النهار
"تهريبة" الموازنة: انتهاكات قياسية والحكومة رهينة
الجمهورية
قمّة مسيحية في بكركي اليوم..
والمعارضون يحضّرون لكسر هيبة الحكومة
اللواء
"هدنة الموازنة": تعايش على ضفاف "المخاطر المتبادلة"
برّي يستنجد بجنبلاط وكتلة المستقبل تنقذ النصاب وباسيل أبرز الغائبين
نداء الوطن
"دمج المصارف" على نار حامية.. والصفقات تتحضّر "بسرّية تامة"
موازنة "الثلث المهيمن"
الأخبار
جلسة تشريع السوابق
الشرق الأوسط
البرلمان اللبناني يقر موازنة العام 2020 وسط مقاطعة ومعارضة كتل أساسية
كتلة "المستقبل" أمّنت النصاب
الشرق
الجيش يمرّر الموازنة
الديار
"تهريب" الموازنة "اللقيطة" بثقة "هزيلـة".. و"بروفة" أمنيّة ناجحة لجلسة الثقة
دياب "يُوسّط" عمّان لإنجاح جولته الخليجيّة.. و"انفصام وتخبّط" لدى المستقبل
لبنان المأزوم إقتصادياً يُواجه "صفقة القرن" دون استراتيجية. . وباريس قلقة
-----------------
الحريري: "كتلة المستقبل" لن تكون اداة للمقاطعة وتعطيل المؤسسات
بدا واضحاً لـ"النهار" ان المراقبين رصدوا في خلفيات جلسة اقرار الموازنة معادلة لافتة تمثلت في نجاح رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري في تجنب اطاحة الجلسة من خلال تأمين "المستقبل" النصاب القانوني في مقابل حمل رئيس الحكومة الجديد على تبني مشروع الموازنة على رغم ان نواب "المستقبل" انفسهم عادوا وصوتوا ضده.
وبرر الرئيس الحريري ذلك بتغريدة عبر حسابه على "تويتر" جاء فيها: "أؤكد لكل من يهمه الأمر ولكل من يجد الفرصة مؤاتية لفبركة الحملات ان كتلة المستقبل لن تكون اداة للمقاطعة وتعطيل المؤسسات وهي قامت بواجبها ولم تتهرّب من مسؤولياتها وقالت كلمتها في المجلس بصراحة تحت سقف الدستور ". وأضاف: "هذه مدرسة رفيق الحريري ولن نحيد عنها مهما اشتدت الصعاب وتكاثرت من حولنا أبواق المزايدين. وعندما تحين ساعة القرار الذي يخدم مصلحة لبنان نأخذ القرار المناسب ونستودع الله وطننا الحبيب وشعبه الطيب".
وأوضحت كتلة "المستقبل" انها صوتت ضد الموازنة "انطلاقاً من قناعتها أن الارقام الواردة فيها لم تعد تعكس الواقع، لأن الاقتصاد اختلف حجماً ونوعًا عما كان عندما أقرت الحكومة السابقة مشروع الموازنة".
وأضافت: "كان موقف الكتلة المبدئي هو بوجوب انتظار حصول الحكومة الحالية على الثقة قبل مشاركتها في جلسة مناقشة الموازنة. أما ولم يأخذ المجلس النيابي برأي الكتلة حول انتظار الثقة، فإن الكتلة طالبت رئيس الحكومة حسان دياب في الجلسة بإعلان تبنيه لمشروع الموازنة، منعاً لأي تأويلات أو ذرائع لاحقة، خصوصاً في ظل الموقف الملتبس بهذا الشأن لرئيس الحكومة وبعض الوزراء فيها سابقاً. وقد أعلن الرئيس دياب تبنيه الصريح لهذه الموازنة، ردا على سؤال مباشر من الكتلة ".
وبرر مصدر قيادي في تيّار "المستقبل" تصويت الكتلة ضد مشروع الموازنة، بقوله: "لو ان حكومة تصريف الأعمال السابقة هي التي مثلت أمام المجلس لمناقشة الموازنة لكان اول موقف يعلنه الرئيس سعد الحريري خلال الجلسة هو استرداد مشروع الموازنة، لأن ما صح في المشروع قبل ١٧ تشرين الاول لم يعد كافياً لمقاربة المتغيرات الاقتصادية والمالية والنقدية التي استجدت بعد ١٧ تشرين الاول. وقد تصرفت الكتلة انطلاقاً من هذه الحقيقة ومن موقفها المبدئي الذي جرى الاعلان عنه خلال الجلسة".
"تهريبة" الموازنة: انتهاكات قياسية والحكومة رهينة
وصفت "النهار" جلسة مجلس النواب أمس التي أقرت مشروع موازنة سنة 2020 بانها جلسة السوابق والارقام القياسية في التناقضات السياسية والانتهاكات الدستورية شكلا ومضمونا بما يصعب معه التكهن بمدى الاضرار والتداعيات السلبية الاضافية التي ترتبها على الحكومة الجديدة، خصوصاً أنها تتهيأ للمثول مجدداً أمام المجلس في جلسة الثقة بعد انجاز البيان الوزاري.
ورأت "النهار" ان جلسة اقرار موازنة اتسمت بمجموعة مفارقات مذهلة نادراً ما شهدت مثلها أي جلسات سابقة وفي اسوأ الحقب والظروف التي تناوبت على لبنان. فمن الناحية الدستورية و"النظامية" طاردت الشكوك والطعون المعنوية والسياسية والقانونية الجلسة حتى اللحظة الاخيرة لانعقادها وتأمين النصاب القانوني لها نظراً الى انها المرة الاولى يسلّط اجتهاد بل عرف مستحدث بتشريع انعقاد جلسة اقرار الموازنة بمشاركة مجتزأة لحكومة جديدة لم تنل الثقة النيابية بعد، كما ان هذه السابقة تمددت الى مفارقة غريبة أخرى تمثلت في تبني رئيس الوزراء حسان دياب الموازنة التي وضعتها الحكومة السابقة.
واتخذت المفارقتان، بحسب "النهار"، بعداً دراماتيكياً حقيقياً لدى بروز الرئيس دياب وحيداً في المنصة المخصصة لرئيس الوزراء والوزراء وكأنه أريد لهذه الصورة ان ترمز الى الاجتهاد الدستوري الذي سوغ حضور حكومة جديدة جلسة اقرار الموازنة الموروثة باعتبار ان الحكومة الجديدة تلتزم اطار تصريف الاعمال الى حين نيلها الثقة. لكن هذا الاجتهاد، ولو أخذت به اكثرية نيابية مررت في النهاية اقرار الموازنة، لم يحجب الجانب الاشد اثارة للانتقادات والضجيج المتصاعد سواء من المتظاهرين والمعتصمين المشتبكين في مواجهات تتصاعد وتيرتها في شكل مقلق مع القوى الامنية والعسكرية بل أيضاً الرأي العام الديبلوماسي والاعلامي الخارجي، وهو تهريب الجلسة واعتماد السرعة القياسية لفرض الموازنة كما فرضت الحكومة نفسها لدى تأليفها كأمر واقع قسري تعتمد في تبريره وتسويغه ذرائع اقل ما توصف به بانها أقرب الى المهازل السياسية.
وأشارت "الأخبار" أن دستورية الجلسة كانت محل نقاش، وقد فتحه النائب سمير الجسر. قال إن الجلسة غير دستورية، لأنها تنعقد من دون إصدار مرسوم فتح دورة استثنائية بعد انتهاء الدورة العادية نهاية العام. لم تُفتح جلسة استثنائية لأن رئيس الحكومة لا يمكنه توقيع أي مرسوم قبل نيل الثقة (باستثناء مرسوم تأليف الحكومة)، فركّز بري على كون حق التشريع مطلقاً للمجلس النيابي ولا يتوقف ذلك على الصلاحيات التي تتمتع بها الحكومة. عاد إلى ما قبل العام 1992، وقال إن العرف الطوائفي الذي سار عليه المجلس، لا يلغي حقه في التشريع.
وأوضحت "الأخبار" أن نقاش دستوري، حسمه رئيس المجلس بقوله للجسر «لنتكل على الله والتفاسير تكون لمصلحة الناس وليس ضد الناس. بمجرد أن تصبح حكومة تصريف أعمال، المجلس في حال انعقاد». أضاف: «أنت نقيبنا وأنا أحترمك، ولكن هذا رأيي». ولأن رأي بري هو الراجح، ولأن الكتل المعترضة لم تشأ فرط النصاب، ولأن الجيش نزل بثقله لتأمين وصول النواب، انعقدت أمس جلسة لا مثيل لها، لمناقشة مشروع قانون قدّمته حكومة لم تعد موجودة، في ظل حكومة يمثل رئيسها وحيداً أمام المجلس النيابي، بالرغم من أنه لم ينل الثقة. علة الجلسة وغايتها «الحرص على الانتظام المالي»، من خلال إقرار الموازنة قبل انتهاء شهر كانون الثاني. لكن هذا الحرص لم ينعكس على قطع الحساب، الذي لم يقر ولم يقدّم، ولم يتطرق إليه أحد إلا عرضاً، بالرغم من أنه، بدوره، أساس الانتظام المالي والدستوري.
واعتبرت "الأخبار" أن كل شيء جرى أمس على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، وزعمت أن وحده "المستقبل" لم يعرف ما يريد. يعطي الشرعية لجلسة إقرار الموازنة، إلى جانب «الاشتراكي»، لكنه يعتبرها غير دستورية، ولا يوافق على موازنة أسهم في إعدادها! باستثناء الجسر الذي انسحب من الجلسة لعدم دستوريتها، كان الشغل الشاغل لكتلة المستقبل إبعاد مسؤولية الانهيار عن كاهل سعد الحريري. أصرّ كل نوابه على أن يعلن دياب تبنّيه للموازنة بشكل صريح. ظنوا أنهم بذلك يرفعون مسؤولية الحريري عن الانهيار. وفاتهم أن الانتفاضة إنما تحمّل المسؤولية لكل الطبقة الحاكمة، وعلى رأسها الحريري، الذي أسقطت حكومته.
