8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

قراءة ديبلوماسية في إلغاء وصاية السلاح وثمنه

إذا كان الحدّ من النفوذ الإيراني في البحرين التي تمتاز بوضع استراتيجي مهم بالنسبة الى الخليج، يكون، بحسب مصادر ديبلوماسية عربية واسعة الاطلاع، بإعطاء شريحة هناك تشكل الجزء الأساسي من المعارضة دوراً في السلطة، ما يجعل حسّها الوطني يغلب على حسّها الخارجي، إذا كانت الحال كهذه، فكيف يمكن لبننة قرار حزب الله في لبنان لا سيما وأن هذا الحزب يمثّل طائفة لها دور في السلطة أساساً، وهو يحاول تعميق هذا الدور بكل الوسائل المتاحة.
لا يمكن إجراء مقارنة إزاء هذا الوضع بين لبنان والبحرين، كما أنه لا تصح هذه المقارنة، وفقاً للمصادر.
ففي البحرين أي انتصار للمعارضة يعني أن تأتي سلطة قريبة من إيران، الأمر الذي يعدّل في الوضع الاستراتيجي الذي تمتاز به المنطقة، انطلاقاً من وضع البحرين.
ولن يسمح الخليج وخصوصاً الرياض، بأي تقدم للنفوذ الإيراني في الخليج انطلاقاً من البحرين. فإيران لديها طموح بأن تلعب دوراً أساسياً في المنطقة، وهي تستثمر مختلف المقومات لديها من أجل هذه الغاية. فهي أحياناً تلعب على الخطاب السياسي، حيال المنطقة، وأحياناً على المسائل المتصلة بفلسطين وإسرائيل، ثم هناك القوى التابعة لها في أرجاء المنطقة التي تعتبر أن إيران يمكن أن تشكّل ملاذاً لها، ما يجعل طهران قادرة على استخدام هذه القوى في خدمة مصالحها الخاصة، لا سيما في الدول حيث لديها قوى وازنة مثل لبنان والبحرين والعراق. إن وضع البحرين يمثّل واقعاً استراتيجياً، لا تسوى الأمور هناك من خلال استحداث نفوذ إيراني، على الرغم من أهمية الديموقراطية لدى الشعوب، إذ لن تسمح دول الخليج بأن تتقدم إيران الى هذا الحدّ، بعدما حققت تقدماً كبيراً في العراق. ولذلك اتخذ قرار انتشار الجيش العربي في البحرين لحماية السلطة القائمة.
ودقة الموقف في البحرين، هي بكون المعارضة تشكل قوة وازنة، في حين أنه في الدول حيث القوى المؤيدة لإيران هي عبارة عن أقليات يمكن أن يعلو حسها الوطني على الخارجي عبر نيلها المزيد من الحقوق.
في لبنان هذه القوى تشارك في السلطة، والنظام اللبناني ديموقراطي، وليس من طرف يشعر أنه خارج السلطة، إذا ما تمت الأمور في تكوين السلطة وفق الديموقراطية الحقيقية والدستور. وعلى مرّ السنين مرّ لبنان، استناداً الى المصادر، بمراحل كانت فيها بعض الطوائف تشعر أن لديها فرصة تاريخية لتحسين مواقعها، لكن تمت استفادة قوى خارجية من بعض الثغرات لتعزيز سيطرتها هي على لبنان.
الآن يرى حزب الله أنه يستطيع تحسين موقعه في السلطة الى حدّ السيطرة على السلطة، وفقاً للمصادر، حتى لو كان مشاركاً أساساً في السلطة لكنه لم يعد راضياً عن موقعه.
لذلك فهو لن يعمد الى تسليم سلاحه الذي يفرض به قوته، إلا مقابل تغيير جذري لا سيما وأنه يعتبر أن السلاح لم يهزم ولا مرة، ما يفرض مطالبة معززة بالسلطة.
فلديه وضعية السلاح على الأرض، وإقليمياً لديه إيران صاحبة الطموح، في أن تسيطر على المنطقة، ويعتبر الحزب أن ذلك يتيح له ترجمة هذه الوضعية بحصة متزايدة في السلطة، ما يعني، حتى داخلياً، أن نزع السلاح سيكون له ثمن.
للسلاح إذاً بُعد إقليمي، وما يحصل من جانب قوى 14 آذار هو العمل لإفقاد هذا السلاح صدقيته وشرعيته، بعدما بات موجهاً الى الداخل بدلاً من توجيهه الى إسرائيل.
القضية مختلفة تماماً، لم تعد معها في وضع لبنان معادلة إعطاء الديموقراطية لجعل الحس الوطني يغلب على الحسّ الخارجي لدى بعض الشعب، معادلة سهلة التنفيذ. إذ في لبنان تتم مواجهة الدولة لإسقاط نفوذها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00