8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

عوامل كثيرة ترجّح تأجيلاً جديداً للقمة العربية

لا جدول أعمال بعد للقمة العربية المقرر عقدها مبدئياً في 11 أيار المقبل في العراق، بعدما كان أرجئ موعدها من 29 آذار الجاري في اجتماعات الدورة 135 العادية لجامعة الدول العربية مطلع هذا الشهر. ومن اللحظة التي تقرر فيها الارجاء، كانت مصادر ديبلوماسية عربية تملك انطباعاً بأنّ هذا التأجيل قد يتكرر، وان القمة قد لا تنعقد من الآن وحتى 15 أيار كموعد أقصى كما قررت الجامعة.
من الآن وحتى منتصف أيار، يرجح أن تكون صورة المشهد العربي قد بدأت تتبلور. لكن أي استمرار للتظاهرات وأي توسع لنطاقها لتشمل دولا أخرى، قد يزيد في تعقيدات انعقاد القمة وصعوباتها، وسط موقفين عربيين حيال القمة. الأول، يقول بوجوب استبعاد انعقادها في ظل هذه الظروف السائدة، نظراً إلى صعوبات استصدار موقف محدد حيال ما يحصل في معظم الدول العربية، وبالتالي ان تجاهل انعقادها وإرجاء مواعيدها يبقى الحل المناسب، منعاً لاحراج القادة، أو إحراج القمة في حد ذاتها إذا ما كانت ستتخذ مواقف محددة. والموقف الثاني، يقول بضرورة انعقاد القمة وعدم تأجيلها مرة أخرى، إذ على القادة العرب أن يجلسوا معاً ويتناولوا الوضع الراهن، وان يطرحوا أفكاراً جريئة حول الاصلاح، وان يخرجوا بمقررات مشتركة لمواجهة التحديات التي لا مفر من مواجهتها. إذ تضع القمة يدها على تطورات الامور، ما يحد من التطرف أو الفوضى المحتملين، خلال العملية الانتقالية في السلطات.
لكن المشاورات العربية حتى الآن لم تتوصل إلى ما يحسم الموقف، لا بل ان الاجتماع الاستثنائي العربي لوزراء الخارجية نهاية الأسبوع الماضي، أظهر الإرباك، والقلق وعدم الارتياح، وعدم القدرة على اللجوء إلى موقف محدد حيال القمة، الأمر الذي يعرضها لتأجيل متكرر.
إلا أن أسباب التأجيل لا تقف عند هذا الحد، إنما ثمة عناصر أخرى استناداً إلى المصادر، وهي:
ـ صعوبة ادراج مواضيع البحث أمام القمة، وصعوبة استصدار القرارات، فهل تعمد القمة، أي القادة، إلى دعم الثورات والتظاهرات الحاصلة؟ أم تعمد إلى اتخاذ موقف مناهض لها، أو موقف استيعابي لما يحصل عبر الوعود بإقامة إصلاحات ومزيد من المشاكل في السلطة؟
إن إحراجاً كبيراً يواجه ما قد يصدر من توصيات، وهل التطورات على الأرض ستسبق في حالات ما، حركة القمة فيما لو عُقدت وصدرت عنها التوصيات. كل دولة لديها مشاكلها في هذا المجال، وليس من خطة شاملة لاعتماد مخرج ما، حتى انه في مشروع البيان الختامي للدورة 135، كان هناك فقرة حول تطلعات الشعوب وطموحاتها، عمل وزراء الخارجية العرب على حذفها من البيان.
ـ ان الوضع الأمني في العراق لا يزال دونه مخاطر، ولا مؤشرات من الآن وحتى انعقاد القمة على وجود ما سيغيره. وإذا ما استمر كذلك، ثمة مخاوف من أن يقصده القادة العرب لعقد القمة، الأمر الذي سيشكل عائقاً إضافياً أمام عقدها في موعدها.
وفي سياق الموقف العربي المطلوب، يبرز التعامل العربي المجزأ مع القضايا المطروحة بحسب كل دولة. فبالنسبة إلى البحرين اتخذ مجلس التعاون الخليجي قراراً بإرسال قوات عربية إليها، وبالنسبة إلى ليبيا، اتخذ وزراء الخارجية العرب قراراً بتدخل مجلس الأمن الدولي عبر استصدار قرار لفرض حظر جوي عليها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00