8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لا انتخاب للأمين العام للجامعة وانتظار التوافق قد يبرز مرشحاً ثالثاً

ينعقد الاجتماع الاستثنائي لجامعة الدول العربية اليوم في مقر الجامعة في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية. وفي الأساس يتناول البحث بت مصير القمة العربية التي باتت مؤجلة بحكم الواقع والظروف العربية المستجدة، ثم موضوع انتخاب الأمين العام للجامعة خلفاً للأمين العام الحالي عمرو موسى الذي تنتهي ولايته اليوم في 15 أيار.
وتفيد مصادر ديبلوماسية عربية أن الساعات الأخيرة من المشاورات العربية المكثفة حملت توجهاً إلى عدم التصويت أو انتخاب الأمين العام، ذلك أن التوافق العربي على مرشح من بين مرشحين اثنين مطروحين (مصري وقطري) لم يحصل حتى الآن، على الرغم من انتظار هذا التوافق حتى اللحظة الأخيرة قبل الاجتماع. وثمة حل مطروح ما بين خيارين: إما أن تطلب الجامعة من موسى الاستمرار في مهمته لمدة 3 أشهر إضافية، وهو قد يرفض الطرح وقد يقبل به، أو تكليف نائب الأمين العام أحمد بن حلة بمهمة الأمين العام بالوكالة إلى حين انتخاب الأمين العام أو لفترة محدودة قد تكون حتى انعقاد الدورة العادية للجامعة في أيلول. يُذكر أن المرشح المصري هو مصطفى الفقي الذي لم يحصل على إجماع عربي، مع أن هناك عدم ممانعة عربية في أن يستمر هذا المنصب لمصر نظراً إلى ثقلها ومكانتها وكونها مركز المقر وقدرتها على اتخاذ قرارات أكثر استقلالية، في حين أن لا إجماع خليجياً على المرشح القطري عبدالله العطية، مع أن فوز أي من المرشحين سيعطي مؤشراً حول مدى الثقل المناطقي داخل الجامعة للدول الخليجية التي تؤيد العطية، أو لمصر ومن يؤيدها.
ولفتت المصادر إلى أن انتظار التوافق قد يكون هدفه أيضاً إعطاء مزيد من الوقت لظهور مرشح ثالث قادر على كسب تأييد الأكثرية العربية. إذ إنه طالما لم يتحقق الإجماع حول مرشح مطروح حتى الآن، لحسم الموقف فإنه أيضاً لا انسحاب لمرشح لمصلحة الآخر، كما أنه لا يمكن لأي مرشح أن يقبل بأن يكون أميناً عاماً بفارق صوت واحد عن المرشح الثاني، حتى أن مصر تؤيد فكرة ألا ينتخب أمين عام بأصوات كل الدول، والأفضل التوافق، وبالتالي ليس هناك أي جهة عربية تريد معركة في الانتخاب.
وهناك محاولات عربية لطرح الموضوع السوري على البحث خلال اجتماع الجامعة، إنما دمشق تسعى إلى عدم بحث الموضوع، والمنحى لا يزال غير واضح وغير محسوم، وهذه المحاولة تتضمن خيارات عدة، إما طرح الموضوع بشكل مستقل، وإما طرحه من جانب شامل للوضع العربي المستجد في سياق أوضاع ليبيا واليمن وسوريا وغيرها، أو الانتظار لتقييم الموقف في سوريا في ضوء تظاهرات الجمعة، لحسم هذا الأمر، وأي تقييم يؤكد انعدام التصعيد قد لا يشجع على بحثه.
وتلفت أوساط ديبلوماسية عربية أخرى إلى أن التدخل الإيراني غير المرغوب فيه خليجياً في البحرين، يتخذ في المرحلة الحالية منحى التهدئة، يقابله دعم خليجي للقيادة السورية، الأمر الذي سيلقي بظلاله على أي بحث عربي للوضع السوري. والأولوية الخليجية هي لوضع البحرين لأن التدخل الإيراني في البحرين مقلق ويمكنه أن يشعل المنطقة، وبالتالي عبر هذا المسار، يمكن لإيران الحفاظ على حليفتها سوريا ليبقى دورها الاقليمي، وعبر هذا الدور وعلاقاته مع حزب الله وحماس، تتمكن إيران من تحقيق مصالحها. وأي انكفاء للدور السوري في هذا المجال سيجعل الدور الإيراني أصعب، وهذا لا يعني أن الخليج يؤيد دور إيران في المنطقة أو يتمسك به، إنما هناك أولويات فالحفاظ على الحكم في البحرين أولوية في الظرف الراهن، وليس من رغبة في التغيير.
وتلقت الجامعة طلبين ليبيين لحضور الاجتماع من الحكم ومن المعارضة، إنما هناك قرار لمجلس الجامعة بتعليق المشاركة الليبية في كل الاجتماعات، وترجح المصادر التمسك به، إلا إذا أجمعت دول الخليج على تأييد مشاركة المعارضة الليبية.
ومن المؤكد أن الاجتماع سيقرر إرجاء عقد القمة العربية إلى نهاية آذار 2012، وسيُحفظ للعراق استضافتها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00