وأشارت "الأخبار" إلى أن المواد التي أضيفت على وقع الأوضاع المستجدة: رفع ضمان الودائع من 5 ملايين ليرة إلى 75 مليون ليرة، وتعليق الاجراءات القانونية المتعلقة بالمهل الناشئة عن التعثر في سداد القروض المدعومة. وإذا كانت المادة السابقة قد أقرّت بلا نقاش، فإن مسألة الإجراءات المتعلقة بالقروض أخذت حيزاً كبيراً من النقاش، من مطالبة أغلب النواب بأن يشمل التعليق كل القروض المدعومة وغير المدعومة. كذلك، ألغيت المادة 34 من المشروع المُرسل من الحكومة، والمتعلقة بتقسيط تعويضات نهاية الخدمة للعسكريين.
وأوضح خبراء اقتصاديون لـ"نداء الوطن" أنّ تخفيض 4500 مليار ليرة من فوائد الدين يسهم في نقل العجز من الخزينة العامة إلى المصرف المركزي بما يزيد من المخاطر المحدقة بمصرف لبنان وبالقطاع المصرفي وتلقائياً بودائع المواطنين، ويكشف الخبراء في هذا المجال أنّ "تدبيراً مماثلاً من هذا النوع كان قد تم اقتراحه العام 2018 لكن سرعان ما تم صرف النظر عنه بعدما قوبل بانتقاد شديد من صندوق النقد الدولي".
وأوضحت "الأخبار" أن الجلسة "التاريخية" أسفرت عن إقرار الموازنة بموافقة 49 نائباً يمثلون «لبنان القوي»، «الوفاء للمقاومة»، «التنمية والتحرير» و«القومي»، إضافة إلى النائبين نقولا نحاس وعدنان طرابلسي. وفيما أعلنت النائبة بهية الحريري امتناع كتلة «المستقبل» عن التصويت، تضاربت مواقف أعضاء الكتلة، بين ممتنع ومعترض، فيما أصرّ الاشتراكي على الامتناع، لتكون نتيجة التصويت موافقة 49 نائباً ومعارضة 13 نائباً وامتناع 8 نواب.
وسجلت أوساط سياسية ونيابية لـ"اللواء" جملة من الملاحظات والتساؤلات:
• عدد من الكتل الممثلة بالحكومة الجديدة بوزراء لم تشارك كما يجب في الجلسة، فلا رئيس التيار الوطني الحر وهو رئيس أكبر تكتل نيابي كان أبرز الغائبين، فضلاً عن غياب الأمير طلال أرسلان الممثل بوزير في الحكومة، كما غاب عن الجلسة أعضاء اللقاء التشاوري السني، كالنواب: عبد الرحيم مراد، وفيصل كرامي وجهاد الصمد ولم يُشارك سوى النائبين وليد سكرية وقاسم هاشم.
• يُشكّل الثنائي الشيعي مع تكتل لبنان القوي حوالى 60 نائباً، فكيف يمكن ان يفسّر حصول الموازنة عند التصويت 49 نائباً بينهم نواب من كتلة اللقاء الديمقراطي، وتيار المستقبل..
• استنجد الرئيس برّي بالنائب السابق وليد جنبلاط، الذي طلب إليه إرسال نواب من كتلته، فحضر النائبان فيصل الصايغ وبلال عبد الله.
• ولم يتوفر النصاب، فأتى نائبان اضافيان هما: اكرم شهيب وهادي أبو الحسن..
كنعان: إقرار الموازنة بمثابة "كبح عجلات السقوط في الهاوية"
وأوضح رئيس لجنة المال والموازنة النيابية إيراهيم كنعان لـ"نداء الوطن" أنّ الموازنة التي يبلغ حجمها 19000 مليار ليرة كان عجزها يناهز الصفر% قبل أن يفرض عجز الإيرادات في مرحلة ما بعد 17 تشرين إعادة رفع مستوى العجز إلى نسبة 6,5%، لافتاً الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ لجنة المال والموازنة أعادت تخفيض أرقام الموازنة 1000 مليار ليرة عما كانت واردة أساساً من الحكومة وهذه التخفيضات ستشمل الجمعيات والمجالس والتجهيزات ضمن إطار سلة الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدولي. ورداً على سؤال، أشار كنعان إلى أنّ الموازنة التي أقرت بالأمس لحظت في مضمونها بعض البنود الواردة في ورقة الإصلاحات التي كانت قد أقرتها الحكومة السابقة لا سيما لناحية "تخفيض الإنفاق وإلغاء بعض المؤسسات وإخضاع جميع المؤسسات العامة للرقابة، وتحويل عائدات الخلوي إلى الخزينة العامة"، وختم مشدداً على أن إقرار الموازنة هو بمثابة "كبح عجلات السقوط في الهاوية".
"الشرق الأوسط": انعقاد جلسة اقرار الموازنه قطع الطريق على الإنفاق على القاعدة الاثني عشرية
قالت مصادر سياسية مواكبة لجلسة اقرار الموازنه لـ"الشرق الأوسط" إن انعقاد الجلسة أمس قطع الطريق على الإنفاق على القاعدة الاثني عشرية (خارج الموازنة) الذي تنتهي مهلة الإنفاق عبرها نهاية هذا الشهر، وأعاد النبض للحياة السياسية في داخل المؤسسات، وأكد حضور وجهوزية القوى الأمنية وهيبتها التي أثبتت أنها قادرة على فرض الأمن وإعادة الانتظام للمؤسسات الرسمية وفق المعايير القانونية الدولية، على ضوء عدم تسجيل أي استخدام مفرط للقوة في مواجهة المتظاهرين.
قليموس لـ "النهار": لا يمكن التشريع إلا في حضور الحكومة والإصرار يعطل صلاحية الرئيس ضمن المادة 57
اعتبر الخبير الدستوري المحامي ميشال قليموس لـ"النهار" ان جلسة اقرار الموازنه غير دستورية، ولا تراعي الاصول الدستورية. هل يحق لمجلس النواب ممارسة دوره التشريعي في ظل حكومة جديدة لم تنل الثقة حتى تاريخه؟ يستند قليموس الى نص الفقرة 3 من المادة 69 من الدستور اللبناني وفيها: "عند استقالة الحكومة او اعتبارها مستقيلة يصبح مجلس النواب حكماً في دورة انعقاد استثنائية حتى تأليف حكومة جديدة ونيلها الثقة". والحكومة الجديدة التي يرأسها الدكتور حسان دياب لم تنل الثقة، لا بل انها لم تمثل امام المجلس لعرض بيانها الوزاري الذي على اساسه تطلب الثقة. فالمادة 17 من الدستور اللبناني تنص بصورة حرفية على ما يأتي: "تناط السلطة الاجرائية بمجلس الوزراء وهو يتولاها وفقا لأحكام هذا الدستور". اي ان الحكومة الجديدة لا يمكنها ممارسة صلاحياتها الدستورية كونها تتمتع بصفة حكومة تصريف اعمال حتى تاريخه، وبالتالي فان مثول الحكومة امام المجلس ضمن جلسة تشريعية وقبل نيلها الثقة هو عمل لا يدخل ضمن تصريف الاعمال، لا بل هو تجاوز دستوري خاضع لموجب اولوية المثول لنيل الثقة قبل اي عمل آخر للحكومة. والاكثر من ذلك، ان حكومة تصريف الاعمال ليست الحكومة التي وافقت على مشروع قانون موازنة 2020، وليست هي التي وضعت فذلكة مشروع الموازنة، بل ان حقها يكمن بعد نيلها الثقة في طلب استرداد مشروع الموازنة ليكون متلائما مع الواقع المالي والاقتصادي الخطير الذي تمر فيه البلاد حاليا! وهذه الحكومة لا يمكنها ان تتحمل دستوريا مسؤولية مشروع قانون موازنة لم يكن لها اي دور فيه، اضافة الى انها لم تضع ايضا النص النهائي لبيانها الوزاري الذي يمكن ان يكون متناقضا مع بنود مشروع قانون الموازنة. ويشير الى الرأي الدستوري الذي ادلى به النائب السابق الدكتور حسن الرفاعي وفيه: "تعتبر حكومة تصريف الاعمال ميتة، اي انها غير موجودة، ولكن الحاجة الى تسيير امور الادارة قضت باعطائها صلاحية تصريف الاعمال الادارية من دون ان تتحمل هي او يتحمل الوزير فيها، اي وزير، اي مسؤولية". ويضيف: "ان مجلس الوزراء لا يجتمع والحكومة مستقيلة لانه ستصدر عن هذا الاجتماع مراسيم يتحمل الوزراء مسؤولياتها. وهؤلاء وزراء في حكومة ميتة، وكما ان الاموات لا يقتلون كذلك لا يمكن اقالة الحكومات المستقيلة".
