8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لبنان لم يدخل في عملية التفاوض حول مشروع إدانة سوريا

تستمر المشاورات في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار المتصل بإدانة سوريا، ولم يتضح بعد موعد طرح المشروع للتصويت، مع أن المفاوضات القائمة حوله بدأت تؤشر الى أنه بات هناك 9 دول ستؤيد المشروع، في حين لا يزال العمل جارياً لإقناع روسيا بعدم اللجوء الى استعمال حق النقض الفيتو لإسقاط المشروع.
لبنان لم يدخل في عملية التفاوض وهو لا يريد تقديم تعديلات. واستناداً الى أوساط ديبلوماسية واسعة الاطلاع، فإن تقديم أي تعديل، يعني الموافقة على مبدأ القرار، كما يعني الاستعداد لتغيير الموقف، الأمر الذي لا يتوافق والموقف اللبناني الرافض لأي قرار ضد سوريا، لذلك يتجنب لبنان الدخول في أي عملية تفاوضية.
ويقف الموقف نفسه كل من روسيا الاتحادية والصين وجنوب افريقيا والبرازيل والهند، وهي الدول المعترضة على المشروع، في حين طرحت الدول الموافقة على المشروع تعديلات بسيطة لا تؤثر في جوهره.
وتجري في هذا الوقت مفاوضات ثنائية مع روسيا لكي لا تستعمل حق النقض. وقد تؤدي هذه التعديلات الى تعديلات أكبر، من أجل إحراج روسيا التي تنحصر الدول المؤيدة لموقفها بخمس ومعها تصبح ست دول.
ويهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، زيادة عدد المصوّتين الى جانب القرار، وهي تضمن حالياً 9 أصوات الى جانبه هي: الدول الثلاث هذه، يضاف اليها نيجيريا والبرتغال والمانيا والبوسنة والغابون وكولومبيا.
وينصب الجهد الفرنسي على تعديل موقفي كل من أفريقيا الجنوبية والبرازيل. وعندما يتم التوصل الى مرحلة حاسمة في التفاوض سيطرح المشروع على التصويت، من أجل التقاط اللحظة المناسبة فوراً.
ويهدف إحراج روسيا الى الضغط عليها لتجنب استعمال الفيتو والتراجع عنه، عن طريق طرح تعديلات وإقناع أكبر عدد من الدول بالموافقة على النص. وكذلك تعتقد الدول الثلاث أن في طرح المشروع في حد ذاته إحراجاً لروسيا التي ستقوم بتغيير موقفها في آخر لحظة. وحتى الآن لا يزال العديد من الديبلوماسيين يعتقدون أن روسيا لن تستعمل الفيتو رغم موقفها المعروف.
ولا تستبعد المصادر تغيير الموقف الروسي وإبداله بتعديلات مقابل هذا التغيير. وستكون مثل هذه التعديلات أولوية بالنسبة الى الدول. وستعمد الصين أيضاً الى اقتراح تعديلات، إذ انها لن تلجأ وحيدة الى الفيتو إذا ما غيّرت روسيا موقفها وسيؤخذ بتعديلاتهما. والتعديلات والمشاورات في شأنها سيؤثران على موعد طرح المشروع على التصويت. فهناك تعديلات تقتل النص وأخرى تخفف اللهجة، لكن لا تؤثر على الرسالة الأساسية التي يتم العمل لتوجيهها، الأمر الذي يتم حالياً.
ويذكر أن المشروع لا يتضمن عقوبات بل ادانة، وقد تكون فيه اشارة الى أن ما يحصل يعادل الجرائم ضد الانسانية.
وفي العادة، تتردد روسيا جداً عندما تقرر استعمال الفيتو، ولا يعرف في هذه الحالة اذا ما كان هناك تردد واقعي أم لا. وهي أشارت خلال اجتماعات مجلس الأمن الى أنه من غير اللازم طرح قرار حول سوريا، ويجب ألا تكون سوريا على جدول أعمال المجلس. وإذا أقفلت في وجه الدول الثلاث، فقد يطرح المشروع للتصويت بهدف تسجيل موقف. مع الاشارة الى أنه على الرغم من كل الضغوط، لم تسجل مرونة لدى الدول المعترضة على الاطلاق.
وتأتي إحالة الملف النووي السوري على مجلس الأمن، رداً على الموقف الروسي الذي يصر على عدم ادخال سوريا على أجندة المجلس. كما يأتي رداً على مواقف القيادة السورية من الاحتجاجات والتظاهرات. ما يعني بحسب المصادر، أن تخوف روسيا من أن إدراج الموضوع السوري على المجلس قد يؤدي الى طرح ملف آخر حولها في أي وقت، لم يعد في محله، وان الملف الآخر قد طرح فعلاً، قبيل صدور القرار. انها معركة ديبلوماسية، أدركت روسيا معها، انه لو استعملت حق النقض، فقد بات اسم سوريا مطروحاً من خلال ملفها النووي.
ولفتت المصادر الى أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان قاسياً حول الملف السوري النووي، لذلك تطلب قراراً من الوكالة بإحالته على مجلس الأمن. وستتم متابعته لدى الوكالة والمجلس معاً.
وإذا لم تفلح الدول التي طرحت المشروع في اقناع روسيا، فإنها تعتقد، أن الأخيرة ستتحمل مسؤولية الفيتو وحدها. وثمة احتمالان إذا لم تغيّر روسيا موقفها: إما سحب مشروع القرار أو طرحه مهما كانت النتيجة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00