاد المصادر، ان اي فشل للمبادرة العربية سينعكس على المواقف التي ستتخذها اللجنة بعد زيارة سوريا، وعلى مواقف الدول العربية من الوضع السوري، فضلا عن انعكاس ذلك على مواقف المجتمع الدولي بما فيه روسيا والصين. لكن اي مواقف عربية تصعيدية، ستجعل لبنان يتحفظ عنها كما سوريا. ذلك ان الاجتماع الوزاري العربي الأخير قبل نحو اسبوعين، لم يؤشر الى وضع مريح. وقد بدأ عدد الدول العربية التي تدعم او تساند سوريا يتدنى. ولا تزال هناك عدد من الدول يساندها شكلياً من أجل اعطائها فرصة لاستخراج مواقف أكثر ايجابية منها، وهي تريد التوجه اليها والحوار معها من جانب اللجنة، وابلاغها بمضمون ما اتفق عليه في الجامعة.
حتى ان الجزائر والسودان اللذين يعتبران الأقرب اليها، باتا على مسافة، لكن هذه المسافة لم تصل الى مرحلة المسافة التي وضعتها قطر، والدور الذي يقوم به رئيس وزرائها، وليس هناك من دولة يتطابق موقفها الرسمي مع الموقف الرسمي لسوريا سوى لبنان.
وتعد زيارة اللجنة الى دمشق نوعاً من فك العزلة التي تواجهها دمشق، واعطاءها جرعة في هذا الاطار، عبر التحرك العربي، بحيث يزورها 6 وزراء والأمين العام للجامعة معاً. ذلك ان الزيارات اليها اقتصرت على الصف الأول لفريق 8 آذار اللبناني، ومن ثم الصف الثاني لهذا الفريق. انها فك عزلة عبر لبنان، والتي تجري وفق مجالات عديدة معروفة.
وتوجد نحو 6 دول عربية ضد تجميد عضوية سوريا في الجامعة عندما طرح هذا الطرح لكنه لم يأخذ طابعاً جدياً في الاجتماع الأخير للجامعة. لكن اي فشل للتحرك العربي سيخفض عدد الدول الى اثنتين، إحداهما لبنان.
ويعود للشيخ حمد برمجة وتحديد موعد الاجتماع المقبل للجامعة، ايا تكن نتيجة التحرك سلبية او ايجابية. وسبب الاجتماع هو لاطلاع اللجنة وزراء الخارجية العرب على نتائج مهمتها في دمشق. الموعد لن يكون قريباً جداً،انما هومرجح بعيد عيد الأضحى المبارك، نظراً لانشغالات الوزراء ثم هناك وقفة العيد في الخامس من تشرين الثاني المقبل، يليها العيد في السابع من الشهر نفسه.
وتشير المصادر، ان اي اخفاق للجنة، سيشجع الدول الكبرى على التقارب مع الموقف العربي لتوفير تجمع عربي ـ دولي يتخذ موقفاً واضحا حيال النظام السوري.
وتتوقع المصادر، تغييراً في الموقف الروسي في هذه الحالة، لان الفشل يشكل احد العوامل التي تساهم في تغيير موقفي روسيا والصين. اما النجاح فيؤمن منحى جديدا تسلكه الأحداث في سوريا.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.