"النهار": لا أحسد الوزراء والنواب
كتب غسان حجار في "النهار": لا أحسد الوزراء والنواب
واقع الحال اليوم، بات لا يميز بين الصالح والطالح. وما زرعه الحزبيون الميليشيويون في الامس القريب، باتوا يجنون ثماره اليوم. ولم يميز الناس بينهم عندما نزلوا الى الشوارع ورفعوا شعار "كلن يعني كلن". والمناصب التي كانت مفخرة لاصحابها تكاد تصير مسخرة. الوزراء والنواب جميعا صاروا في موقع الشبهة، وكثيرون لا يميزون في ما بينهم، يضعونهم في سلة واحدة. يكفي المسؤولين انهم يدخلون خلسة مجلسي الوزراء والنواب من بين الاسلاك الشائكة، ومن خلف الجدران الاسمنتية، ويتعرضون الى اسوأ انواع الاهانات في دخولهم وخروجهم. ويكفي هؤلاء انهم ما عادوا يجرؤون على التسوق في مجمع تجاري، او تناول العشاء في مطعم على مرأى من الناس. واذا كان هؤلاء اوصلوا البلاد الى ما هي عليه اليوم، فان الاصلاح بات امرا معقدا، والانجازات محدودة قياسا الى كثرة المشكلات والتعقيدات، ما يعني ان الشبهات تدور ايضا حول الانجازات التي يراها الناس اقل الواجب مع كثير من التقصير. وباتت خسائر الوزراء، المعنوية لا المادية، لا تحصى لدى تركهم المنصب. الوزراء والنواب في وضع لا يحسدون عليه ابدا.
"النهار": موازنة السبعة وذمّتها!
كتب راجح الخوري في "النهار": موازنة السبعة وذمّتها!
لست أدري إذا كانت صورة رئيس الحكومة حسان دياب وهو يجلس وحيداً ويكتّف يديه في ما يشبه القنوط مثيرة للاستغراب اليوم، لكنها ستكون حتماً مثيرة للشفقة بعد أقل من شهرين، عندما تنهار خيمة الأراكوز المسماة دولة سوريالية على رؤوس الجميع، فقد إضطر الى القول إنه يتبنى هذه الموازنة، التي كانت حكومة الرئيس سعد الحريري قد إستقالت على خلفية رفض الشارع لها ودعوته الى تغيير جذري في الوضع السياسي البائس والفاسد الذي أوصل البلاد الى العوز والجوع والإنهيار. والأنكى من كل ذلك ان وزير المال السابق على حسن الخليل، كان قد أعلن بعد موازنة الغرابة والوهم اننا نتجه الى كارثة حقيقية قياساً بتراجع واردات الدولة بنسبة ٤٠٪ أي ما يوازي خمسة آلاف مليار ليرة، وكان هذا قبل شهر تقريباً، ثم جاء حسان دياب ليقول ايضاً، نحن امام كارثة علينا تخفيف وطأتها لإننا نواجه اصعب وأخطر مرحلة في تاريخ لبنان، وأنه يجب تأمين الاستقرار وإستعادة ثقة اللبنانيين بالدولة. والأكثر غرابة ان يأتي وزير المال الجديد غازي وزني، ليحذّر من ان الإستمرار في الأزمة سيوصل البلاد الى الإفلاس، وعلى الحكومة ان تهيئ خطة أو برنامجاً إنقاذياً شاملاً، ثم فجأة يتم توزيع ما قيل إنه فذلكة لموازنة حكومة مستقيلة يتم إلباسها بقوة الجيش والحصار، وكونوا في السكوت أيها النواب، للحكومة التي لم تنل الثقة بعد، ما يجعل تكراراً من الدستور ممسحة سياسية. هل كان من الضروري ان نصور للعالمين العربي والدولي أننا جعلنا من بيروت ثكنة عسكرية في وجه الشعب، ومن مجلس النواب الذي يفترض انه يمثل الشعب سجن الباستيل النيابي، ولو على طريقة "سلّم لتسلم"،! إذا كان الرئيس بري قد قال فعلاً "لقد عمِلنا السبعة وذمتها ودخّلنا الجيش لنتمكن من عمل الجلسة"، فليس كثيراً القول إنها موازنة السبعة وذمتها، لكنها كتبت بدماء الشعب الذي نتحدث عن استعادة ثقته، وان العالمين العربي والدولي يراقبان جيداً!
"النهار": اقرار "متهور" للموازنة يعمّق المشكلة سياسياً
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": اقرار "متهور" للموازنة يعمّق المشكلة سياسياً
تقر مصادر ديبلوماسية انها لا يمكن ان تتجاهل وجود ازمة سياسية كبيرة تجاور المشكلة الاقتصادية ومحاولة النواب التخفي او الاختباء عن الناس او عزل مجلس النواب عن غضب اللبنانيين هو جزء بسيط منها. فالدول التي تراقب الوضع اللبناني عن كثب ترى بوضوح الحذر والتحفظ لا بل الرفض الكلي من الطائفة السنية لما جرى ويجري وعدم احتضان رئيس الحكومة الذي سمته قوى 8 آذار. والتقارير التي ترفعها هذه المصادر تفيد بان هذه الطائفة لا تفصل وضع اليد من جانب "حزب الله" وحليفه التيار العوني على السلطة انما يكمل في شكل من الاشكال قمع الطائفة السنية في سوريا واستكمالا تطبيق ذلك في لبنان. فأركان الطائفة السنية يجاهرون كما يجاهر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بانه تم القضاء على اتفاق الطائف وانهائه عبر ممارسات يتداخل فيها ما قام به الحليفان الشيعي والمسيحي من دون وضوح الصورة حتى الان لما قد تذهب اليه الامور بعد ذلك لكن الحزب والمحور الايراني مع نظام بشار الاسد اعاد تعويم نفسه عبر الحكومة اللبنانية ما يمكنه من امتلاك اوراق كثيرة اذا اضطره الواقع المقبل للتنازل ما يترك الخارج في وضع صعب جدا. البعد السياسي الاخر والذي لا يمكن تجاهله يتصل بمدى تجاهل و انكار الاكثرية النيابية حال الاعتراض الشاملة لدى اللبنانيين. فمجلس النواب الذي انعقد في ظل حماية كبيرة من الجيش والقوى الامنية وفي ظل تسلل النواب بعيدا عن اعين الناس او هربهم منهم ووراء جدار من العزل الكلي في الوقت الذي يمثل المجلس الشعب انما يشكل نموذجا لرفض الاقرار بان متغيرا كبيرا حصل في البلد تحت عنوان رفض سياسي للطبقة الحاكمة ولكل ما تقوم به. وعدم وعي هذه المشكلة او انكارها على قاعدة انها تعبر فقط عم مشكلة اقتصادية اجتماعية لن يجعلها تغيب بل سيعمق فقدان الثقة ويكبر حجم المشكلات المقبلة خصوصا في ظل هروب الى الامام يقضي بالسعي الى انتقامات سياسية في المرحلة المقبلة في محاولة لاستيعاب غضب الناس او تحويره كما جرى تحوير الانتفاضة وتوظيفها بين انطلاقها وما وصلت اليه اخيرا. اذ ان واقع عدم القدرة على اخذ القرارات اللازمة والملحة لا بل الجذرية في ملفات مهمة كملف الكهرباء مثلا الذي استنزف الخزينة وزاد العجز ضعف ما هو عليه بحيث تتغير المقاربة فيه على سبيل المثال سيدفع السلطة الى المزيد من الهروب الى الامام.
"النهار": دياب يتبنى رسمياً موازنة الانهيار الآتي بعد 3 أشهر!
كتب احمد عياش في "النهار": دياب يتبنى رسمياً موازنة الانهيار الآتي بعد 3 أشهر!
نجحت كتلة "المستقبل" النيابية في انتزاع اعتراف رئيس الحكومة الجديدة بتبني مشروع موازنة سنة 2020، المشروع الذي يعود فعليا الى الاكثرية التي يقودها "حزب الله" والتي أتت بحكومة دياب، وليس المشروع الذي انطلقت به حكومة الرئيس سعد الحريري قبل ان تستقيل بضغط من ثورة 17 تشرين الاول 2019. ويتساءل وزير سابق ونائب حالي عاصر حقبة طويلة من العمل السياسي عبر "النهار"، عن الحكمة من وراء القرار الذي اتخذه الرئيس دياب بالانتقال الى السكن في السرايا الحكومية مع عائلته، وذلك للمرة الاولى منذ إنشاء هذا المبنى أيام السلطنة العثمانية. وقال ان ما جرى أيام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الذي أقام ابان حصار "حزب الله" لمقر الرئاسة الثالثة في مكان عمله بعد سيطرة الحزب وحلفائه على ساحة رياض الصلح خلال عاميّ 2007 و2008، لا يشبه المرحلة التي يمر بها لبنان حاليا، والذي صار بالكامل تحت نفوذ الحزب. والاخير، بحسب المصدر، هو الحليف الاكبر للحكومة الجديدة، ويوفّر لها مظلة الامن. وحول أبعاد عدم استرداد حكومة دياب الموازنة، يقول خبير إقتصادي بارز لـ"النهار" ان الاحتمال الابرز لهذا السلوك هو انه كانت هناك رغبة لدى الحكومة في أن تبتعد عن تحمّل تبعات ما يتهدد المالية العامة في الأشهر المقبلة بسبب تراجع الامكانات التي تتيح للحكومة الإيفاء بالتزاماتها داخليا وخارجيا. واستباقا لأسوأ الاحتمالات التي تلوح بعد ثلاثة أشهر تقريبا، كانت الحكومة تستعد لحملة التبرؤ من تبعات ما يتهدد الاوضاع المالية بعبارة: "انها موازنة الحكومة السابقة وهي ليست مسؤولة عن نتائجها". لكن هذه الرغبة باءت بالفشل الكامل. وفي اعتقاد هذا الخبير، ان هذا التصرّف الذي سبق تبنّي دياب للموازنة، كان أشبه بـ"لحس المبرد" لأنه بعد أشهر قليلة سينسى المواطنون أمر الحكومة السابقة، وسيوجهون السؤال الكبير الى الحكومة الحالية: "ماذا فعلتم كي لا يحصل الانهيار؟". وبحسب الخبراء، هناك سبل للخلاص مما يعتبرونه "انهيارا" آتياً بلا إبطاء إذا تدارك أصحاب القرار على كل المستويات الامر بسلسلة إجراءات تراوح ما بين تغيير سلوك الانفاق الحكومي جذريا وبين إنهاء محنة تبعية لبنان للمشروع الايراني الذي يقفل ابواب ارتباط لبنان بالعالم العربي والمجتمع الدولي. يقول خبير مالي بارز لـ"النهار" ان تنفيذ إنشاء معمل للكهرباء الذي يتطلب استثمارا بمبلغ مليار دولار صار الآن مستحيلا، لأن من سيستثمر بمبلغ كهذا، سيجني أرباحه بالليرة اللبنانية التي تتجه نزولا نحو قعر لا حدود له في المدى المنظور. كما بات مستحيلا أيضا الاعتماد على البواخر لفقدان السيولة بالعملة الصعبة.
