8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الموضوع السوري سيطرح في الدورة 136 للجامعة من خارج جدول الأعمال

تتجه الأنظار الى ما ستتناوله الدورة 136 العادية لجامعة الدول العربية التي تنعقد في 13 أيلول الجاري على مستوى وزراء الخارجية في مبنى الجامعة في القاهرة، وسط مواضيع عربية حساسة مطروحة، ونسبة الى دقة الظرف والمستجدات في أكثر من دولة على سبيل تحركات الشعوب التي تطالب بالحرية والتغيير.
وتجزم أوساط ديبلوماسية عربية، بأن الموضوع السوري ستعاد مناقشته في الدورة، ولو كان ذلك من خارج جدول الأعمال، الذي لم يدرج عليه هذا الموضوع. وكانت الجامعة خصصت للوضع السوري اجتماعاً طارئاً قبل نحو أسبوعين، وتم بحثه مع مسائل عربية أخرى أبرزها الوضع الفلسطيني وتطورات ليبيا. ويفترض قبل الدورة أن يكون الأمين العام للجامعة نبيل العربي قد زار دمشق كما هو مقرر حتى الآن غداً السبت، وان يكون قد عاد بانطباعات حول مواضيع البحث التي يتطرق اليها، وهي الجدول الزمني للإصلاحات وتقديم خطوات ملموسة في هذا المجال، حيث سيخوض مع القيادة السورية في التفاصيل، فضلاً عن بحث حكومة الوحدة الوطنية وتشكيلتها، وما إذا ستضم شخصيات معارضة من الداخل السوري، أو من الخارج أو من الاثنين معاً، ثم بحث نظام الانتخابات ومسائل تقنية خاصة به. وبالتالي، سيستمع العربي الى القيادة السورية، وسينقل وجهة نظرها الى وزراء الخارجية العرب الذين سيقررون ما هو مناسب في هذا الشأن. مع ان هناك إصراراً عربياً على تلك المطالب في إطار مساعدة سوريا على اجتياز أزمتها.
وتعزو الأوساط سبب تأجيل سوريا لزيارة العربي، الى انزعاجها من تسريب المبادرة التي كان يحملها والتي كانت مؤلفة من 14 نقطة. وفي الأساس كانت دمشق تريد ان يذهب الأمين العام إليها لكن ان لا يقال أو يُعلن ان معه ورقة حل وسط.
كما ان دمشق لا تريد ورقة شروط عليها، لكن الرئيس السوري بشار الأسد كان سيستقبل العربي قبل تأجيل الزيارة، وستعيد سوريا العمل لاستقباله، لأنها أولاً، لا تريد ان تصل الدورة 136 من دون ان تتم الزيارة. وثانياً، هي تتجنب ان تفتح مشكلة معه ومع المجتمع العربي، وبالتالي تتجنب ان يصار الى الاعتبار العربي ان دمشق هي التي أخطأت معه. وثالثاً، ان دمشق تتلافى ان يستغل عدم استقبال العربي دولياً، مع الإشارة الى ان تأجيل الزيارة، أشّر بالنسبة الى ديبلوماسيين غربيين الى ان سوريا لا نية لديها بالتعاون، وانه من المستبعد ان ينتج عن زيارة العربي أي تقدم جوهري. لكن الأوساط العربية، تستبعد مشاركة وزير الخارجية السوري وليد المعلم في الدورة، ورجحت تكليف المندوب السوري لدى الجامعة المشاركة. والمسعى العربي يهدف الى فعل شيء قبل انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والرهان الأميركي والفرنسي على تبديل موقف روسيا من قرار لفرض عقوبات على النظام السوري، لا سيما وان هناك بوادر ايجابية في الموقف البرازيلي من هكذا قرار، لأنها البرازيل بدأت تناقشه في الاجتماعات على مستوى الخبراء في مجلس الأمن. فضلاً عن ان الدول الغربية تعتبر ان موقف الجامعة دليل قوي لديها لكي تأخذ قراراً شديد اللهجة ضد العنف في سوريا.
والموضوع السوري، تبعاً لذلك، سيشكل أولوية في البحث في الجامعة، من بين جملة مواضيع لعل أبرزها:
ـ الوضع في ليبيا، بعد الاعتراف العربي والدولي بالمجلس الانتقالي، وفي ضوء ما قرره المؤتمر الدولي حول ليبيا في باريس أخيراً.
وستناقش كيفية تعامل الدول العربية مع الواقع الليبي، ومساعدة ليبيا على العودة الى الحياة الطبيعية وتكوين السلطة.
ـ ستناقش الدورة ما آلت إليه المبادرة العربية للسلام في ضوء تحرك اللجنة التي انبثقت عن اجتماع الدوحة للجنة الوزارية العربية لتلك المبادرة، والتي كانت بدأت تكثيف تحركها بعيد عيد الفطر المبارك وهي سترفع تقريراً الى الجامعة حول ذلك، لتتخذ الموقف المناسب.
ـ إعلان الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، سيكون محور بحث في الجامعة، حيث سيكون هناك دعم للموقف الفلسطيني. وسيعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً تنسيقياً لهم في نيويورك على هامش أعمال الدورة الـ66 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، وسيناقشون أي تطور متصل بهذه المسألة.
ـ الإصلاح في الوطن العربي سيكون محور نقاش ايضاً.
وفي جدول الأعمال بنود تقليدية أبرزها: قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، وفيه: التضامن مع الجمهورية اللبنانية، الجولان العربي السوري المحتل، الى بنود أخرى. وهناك بند الوضع في العراق، ومخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي، والعلاقات العربية مع التجمعات الدولية والإقليمية. وهناك جدول أعمال إضافي أبرز ما يتضمنه أوضاع المهجرين العراقيين في الدول المضيفة، وهذا البند مطروح بناء على طلب سوريا. ثم تغيير المناخ، ودعم اللغة العربية كلغة رسمية في جمهورية التشاد، فضلاً عن بنود متصلة بترشيحات.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00