8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

السياسة الخارجية الفرنسية موضع إجماع ولن تتأثر بفوز الاشتراكي

ما هي انعكاسات فوز الحزب الاشتراكي في فرنسا في الانتخابات في مجلس الشيوخ: على السياسة الخارجية الفرنسية، لا سيما سياستها الشرق أوسطية وحيال لبنان. وهل هذا الفوز يشكل عنصراً ضاغطاً على الرئاسة الفرنسية اليمينية؟
ثمة استبعاد لدى مصادر ديبلوماسية فرنسية، ان يكون لفوز الحزب الاشتراكي هذا، تأثير في السياسة الخارجية لفرنسا، ذلك ان السياسة الخارجية لدى باريس هي موضع اجماع وطني، وان هذا الاجماع يحصل بعد نقاش واسع ومستفيض، وقد يكون صعباً في أحيان كثيرة، داخل كل من مجلسي النواب والشيوخ.
ويتخلل هذا النقاش استماع إلى وزير الخارجية بحيث توجه إليه اسئلة واضحة حول مسار المواقف التي تتخذ وأبعادها. لكن مجلس الشيوخ حالياً وفي كل الأوقات، لن يستعمل بالتأكيد السياسة الخارجية للاختلاف مع رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي او للعمل ضده.
فالسياسيون الفرنسيون يستعملون السياسة الخارجية لهدف داخلي، وليس لانتقاد السياسة الخارجية. واي نائب اشتراكي يزور لبنان أو دولة شرق أوسطية او غيرها، يمتنع عن توجيه الانتقادات للسياسة الخارجية الفرنسية، وهذا مبدأ أساسي ومشترك في تقاليد السياسة الفرنسية.
وبالتالي، أي عضو في مجلس الشيوخ يمتنع عن انتقاد سياسة ساركوزي الخارجية وهذا ما يطبقه الاشتراكيون عندما يكونون في السلطة، واليمين عندما يكون ايضا بدوره في المعارضة.
بالنسبة الى لبنان، فان المصادر تؤكد ان الثوابت الفرنسية لا تتغير بتغيير الأحزاب في سدة المسؤولية. اذ لا فرق بين الحزبين اليميني والاشتراكي في هذا المجال والثوابت الفرنسية هي في التشديد على السيادة والاستقلال والعدالة، وتطبيق القرارات الدولية، لا سيما ما يتصل بالمحكمة الخاصة بلبنان، والحوار بين اللبنانيين سبيلا الى حل المشكلات العالقة، والعمل بكل الوسائل لاستمرار استقرار الوضع اللبناني وابقائه هادئاً.
وتبعاً لذلك لن يضغط الاشتراكيون على سياسة ساركوزي الخارجية، لكن بالطبع سيبقى المجال أمامهم مفتوحاً لمحاولات الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة في ايار 2012، وفي الانتخابات النيابية التي ستليها بعد شهر واحد. وبعد نحو اسبوعين ستجري انتخابات داخل الحزب الاشتراكي يتم خلالها التصويت للمرشح الاشتراكي لرئاسة الجمهورية.
على ان التأثير الأساسي لفوز الاشتراكيين على الرئيس، هو في السياسة الداخلية، ذلك ان الرئيس في هذه الحالة يكون قد خسر دعم نصف البرلمان، الذي يتشكل من مجلسي النواب والشيوخ مجتمعين.
الا ان المصادر لا تعتبر ان فرنسا دخلت منذ الآن مرحلة الانتخابات الرئاسية ولا يزال ذلك مبكراً، لكن يمكن القول انه في بداية كانون الثاني 2012 ستدخل هذه المرحلة، ومن الواضح ان هناك اولوية للرئيس ساركوزي على مستوى السياسة الخارجية، الا وهي العمل للمساعدة على حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهو اقترح افكاراً لمفاوضات مباشرة بين الأطراف، الأمر الذي سيشكل محور اهتمامه من الآن ولغاية الانتخابات الرئاسية. كذلك، فان التركيز يتم حالياً على الأزمة السورية من خلال اقتراح مشروعي قرار في مجلس الأمن لكن روسيا والصين لا تزالان تهددان باستعمال حق النقض، الفيتو. والموقف الفرنسي واضح في هذا الاطار، لكن المصادر تعزو الشلل في ما يمكن تحقيقه في مجلس الأمن الى موقفي كل من روسيا والصين. وثمة امل فرنسي في ان يغير البلدان موقفهما خلال الاسبوعين المقبلين. وبالتالي ان استصدار قرار جديد حول سوريا مهما كانت درجة تشدده، لن يتم خلال الرئاسة اللبنانية لمجلس الأمن التي تنتهي اليوم الجمعة، بانتهاء شهر أيلول.
وبالتالي، فان استمرار اهتمامات الرئاسة الفرنسية في الملفات الخارجية لا يزال على زخمه، على الرغم من اقتراب موعد الدخول في مرحلة التحضيرات للانتخابات الرئاسية، وسيبقى كذلك اثناء هذه المرحلة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00