"الاخبار": جلسة تشريع السوابق
كتب ايلي الفرزلي في "الاخبار": جلسة تشريع السوابق
جلسة تاريخية عقدها مجلس النواب، أقرّ فيها موازنة 2020 في ظروف استثنائية شعبياً ودستورياً. تحت الحصار الشعبي، أقرّ النواب موازنة في جلسة مليئة بالسوابق: رئيس حكومة لم تنل الثقة جلس مكتوف اليدين لثلاث ساعات، يراقب، وحيداً، كيف تُقرّ موازنة سيكون ملزماً بتطبيقها، وسيُحاسب على أساسها. هو الذي لم يسهم في كتابة حرف فيها، فيما تنصّل منها رئيس الحكومة التي أقرّتها.. وحده "المستقبل" لم يعرف ما يريد. يعطي الشرعية لجلسة إقرار الموازنة، إلى جانب الاشتراكي، لكنه يعتبرها غير دستورية، ولا يوافق على موازنة أسهم في إعدادها! باستثناء النائب سميرالجسر الذي انسحب من الجلسة لعدم دستوريتها، كان الشغل الشاغل لكتلة المستقبل إبعاد مسؤولية الانهيار عن كاهل سعد الحريري. أصرّ كل نوابه على أن يعلن دياب تبنّيه للموازنة بشكل صريح. ظنوا أنهم بذلك يرفعون مسؤولية الحريري عن الانهيار. وفاتهم أن الانتفاضة إنما تحمّل المسؤولية لكل الطبقة الحاكمة، وعلى رأسها الحريري، الذي أسقطت حكومته.
"الاخبار": حكومة الأرقام الوهمية ليست أكثر من رسالة إيجابية
كتب نقولا ناصيف في "الاخبار": حكومة الأرقام الوهمية ليست أكثر من رسالة إيجابية
الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط قالا قبل ايام بمنح الحكومة الجديدة الفرصة للتحقق من افعالها، الا انهما تباينتا في التصويت على اقرار الموازنه: الاولى عارضت والثانية امتنعت، مع انهما كانتا ممثلتين في الحكومة التي اعدت الموازنة. مشهد يُرجح ان يتكرر في جلسة الثقة بالحكومة جراء تمايز موقفيهما وموقعيهما منها. بيد ان افضل ما فعلتاه تعزيز اكتمال النصاب القانوني ورفع رقمه، بعدما بدا ان جلسة الموازنة لم تكن امام امتحان اقرارها - وان بغالبية عادية يجيزها الدستور - بل اختبار انعقاد نصابها القانوني. بعدما تردد في اليومين المنصرمين ان كتلة المستقبل ستتغيب حتماً عن الجلسة، افضى قرارها قبيل انعقادها الى الحضور بعدما بلغ اليها ان دياب سيتبرأ من مشروع الموازنة، ويتنصل من مسؤولية حكومته عنه كونها لم تضعه ولم تطلع عليها ولم تبدِ رأياً فيه حتى. تصرّفت كتلة المستقبل، على ان حضور بعض نوابها يتوخى تسليف رئيس المجلس نبيه برّي هذا الموقف، بينما تصويتها ضد موازنة اعدتها حكومة زعيمها موجه تحديداً الى دياب. يمثل اقرار الموازنة من ضمن المهلة الدستورية، وإن بارقام اضحت وهمية غير ذات جدوى وصدقية، ولا تعكس الوضع المالي للخزينة اللبنانية، رسالة ايجابية الى الخارج تعكس اصرار حكومة دياب - كما البرلمان - على التقيد بالاستحقاقات وتجنب اجراءات اكثر اضراراً. تعذر اقرار الموازنة حتى 31 كانون الثاني سيعني منذ الغداة الانفاق على القاعدة الاثنتي عشرية تبعاً لارقام موازنة 2019، وهي اكثر تضخماً من الموازنة الحالية في الانفاق، اضف انها باب على استمرار الاهدار. اذذاك تمسي الرسالة سلبية للغاية. تصويت البارحة بدا يفتح نافذة صغيرة على الاقل حيال ما ينادي به المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على الخروج من مأزق التدهور والانهيار.
"نداء الوطن": طاقية إخفاء لنواب الأمة
كتبت سناء الجاك في "نداء الوطن": طاقية إخفاء لنواب الأمة
لم يكن أمام هذه الطبقة السياسية إلا استخدام الأجهزة الأمنية لحمايتهم وعزلهم عن الغضب الشعبي بتحويل وسط بيروت الى مربعات أمنية وخطوط تماس جديدة بين الأمة ومجلس الأمة. لذا كان لا بد من طاقية الإخفاء، التي لا يقتصر دورها على التواري للتسلل الى داخل كونتون السلطة في ساحة النجمة، وإنما لحجب معتمريها عن مواجهة إزدراء المتظاهرين الذين بقي عددهم متواضعاً ودون التوقعات الكفيلة بإقفال الطرق. وكذلك عن عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، الذين أرغمتهم القرارات السياسية على تأمين مسار هؤلاء الجبناء العاجزين عن اكتساب أي شرعية شعبية. المشهد مقزز. هذا أقل ما يقال. ويكشف أكثر فأكثر قماشة هؤلاء الذين يتمسكون بالكراسي ويضعون الجيش وقوى الأمن الداخلي بمواجهة أهلهم، حتى يواصلوا نهب ما تبقى من مقتدرات البلد. فالبحث في مناقشة "موازنة" بحد ذاته، مسرحية تهريج. ذلك أن مناقشة "موازنة" يستوجب إلحاقها بعد عام بجلسة محاسبة. وهذا ما لم يحصل منذ شروق شمس برلمانات ما بعد الطائف وصولاً الى إفلاس الجمهورية. كأن المطلوب هو الإكتفاء بإكتمال النصاب وافتتاح مهزلة التمديد لشبهة شرعية هذا المجلس مع حكومة "خيال الظل"، التي انتجها سوق المحاصصة الطالع من القوى المسيطرة على التمثيل النيابي، والتي حضر رئيسها بمفرده وتوسط الكراسي الفارغة حوله في مشهد سوريالي بإمتياز. والظاهر أن طاقية الإخفاء تنفع للدخول الى كانتون مجلس النواب، وليس للخروج منه، والا لما طلب رئيس المجلس الإنتهاء من جلسة النصاب المهزوز قبل الظهر ولأسباب أمنية، كما قال. تماماً كما كانت عليه الحال في الحرب الأهلية وجولاتها، وكان حينها وسط بيروت محور قتال رئيسي. ويبدو أنه عاد كذلك.
"نداء الوطن": الثابت الوحيد منذ 28 عاماً!
كتب طوني فرنسيس في "نداء الوطن": الثابت الوحيد منذ 28 عاماً!
واكب بري الرئيس الياس الهراوي ونظّم التمديد له، ثم أشرف على انتخاب الرئيس أميل لحود ومدّد له ايضاً، فالهراوي ليس أفضل من لحود، وعندما وقع الخيار على الرئيس ميشال سليمان نظّم بري عملية التصويت، ولم يتوقف عند شكليات الدستور، فسليمان، قائد الجيش، لم يقدم استقالته من الوظيفة ضمن المهلة القانونية، وبري أعفاه من هذا الواجب ليبقي سيف المحاسبة مسلولاً في وجهه، وهو ما ألمح اليه خصومه اللاحقون بعد أقل من سنة على انتخابه... لم يحظ سليمان بالتمديد، وإلا لكان حظي بالدعم اللوجستي من بري. بقيت الجمهورية عامين ونصف العام في الفراغ كان يمكن ملؤها بالتمديد، لكن ذلك لم يحصل، وصار دور الاستاذ البحث عن مبررات لإقفال المجلس النيابي. ثمة ما تغيّر في التوازن الذي جعل بري حاكماً بأمره. فقد انهمك نظام الاسد في معاركه الداخلية، وانتقلت السلطة التقريرية الى الطرف الإيراني، الفاعل في سوريا عبر ممثله اللبناني "حزب الله". كان على بري ان ينظم انتخاب ميشال عون رئيساً من دون شهية، وفِي السنوات المقبلة تجرّع ما لم يتمكن من رفضه، وصولاً الى استضافته حكومة اللون الواحد التي ستتبنى موازنة حكومة أسقطها الشارع لأسباب عدة، منها موازنتها العتيدة!! في كل المحطات يحمل بري لقب بطل لبنان في تحمل المسؤولية من الوزن الثقيل، صحيح أن الشكوك تحيط بدوره في المرحلة المقبلة، إلا أنها لا تلغي أنه حتى إشعار آخر لا يزال الترجمان الاول في لبنان لمتطلبات ممانعة الصمود والتصدي ثم خليفتها ممانعة المحور الإيراني وظله الثقيل.
