احتل الوضع في سوريا حيزاً كبيراً من النقاش في الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على هامش افتتاح أعمال الدورة 66 العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وجرى تقييم متبادل لهذا الوضع من جوانبه كافة.
وتتجه الأنظار الى الموقف التركي، من الأزمة في سوريا، بعد موقفي اردوغان الأخير في القاهرة. ونيويورك. الا ان معطيات خاصة، أوضحت ان الاهتمام التركي بالوضع السوري يدرج في إطار مساعدة تركيا لسوريا على احتواء تطور الموقف عبر السعي للاستقرار والأمن والهدوء. وعدم هدر الدماء، والبدء باصلاحات واجراء انتخابات ودمج المعارضة بالحكم. وعلى الرغم من تصريحات أردوغان الأخيرة الشديدة اللهجة حيال الرئيس السوري بشار الأسد، فان تركيا تستمر في تواصلها مع النظام السوري، ان عبر الاتصالات، أو عبر السفير التركي في دمشق. ذلك ان العقوبات الدولية على دمشق بدأت تؤثر في المجتمع السوري وفي الاقتصاد السوري. واذا تمكنت دمشق من الاستماع الى الموقف التركي يمكن عندئذ ألا نقرأ المساهمة إيجاباً في عملية الاستقرار في سوريا. ذلك ان العنف خلق قلقاً تركياً حيال الوضع السوري، وإذا كانت مرحلة التغيير تتم الا انه يجب ان تتم من دون هدر دماء الأبرياء وتركيا تقوم بجهود حتى الآن لدفع عجلة الحوار داخل سوريا، ومسعاها للمساعدة يأتي في هذا الاطار. ويجب انتظار نتائج الحوار ذلك ان التغيير لا يأتي بين ليلة وضحاها.
وليس هناك من رضا دولي على ما تقوله دمشق بأنه اصلاحات وحوار. لذلك هناك لجوء الى مجلس الأمن وفق طرح مشروع عقوبات عليها. وهناك دول ترفض هذا المشروع، من بينها لبنان وهو الذي يتمتع بوضع دقيق وحساس.
وهناك خبرة لبنانية في العلاقة مع سوريا يتم أخذها بالاعتبار لدرء مخاطر أي موقف يتخذ ولاستمرار حالة الاستقرار قائمة، وثمة متابعة دولية حثيثة للموقف اللبناني الرسمي، مع ان الموقف غير الرسمي والداخلي ينقسم الى ثلاث مقاربات للوضع السوري، باتت معروفة.
ولفتت المعطيات، الى ان تركيا تعمل على ابلاغ سوريا رسائل محددة، لكنها لا تتدخل في الشأن السوري، انما هي تقنع القيادة هناك، بإقامة اصلاحات، في حين ان مرحلة الاصلاحات لم يرها المجتمع الدولي، ولا يعتبر ان ما تم هو كاف، كما ان الشعب السوري يقوم كل يوم جمعة بالتعبير عن آماله.
ان التدخل العسكري الدولي ليس خياراً مطروحاً حيال الوضع السوري. فمن المؤكد ان المرحلة الانتقالية في العالم العربي بدأت مع الثورات في المغرب وتونس ومصر، لكن على المجتمع العربي تحويل الطريقة إلى أخرى افضل تقلل من التوتر وهدر الدماء. ان الوضع في المنطقة حساس لكنه واعد، لأنظمة سياسية واقتصادية افضل مما هي حالياً، وهو تطور ايجابي، وتركيا جاهزة للقيام بدور إيجابي من خلاله.
وقد بدأت انقرة إعادة النظر في علاقاتها بكل من مصر وليبيا وتونس، في شتى المجالات، في السياسة وفي التجارة والاقتصاد.
ولا تعبر تركيا في دورها حيال سوريا عن افكار اميركية مطلوب ارسال رسائل في شأنها، بل ان معظم الرسائل التي تبلغها تركيا، تتوافق في طبيعتها مع رسائل المجتمع الدولي الذي يرفض القتل والعنف. حتى ان الرسائل العربية تتفق مع الرسائل الدولية والتركية. ان الأمر كناية عن اهتمام مشترك يبديه كل أعضاء المجتمع الدولي حيال الوضع السوري.
وتؤكد المعطيات ان الجهود العربية حيال سوريا، منسقة مع الجهود الدولية، وان الدول العربية قادرة على لعب دور في هذا المجال، وبالتالي يجب استكمال المباردة العربية للتأثير على سوريا وجعلها تحقق ما هو مطلوب عربياً ودولياً منها.
ولاحظت تلك المعطيات، ان موقف تركيا يختلف عن موقف المجتمع الدولي الذي طلب الى الاسد التنحي، وتركيا بالتالي لم تطالبه بالتنحي. والسبب انها لا تريد المساهمة بخلق فوضى في سوريا، و أن الأسد لا يزال يسيطر على الوضع في بلاده. مشيرة الى ان المعارضة تحاول تجميع قدراتها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.