"الانوار": الافلاسُ بالالوانِ أو بلونٍ واحد بثقةٍ... Expiry Date
كتبت الهام فريحة في "الانوار": الافلاسُ بالالوانِ أو بلونٍ واحد بثقةٍ... Expiry Date
الموازنة أساساً وضعتها الحكومة السابقة ذات الألوان المتعددة التي على مدى ثلاث سنوات لا قطع حساب ولا خطة مالية عن كل سنة، ناهيك عن السنوات السابقة بل مصروف ومصروف في كافة القطاعات فيما الإيرادات صفر إلا ضرائب من جيوب الشعب. الرتوش للموازنة لم يعد يجدي فالمطلوب قطع رأس أفعى الفساد والهدر، وإلا الطريق سالكة إلى الإنهيار. لا ثقة إطلاقاً بموازنات أتت من السياسات الفاسدة والهندسات "العظيمة" ومعظمها لمسايرة رجال السياسة، والأسوأ الذي سيأتينا قريباً هو خفض قيمة سندات الخزينة وهذا أول ألـ HairCut، لكبار المستثمرين الى اصغرهم الذين اغروهم بالفائدة العالية، من كثرة اغراقنا بالوعود البراقة من الحاكم رياض سلامة، أتى يوم الحساب. كيف نقبل بموازنة على سبيل المثال موازنة 2018 من دون ورقة الحسابات والضرب والجمع من 800 مليون دولار لسلسلة الرواتب، وهذا الرقم ارتفع إلى ملياري دولار؟ الموازنة يا ليت مناقشتها لم تكن علناً كي يخففوا على أعصابنا الفلسفة لمجرد الفلسفة أما التصديق على الموازنة "فمن دهنو سقيّلو". وإذ نالت حكومة الرئيس دياب الثقة، وشعب الانتفاضة الأصيل أكمل مساره الحضاري، هل مجموعات "الاوباش" ستبقى تكسّر وتهدّم في الليالي الظلماء؟ ولحساب من؟ ما هم الشعب الأصيل من الكلام تلو الكلام والبلد في حالة نحو افلاس؟ كفى مناقشات وإهدار الوقت وعلى ماذا؟ هل على كيفية تنظيم الافلاس؟ أو على كيفية تنظيم الاحتدام بالشارع بين شعب حضاري وآخر أقل ما يسمى "بالهمجي".
"النهار": الخيار بين الموت المحتوم والحياة المرجوة
كتب بطرس حرب في "النهار": الخيار بين الموت المحتوم والحياة المرجوة
ما جرى البارحة في مجلس النواب قد استفزّني، وأقنعني بأن كل النظام السياسي في خطر كبير، وأن لبنان الذي نعرفه يحتضر.. لقد حاولت جاهداً فهم الأسباب التي دعت مجلس النواب إلى الانعقاد لإقرار الموازنة بهذه السرعة، وبهذا الشكل المخالف للدستور، إلا أنني عجزت عن ذلك. فالحكومة الحالية في صدد صياغة بيانها الوزاري والتوجه إلى مجلس النواب، في ممارسة باتت شكلية، للإستحصال على ثقة القوى التي تتحكّم بالحكومة، لتصبح بعد ذلك كاملة الصلاحية للمناقشة في مشروع الموازنة. ومجلس النواب ليس في مأزق، الخوف من إصدار الموازنة بمرسوم في مجلس الوزراء، لأن الحكومة لم ترسل مشروع الموازنة إلى المجلس قبل بداية عقده بخمسة عشر يوماً،ومن حق المجلس أن يناقشها بعد انتهاء شهر كانون الثاني. فأين العجلة، ولماذا الإصرار على المخالفة الدستورية، والأهم لماذا السكوت أو القبول؟ فباكورة أعمال الحكومة الجديدة القبول بمخالفة الدستور، وكلنا يعلم أن المخالفة تستجر مخالفات. ألسنا بذلك ندفن نظامنا ونكرّس سقوطه نهائياً؟ وكيف يمكن أن تنطفئ الثورة وفي كل ما يقوم به أهل السلطة، من قوى سياسية ومؤسسات دستورية، ما يؤجج نيرانها؟ بعض الحياء يا من تسلّطتم على البلاد بالقوة والخداع، إذ لم يعد لديكم من وسيلة إلا الاستماع إلى صوت شعبنا الثائر وتقديم استقالتكم، بعد كل ما تقومون به وتمعنون في ممارسته من ضرب للنظام وتجويع للمواطنين، ، وترك الفرصة للمواطنين لاستعادة السلطة إلى أهلها، إلى الشعب، لكي يختار ممثلين جدداً له، يتحملون مسؤولية إنقاذ البلاد من الأزمة الخانقة التي تسببتم في حصولها. فاستمراركم في السلطة إطالة لحالة نزاع المريض وتأكيد لوفاته، واستقالتكم السريعة قد تشرّع أبواب الأمل في إنقاذه.
دياب: إقرار الموازنة إشارة إيجابية للداخل والخارج
لاحظت "النهار" أن الرئيس حسان دياب برر موافقة الحكومة على الموازنة مساء بقوله في اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة وضع البيان الوزاري بان "إقرار الموازنة العامة في مجلس النواب يعطي إشارة إيجابية للداخل والخارج، بغض النظر عن الملاحظات المتعلقة بظروف ومضمون هذه الموازنة وأن الحكومة كانت حريصة على تسهيل إقرار هذه الموازنة نظراً لأهميتها المحورية في استمرارية عمل الدولة، التزاماً للمُهل الدستورية. وشدّد على أن "إقرار الموازنة هو محطة تسمح للحكومة بتركيز عملها على إنجاز البيان الوزاري الذي يجب أن ينتهي العمل به في أسرع وقت".
وبحسب معلومات "اللواء"، فإن الرئيس دياب أبلغ الوزراء أعضاء لجنة صياغة البيان، بأنه سيأخذ على عاتقه الصياغة التي سيتم اعتمادها في شأن العلاقة مع المقاومة، بعد التشاور مع القوى السياسية التي جاءت بالحكومة، مشيراً إلى انه سيتم تعديل صياغة البيان الوزاري للحكومة السابقة، والذي ألتف على صيغة الثالوث الذهبي: الجيش والشعب والمقاومة، بالنسبة لمسألة تحرير الأراضي المحتلة، لكنه وعد بأن الصيغة التي سيقترحها ستكون غير مستفزة للمجتمع الدولي.
وفيما أشارت الصحف إلى أن اللجنة ستعقد اجتماعاً آخر اليوم، توقعت مصادر لـ"اللواء" ان تنتهي اللجنة هذا الأسبوع من اعداد البيان، تمهيداً لمثول الحكومة امام المجلس النيابي لنيل الثقة.
إلى ذلك، رأت "الجمهورية" أن كل المؤشرات المحيطة بجلسة البيان تؤكد انّ الثقة التي ستحوزها الحكومة من نواب اللون الواحد الذي شَكّلها، لن تأتي بطريقة سلسلة على نحو ما تشتهي الحكومة، بالنظر الى التحضيرات الجدية لدى مكوّنات الحراك الشعبي بمواكبة تلك الجلسة بتصعيد وَصفته بعض مكوّنات الحراك بـ»غير المسبوق»، وكذلك الى ما سمّي «هجوم كسر الهيبة» الذي ستتعرّض له هذه الحكومة من قبل نواب المعارضة في مجلس النواب، الذين سيشاركون في الجلسة. وبالتالي، إظهار الثقة التي ستنالها هزيلة ومن طرف واحد، ولا تعبّر عن إجماع كل اللبنانيين، ما يعني انّ جلسة الثقة ستكون صاخبة بكل تفاصيلها.
"نداء الوطن": عندما قال نصرالله "لقد ملأتم قلبي قيحاً"... تشكّلت الحكومة
من اطّلع على مسار تأليف الحكومة، خصوصاً في اليومين الأخيرين، يعرف أن الذي جعل المحركات تعمل بكل قوتها، لا سيما على خط عين التينة باتجاه "القومي" و"المردة"، وأفضى الى تنازل الرئيس حسان دياب عن التمسك بصيغة الثمانية عشر وزيراً وتنازل جبران باسيل عن الوزير الارثوذكسي الاضافي، يعود إلى عبارة كانت صادمة للجميع، إذ كلّف نصرالله موفده الامني الدائم وفيق صفا إيصالها الى من يعنيهم الامر ومفادها، "يا حاج وفيق أبلغهم جميعهم أن السيد نصرالله يقول لكم لقد ملأتم قلبي قيحا"، وفق المصادر نفسها. وكعادته، سارع صفا الى إيصال الرسالة القاسية التي تستبطن قرفاً صريحاً من نصرالله جراء "الولدنات" التي دخل فيها حلفاؤه المتنازعين على الحقائب وعدد الوزارات، بينما هو منشغل الى فوق رأسه بمرحلة ما بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني، حيث اصبح هو القائد الوحيد للمحور الذي تعاون مع سليماني في أحلك الظروف على قيادته. أول من وصلته الرسالة كان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان يعمل على تشكيل تكتل وزاري ونيابي من ضمن الاكثرية، قوامه هو و"المردة" و"القومي" في مواجهة باسيل والنائب طلال ارسلان، فسارع الى استدعاء اسعد حردان وأبلغه إما أن تقبل بالوزير الدرزي او تنسحب بإيجابية، وهو يعرف سلفاً انه لن يقبل بالدرزي، فكان أن رضخ حردان للانسحاب وحصل بري على مراده وهو إدخال جنبلاط الى الحكومة لضمان هدوئه في مرحلة ما بعد التأليف، ثم تواصل مع رئيس "المردة" سليمان فرنجية الذي أصر على وزيرين فكان له ما أراد وقبل ارسلان بوزير مع حقيبتين. وتقول المصادر: "هذا الواقع الذي لا يخفي أركان الاكثرية أنه مؤلم، دفع بالمعنيين بالاستحقاق الرئاسي المفتوح منذ اليوم الاول للعهد، أن تداعياته على مستوى قيادة "الحزب" وفي الظرف الحساس والصعب ليس بالامر الذي يمكن "بلعه" بسهولة، فسارعوا الى بعث الرسائل وعبر الموفد الامني الدائم نفسه أي وفيق صفا، خاطبين ودّ السيد من جديد، إلا أن لا جواب يشفي غليلهم بعد"، مضيفة أن "الايجابية الوحيدة التي سجلت في خانة قيادة حزب الله، هي أنها تحررت الى حد كبير من الضغط الذي كان يمارس عليها من مرشحي الرئاسة فرنجية وباسيل، للحصول على تعهد بالدعم في الاستحقاق الرئاسي المقبل، وصار الجواب واضحاً: "للرئاسة توقيتها وظروفها المختلفة حكماً عما سبق انتخاب الرئيس ميشال عون"، إلا أنه، حسب المعطيات، النقزة كبرت من فرنجية مع مراعاة إيجابية لمصلحة باسيل، وهذا الامر سيبقى يشغل الرجلين في حين أن "الحزب" سيرتاح من "نقّهما" المتواصل ليتفرغ الى ما هو أهم وأكبر وأخطر".
"النهار": لا حكم و لاحكومة، فالأزمة طويلة
كتب علي حماده في "النهار": لا حكم و لاحكومة، فالأزمة طويلة
لا يسعنا إلا ان نرى في الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب سوى تجميع لوجوه حملها حب الظهور التسلق على دخول حكومة لن يكون نصيبها اقل سوءاً من الحكومة التي سبقت. فقد جرى استيلاد حكومة رئيسها لا يحمل أي تصور لمواجهة الازمة، وقد بدا ذلك من خلال نزوله كاليتيم الى ساحة النجمة البارحة ليعلن من مقعده انه مؤيد لموازنة وضعتها حكومة اسقطها الشارع، وقد تخطى كلا الثورة والزمن ارقامها، فصارت اشبه بوعاء فارغ، لن يكون من الممكن الاعتماد عليها في أي مفاوضات مقبلة مع المجتمع المالي الدولي. و كلنا يعرف ان أساس المفاوضات لجلب مساعدات دولية للبنان كان اشتراط المجتمع المالي الدولي ( مؤتمر سيدر-١ ) ان يضع لبنان على الطاولة موازنة واقعية جدية تلحظ أولا خفضا درماتيكيا للانفاق العام، مترافقا مع حزمة إصلاحات تكون في صلب البرنامج الحكومي لعشر سنوات مقبلة. هذا ما لم يحصل البارحة، بعد ان فضلت الحكومة الانطلاق من موازنة لا قيمة واقعية لارقامها. من هنا نسأل الحكومة: أي مستند رسمي سيوضع على الطاولة لاطلاق مفاوضات عاجلة مع الجهات الخارجية التي تتنتظر افعالاً لا اقوالاً؟ المشكلة ان قلة قليلة في الحكم ترى ان ما يمر به لبنان من ازمة عميقة سيطول. معظمهم يتوهم ان الثورة التي قلبت الأمور رأسا على عقب ستضمحل اما بالارهاق او بالقمع. كم انهم مخطئون فهم لم يروا بعد كيف ستكون عليه الأمور عندما نبلغ الذروة. فلا يتعجبن احد اذا ما رأى الدماء تسيل و يا للأسف في بلاد الأرز!
"نداء الوطن": من "الإختصاصيّين"... إلى حكومة "الفنّيين" السياسيّين
كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": من "الإختصاصيّين"... إلى حكومة "الفنّيين" السياسيّين
شبّه البعض حال هذه الحكومة من ناحية إختيار التقنيين بمثل الإستعانة بفني ميكانيك لتصميم محرك طائرة بدلاً من الإستعانة بمهندس مختص، ولذلك فإن إختصاص الميكانيك موجود في سيرته الذاتية لكنه لا يكفي لتصميم المحرك. وفي نظرة عامة على نوعية الوزراء الجدد، فإن أياً منهم (باستثناء قلّة قليلة) ليس لديهم سوابق في إنجازات عملية أو خبرة في الحالات الصعبة إقتصادياً أو إدارياً المطلوب حلها، ومع إحترام المستويات التعليمية والخبرات التي يتمتعون فيها إلا أنها ليست مرتبطة بطبيعة الأزمة، ففي هذه الحالة، من الصعب إعتبار أن هذه الحكومة هي مؤلفة من ذوي الإختصاص فعلاً. وفي وقت ثار الشارع وطالب بحكومة مستقلين غير مرتبطة بالقوى السياسية التي أوصلت البلاد إلى هذا المستوى من الغرق، يظهر من طريقة تأليف الحكومة أن التنازع على الحصص والوزارات من قبل أحزاب الأكثرية بدا واضحاً، إذ يؤكّد المعارضون أن لا نية لتركها تعمل باستقلالية، لذلك فما معنى أن تطالب جهة سياسية بالثلث المعطّل أو بوزارة معينة إذا لم يكن لها قدرة على التحكم بقرار الوزراء الذين يُعيّنون في هذه المواقع؟ ويبقى في نظر من يريد إعطاء الحكومة فرصة أن هذه المرحلة تتطلب حكومة تحصل على ثقة غير مسبوقة من المواطنين اللبنانيين والمجتمع الدولي، لتتمكن من اتخاذ خطوات صعبة وغير شعبية من دون أن تلقى إعتراضات في الداخل أو عزلة من الخارج. فهل هذه الحكومة ستكون قادرة على ذلك أم ستصبح درعاً هشاً تختبئ خلفه القوى الحاكمة لتقي نفسها من غضب الناس عندما يحصل الإنهيار التام؟ من هنا، فان حكم الناس يجب أن يكون على السياسيين الذين يقفون وراء إختيار هذه الحكومة وليس فقط على الوزراء المعينين فيها سواء نجحت أو فشلت، علماً أن أزمة لبنان لا تحتمل المزيد من الفشل والتجارب والفرص والمماطلة.
"الشرق": هل يصمد دياب؟
كتب اسامة الزين في "الشرق": هل يصمد دياب؟
سؤال بديهي يردده الناس وهو هل تصمد حكومة الرئيس حسان دياب أمام المعارضة الواسعة التي تواجهها. يوجد رأيان او جوابان على هذا السؤال. الأول يفضل اعطاء فرصة للحكومة إذ ان استقالتها سترتب ارتدادات. إذ يصعب تشكيل أي حكومة جديدة بفعل توزيع ميزان القوى داخل مجلس النواب الذي يعطيه الدستور حق تسمية رئيس الحكومة وهم أي النواب سيرفضون حكومة لا يتمثلون بها بشكل مباشر او بواسطة ممثلين لهم حتى لو كانوا من اخصائيين أما الرأي الثاني فيجزم ان حكومة دياب لا تملك عناصر الاستمرار. فمن الواضح ان كتلاً نيابية لن تمنحها الثقة كتيار المستقبل والقوات اللبنانية واللقاء الديموقراطي والكتائب وهذه الكتل لها وزن كبير داخل المجلس، بالاضافة الى وزنها الشعبي. فالاحتجاجات والتظاهرات لاتزال مستمرة وبشكل يومي، وهي لم تقتنع بكل الكلام الذي أكده الرئيس حسان دياب الذي اعتبر نفسه مع وزراء آخرين أنهم يمثلون الانتفاضة داخل مجلس الوزراء. حكومة الرئيس دياب لا تملك الغطاء الشعبي والسياسي وهذا ما يفسر في أحد جوانبه عدم لقاء سماحة مفتي الجمهورية معه. وفي ذلك مؤشر على عدم رضا دار الفتوى على الحكومة ذات اللون الواحد، خلافاً لما وصفها دياب بأنها لون واحد ولكن لبناني، فطريقة تأليفها جاءت من قوى 8 آذار السابقة. كما ان هذه القوى هي ذاتها التي سمت الدكتور دياب لتأليف هذه الحكومة. كل ذلك وسط ضخامة الازمة الاقتصادية والاجتماعية وباعتراف وزير المالية الحالي غازي وزني بأن هناك استحالة في عودة سعر صرف الدولار الاميركي الى سعره الرسمي.
"الشرق": حكومة دياب على المحك عربياً ودولياً
كتبت تيريز القسيس صعب في "الشرق" : حكومة دياب على المحك عربياً ودولياً… الاختبار الأصعب: العلاقة مع سوريا وإيران
الحكومة حاجة وضرورة ملحة في الشق الداخلي. أما بالنسبة الى الشق الخارجي فالأمر سيتوقف على مدى نجاح الحكومة في التوفيق بين الحاجة لارضاء حزب الله في موضوع التضامن معه في وجه تحديات وعدم التشبث بمبدأ النأي بالنفس، مقابل اصرار مجموعة الدعم الدولية على ضرورة التزام لبنان باعلان بعبدا ومبدأ النأي بالنفس، كما أكد عليه البيان الاخير لمجموعة الدعم وتصريح الرئيس ماكرون نفسه. وفي هذا المجال أعطى وزير الخارجية ناصيف حتي اشارة ذكية عن رغبته باتباع سياسة متوازنة من دون ان يستعمل عبارة »النأي بالنفس« تحديداً عندما قال إنه يمكن للبنان ان يلعب دور الاطفائي أي دور المصلح والموقف هذا في المبدأ، أما على الصعيد العملي فسيكون الاختبار أصعب في شقين: الأول: العلاقة مع سوريا، فهل يعاد معها نوع من العلاقات، أم تبقى الامور على ما هي عليه من حذر الامر يتوقف على مدى تقدم المساعي لخلق نوع من التقارب بين الدول العربية وسوريا من جهة، وامكانية اعادتها الى حضن الجامعة العربية من جهة ثانية. وقد يتوقف كذلك الامر على حدث ما قد يؤدي الى اعادة شكل من الاتصالات مع سوريا. الثاني: العلاقة مع ايران، ومع المملكة العربية السعودية. صحيح ان المملكة دولة عربية يفرض ميثاق الجامعة التضامن معها في وجه أي تحد غير عربي إلا ان العلاقة مع ايران في المقابل هي علاقة لا يمكن ان تكون علاقة غير ودية، وبالتالي الصعوبة ستكون في كيفية التوفيق بين الحاجة لاعادة الربط مع السعودية ودول الخليج بشكل يجعلها أقرب الى لبنان، واكثر استعداداً لمساعدته، والحاجة في المقابل لأخذ مواقف ايران في عين الاعتبار على الرغم من صعوبة الوضع الاقليمي والدولي بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني وتدهور العلاقة الايرانية – الاميركية بشكل خطير. هنا كذلك يبقى الأمل لدى أطراف عربية ودولية في ان تساهم الجهود الديبلوماسية في التوصل في نهاية المطاف الى نوع من أنواع التفاهم بين الولايات المتحدة وايران بصورة تخدم مصلحة الطرفين.
"الشرق": السلطة المحشورة… والشارع أمام خيارين
كتب يحي جابر في "الشرق": السلطة المحشورة… والشارع أمام خيارين
يتساءل مصدر مطلع وصاحب اختصاص لـ"الشرق": كيف يمكن للحكومة الحالية ان تنفذ خطتها الاصلاحية والانقاذية على المديين القريب والبعيد من خارج الموازنة، التي تعتبر الاداة القانونية الاساسية لتطبيق خطتها (بحسب البيان الوزاري)؟! الوضع العام في البلد يعيش أزمة غير مسبوقة على كل المستويات، ويخطىء من يظن ان حل أزمة لبنان تكون بكبسة زر، وهذه حقيقة يؤكد عليها خبراء اقتصاديون وماليون… لاسيما وان الازمة – الازمات اللبنانية، أخذت مساراً هبوطياً، وهي، ان استمرت على هذا، فإن البلد على أبواب انهيار محتوم… على رغم شعور عديدين، من أركان السلطة، بأن البلد تجاوز القطوع وأنه في ظل الاجواء الانقسامية الحادة في البلد، يستحيل على الحكومة ان تحظى بثقة الداخل اللبناني بكامله… لقد توافد النواب الى ساحة النجمة أمس، على وقع التحركات الشعبية التي واجهت بالحجارة الحشود العسكرية والامنية، وقد غاب العديد من الكتل من بينها القوات اللبنانية، والكتائب… وغيرهما… قد يكون من السابق لاوانه الجزم بما ستؤول اليه التطورات، لكن أحداً لا ينكر بأن السلطة محشورة في زاوية ادائها، وهي التي تواجه غضب الشارع… وهي أمام خيارين: إما تجاوز الداخل بكل حراكاته وضجته ورصد الغوث الخارجي او الاستسلام للامر الواقع… فكان ان عقد المجلس النيابي جلسته بمداخله لرئيس لجنة المال ابراهيم كنعان، وسط حشود عسكرية – امنية وفرت الطمأنينة للنواب الذين حضروا…
"الشرق": دون كيشوت
كتب علي حمود في "الشرق": دون كيشوت
في زمن التحديات الخطيرة، وفي وقت يحتاج لبنان الى خيارات مصيرية تنقذ ماليته العامة، وتنهض باقتصاده المنهار، وتخرجه من النمو السلبي الى الايجابي، نحتاج الى قوة الحصان وسرعته في المعركة ، وليس حمارا ضعيفا. هذه الحكومة عاجزة من البداية لانها تفتقد الى الاهلية الشعبية، والى المشروعية الوطنية، وهي بعيدة كل البعد عن نيل ثقة المجتمعين العربي والدولي. اما طواحين الهواء فقد تولى مقاتلتها بعض النواب الذين صدقوا انهم في جلسة حقيقية بظروف طبيعية، وانهم بالفعل يخططون للمستقبل المالي للبلد. وللتأكيد على وهمية الموازنة يجدر التذكير بما قاله مخرجها النائب ابراهيم كنعان الذي قال ان ثمة تخفيضا في النفقات بحوالى 1000 مليار ليرة، ولكن في المقابل ثمة تراجعا كبيرا في الواردات لا يقل عن 400 مليار ليرة. هذه الارقام افتراضية لان حجم النزيف الذي حصل منذ اشهر لم يحدد بعد، كما ان احدا لا يضمن تمدده وتوسع الانفاق لاحقا. البلد بحاجة لابطال حقيقيين ونحن لدينا.. دون كيشوت.
"الديار": حكومة دياب تسير بهدوء... وانتظام أمني وسياسي في مُواجهة الفوضى
كتب علي ضاحي في "الديار": واقعيّة نيابيّة من الحريري وجنبلاط... وثوريّة شفهيّة لجعجع والجميّل حكومة دياب تسير بهدوء... وانتظام أمني وسياسي في مُواجهة الفوضى
تؤكد اوساط في تحالف 8 آذار، أننا اليوم امام عودة الإنتظام الى الحياة السياسية والامنية في البلد في مواجهة العبثية والفوضى وفي مواجهة المجهول الذي عشنا فيه لثلاثة أشهر. وتشير الاوساط الى ان كل مطالب الحراك المعيشية والاجتماعية وحتى السياسية من المطالبة بزج الفاسدين على كثرتهم في السجون وإسترجاع المال المنهوب هو أكبر تحد امام فريقنا وامام السلطة كلها وامام الحكومة جمعاء، ولا احد يدعي العفة والطهارة والمهم ان نتفق على معيار واحد للمحاسبة يطال الجميع من دون إستثناء. وتؤكد الاوساط ان جميع القوى السياسية مدركة لصعوبة الوضع والحكومة الحالية لا تدّعي فعل المستحيل، ولا تقوم بالسحر او الشعوذة او التنبؤ الفلكي، ولكنها في الحد الادنى حكومة الانقاذ وإدارة الازمة على حافة الهاوية والانهيار الكامل والافلاس والفراغ يعني الانتحار. وبما ان هذا الكأس المرة سيشرب منها اللبنانيون جميعاً من يؤيدون دياب ومن يعارضونه، أتت خطوة الحريري وكتلة المستقبل والاشتراكي والنائب السابق وليد جنبلاط لتُشّكل خطوة مدروسة في اتجاه الواقعية السياسية وتحمل المسؤولية. ولو لم يسميا دياب او يشاركا في حكومته وربما لن يمنحاه الثقة لاحقاً. ولكنهما تحملا المسؤولية امام جمهورهما ولو لم يرض جزء من الشماليين والعكاريين عن حضور كتلة المستقبل وتأمينها النصاب، رغم انها صوتت ضدها وهنا المفارقة ان الحريري ارسل موازنته وصوت ضدها! اما القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع ومعها حزب الكتائب سامي الجميل واللذان قاطعا الجلسة، تدعوهما الاوساط الى تنفيذ ما يطالبان به في مسألة الانتخابات النيابة المبكرة وهي مطالب الحراك وجزء كبيرة منه. ومن دون إستقالة من مجلس النواب لا انتخابات جديدة، فليبادر نواب القوات والكتائب الى الإستقالة او يحضروا الى الجلسات النيابية ليمارسوا دورهم التشريعي والرقابي كنواب.
"الديار": الحكم على جدية حكومة دياب بعملها ورؤيتها الشاملة للانقاذ رغم لونها الواحد
كتب حسن سلامه في "الديار": الحكم على جدية حكومة دياب بعملها ورؤيتها الشاملة للانقاذ رغم لونها الواحد الانهيار المتسارع لا يحتمل عبثية... وسياسة اضاعة الوقت لاطراف المعارضة وبعض الحراك !
يقول سياسي محسوب على احدى القوى السياسية المشاركة في الحكومة انه من حق الحراك الشعبي واي طرف سياسي معارض لمسار تشكيل الحكومة الجديدة الاعتراض على طبيعة الحكومة الجديدة والتي تعتبر من لون سياسي واحد، وحتى عدم اعطائها الثقة، على ان يتم اعطاؤها فترة سماح قد تصل لثلاثة اشهر حتى يتبين «الخيط الابيض من الخيط الاسود»، وما اذا كانت جادة فعليا في اطلاق خطة شاملة للانقاذ، مدخلها اجراءات جدية وسريعة في جملة من الملفات التي ترهق البلاد ومعها كل اللبنانيين. والسؤال الذي يطرح نفسه بعد تشكيل الحكومة الجديدة، بالتوازي مع حال الانهيار الذي وصلت اليه البلاد، هل ما يقوم به الحراك الشعبي وبالتحديد بعض اطراف او الذين ركبوا موجة الحراك لتحقيق غايات مشبوهة من اجل اسقاط حكومة دياب يخدم البلاد في هذا التوقيت الحساس والدقيق؟ في تأكيد المصدر السياسي المعني ان على الحراك الشعبي او بعض مكوناته الذين ركبوا موجة الحراك من قوى سياسية ان يدركوا ان البلاد لا تحتمل مزيداًَ من الترف او الشعارات التي من شأنها اقفال الطرق على اي جهد في ظل هذا الانهيار، وربما توصل البلاد الى الافلاس الشامل، رغم ان بعض الشعارات والمطالب المرفوعة من قبل الحراك الشعبي هي محقة وتفترض من المعارضين لحكومة دياب استمرار حراكهم في الشارع بالطرق السلمية حتى تحقيقها، كما ان على الحراك ان يقرر موقفه النهائي من الحكومة الجديدة على اساس افعالها، حتى لو كانت هناك شوائب ومحاصصة في عملية التأليف، ولذلك، فبعض مكونات الحراك الشعبي واطراف سياسية ركبّت موجة الحراك بدءاً من حرب الكباش، الخروج من دائرة الاعتراض العبثية التي من شأنها ان تسرع بانهيار ما تبقى من مقومات للدولة وحياة المواطنين، ولو استجاب رئيس الحكومة حسان دياب لمطلب بعض مكونات الحراك وقوى سياسية معروفة، بالاستقالة من جهة وتعمد بعض الجهات المعارضة للحكومة الى تمويل وتحريض مجموعات من الشبان والمحتجين لتدمير وتكسير المؤسسات كما يتعمد فعله المدعو ربيع الزين مع المجموعات التي يقودها، فكل ذلك نوع من العبثية ودفع البلاد نحو المجهول وحتى تنفيذ اجندات مشبوهة.
"الديار": 3 مطبّات تعترض البيان الوزاري أو تسرّعه... ولا وعود غير واقعيّة
كتبت صونيا رزق في "الديار": 3 مطبّات تعترض البيان الوزاري أو تسرّعه... ولا وعود غير واقعيّة
تكشف مصادر نيابية أن اللجنة الوزارية التي انكبّت على مدى يومين على صياغة البيان الوزاري، سوف تستكمل مهمتها في الأيام القليلة المقبلة، قد وجدت نفسها أمام تحدٍّ كبير وهو التوفيق ما بين شروط المنتفضين أولاً، والإجراءات التي تحثّ عليها باستمرار مجموعة الدعم الدولية ثانياً، وتحفظات عواصم القرار، وفي مقدمها واشنطن، عن طبيعة الحكومة ثالثاً. وترى المصادر أن ثلاثة مطبّات سوف تعترض البيان الوزاري الجديد، أو تؤمن له الإنطلاقة الصحيحة فيما لو تمّت مقاربتها بشكل يتناغم مع المناخ الدولي والإقليمي الذي يبدو مؤاتياً، ولو بنسب متفاوتة، من أجل منح الحكومة الجديدة جرعة من الدعم، وذلك بصرف النظر عن المواقف المحلية المتباينة إزاء الفريق الحكومي. وتضيف المصادر، أن عمل لجنة صياغة البيان الوزاري، سوف يتدرّج ضمن هذه المعطيات، كذلك فإن المدة التي سيتطلّبها إنجاز هذا البيان، مرتبطة بالصيغة التي يجري العمل عليها من أجل إخراج هذه الرؤية إلى اللبنانيين، كما إلى الخارج، وذلك قبل حصول تطورات دراماتيكية خصوصاً على مستوى الشارع، كما نبّهت المصادر نفسها الى أن أكثر من وزير مشارك في لجنة صياغة البيان الوزاري تحدّث أمام زواره، عن وجود إصرار لدى رئيس الحكومة حسان دياب، على الإنتهاء في أقرب فرصة ممكنة من صياغة البيان الوزاري. وعليه، فإن الحكومة، وبحسب المصادر النيابية ذاتها، تواجه رزمة من الملفات الإقتصادية والمالية التي تفترض سرعة في تطبيق البرنامج الخاص للحكومة الجديدة، والذي سيتضمنه البيان الوزاري المقبل، وخصوصاً أن ثقة الكتل النيابية متّصلة بهذا البرنامج، ذلك أن هناك ما يشبه الإجماع حول وجوب إعطاء هذه الحكومة فرصة من أجل تنفيذ رؤيتها التي باتت مكتملة اليوم، والتي من المفترض أن تكون المعبر إلى اتخاذ خطوات سريعة تساهم في منع التراجع على المستويات الإقتصادية والمالية والمعيشية، وذلك قبل انهيار الأوضاع بشكل خطر، واتساع رقعة الأزمة، ومعها الإحتجاجات الشعبية.
"الجمهورية": الحكومة تقدّم الهدايا للمعارضة قبل انطلاقها!
كتب جورج شاهين في "الجمهورية": الحكومة تقدّم الهدايا للمعارضة قبل انطلاقها!
سجّل المراقبون سيلاً من الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة مجتمعة او بعضاً من أفرادها، الى حد اعتبرت انها تحولت هدايا ثمينة للمعارضة قدّمت لها على أطباق من ذهب. وهي التي كانت قد شكّلت دافعاً الى توسّع نطاق الانتفاضة وسبباً في مزيد من الاحتجاجات المتوقعة في اكثر من منطقة وعلى اكثر من مستوى. فقد سجّلت المراجع المالية والنقدية والدستورية والقانونية عدداً من الأخطاء التي ارتكبت، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: على المستوى النقدي والمالي والمعيشي لم يكن موفّقاً تأكيد وزير المال الدكتور غازي وزني، بعد ساعات قليلة على صدور مرسوم تشكيل الحكومة، ان يبلغ الى اللبنانيين أن لا عودة للدولار الى ما كان عليه قبلاً في حدود الـ 1500 ليرة لبنانية، وهو ما ترك ردات فعل سلبية على أسواق المال وسعر الدولار.أمّا على المستوى السياسي والديبلوماسي فقد ربطت هذه المواقف وردّات الفعل عليها مع توجّه وزير الخارجية السابق جبران باسيل الى سويسرا للمشاركة في مؤتمر دافوس، قبل ان يسلّم مقاليد وزارته الى الوزير الخلف بعد يومين على تشكيل الحكومة. وزاد ممّا ترتّب عليها من مخالفات ديبلوماسية وإدارية، ما رافق إطلالته التلفزيونية عبر شبكة سي. إن. بي. سي من اتهامات شَوّهت صورته، ليزيد من الحرج الذي أصاب الحكومة الجديدة ورئيسها قبل ان يُصاب هو شخصيّاً بها. أمّا على المستوى الأمني فقد عكست بعض الإعتداءات ردات فعل سلبية أجّجت الغضب في بعض الشوارع في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، بعد حرق قبضة الإنتفاضة في النبطية قبل طلوع الضَو عليها، وزاد منسوبها جرّاء الاعتداء الذي طاوَل المتظاهرين امام مقر مجلس الجنوب في بئر حسن في الضاحية الجنوبية رفضاً للاستمرار في هدر المال العام فيه. واعترفت أوساط وزارية قريبة من دياب انّ الموازنة طرحت عليها في ظروف غير مسبوقة لا حكومياً ولا دستورياً ولا اقتصادياً. ورغم انّ العجلة من الشيطان، فهي تضيف لتقول انّ تصرفات بعض الوزراء لا تنمّ عن نيّات سيئة. فالنية معقودة على إنجاز ما يمكن إنجازه وهو كثير، ولكن على اللبنانيين أن يمنحوها المهلة المعقولة لقراءة المستجدات وردات الفعل الدولية الحقيقية التي يمكن الركون اليها متى تم الإتصال المباشر مع الحكومات والمرجعيات الديبلوماسية الموثوقة والمؤسسات المانحة، فلا نقف عند مضمون بعض المقالات والمواقف التي أطلقها مسؤولون سابقون في الإدارة الأميركية وخليجيون ليسوا في مواقع المسؤولية.
"النهار": "الثنائية" تأكل أبناءها
كتب راشد فايد في "النهار": "الثنائية" تأكل أبناءها
كيف يعقل، تحت عناوين وطنية اجتماعية جامعة لا تميز بين الانتماءات الدينية والطبقية والسياسية، ان جموعا تدّعي الايمان بمطالب الثورة – الانتفاضة، تصر على القول انها مؤيدة لهذه المطالب لكنها تصر على كون افرادها شيعة اولا؟ الجواب، ان هناك من يريد زرع بذور الفتنة لتنبت في الوقت المناسب، لان لا مصلحة لمن يقف وراءهم في تقديم الوطني على المذهبي والطائفي لأن في ذلك انهاء لدور لهم مشبوه لا تماريه عبارات الحرص على الدولة الوطنية، وتكذبه رسميا مشاريع اقليمية يفاخر بالخضوع لاملاءاتها. ونصرالله نفسه لم يتراجع عن "الايمان" بالجمهورية الاسلامية ولا بكون لبنان في رؤاه المستقبلية جزءا منها، ولم يتردد في احد خطبه الاخيرة في تحذير الثورة مما سمّاه استهداف المقاومة، اي تحريم الكلام عن دور حزبه في تأجيج التردي الاقتصادي والمالي من تهريب عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، والمتاجرة بالدولار، وغيرها مما يعرفه اهل المال والتجارة، ويعرفون معه أن "الحرب" على رياض سلامة ومصرف لبنان ليست بعيدة عن صناعته، لأنه "لن يقف متفرجا على انصياع المصارف للعقوبات الأميركية"، كما هددت وسيلة إعلام حليفة له. تأكل الثورة أبناءها، كما يقال، وتأكل "الثنائية" بعضها اليوم، من ساحة النجمة إلى مجلس الجنوب وجبشيت، وتستأنف "تصفية حسابات داخلية" تجددت مع انطلاقة الإنتفاضة في النبطية وصور، يعززها حاليا دخول شبهة أسدية عليها باستئناف علني لدور كان صامتا، ويتحين الوقت المؤاتي ليلعبه النائب جميل السيد منذ داعب الرئيس حافظ الأسد وجنته إعجابا في حضور الرئيس اميل لحود في مطار دمشق الدولي قبل أكثر من 20 سنة، وهو أن يكون رئيس ساحة النجمة.
"النهار": القيادة الرجعية الشيعية لكل الرجعيات الدرزية السنية المسيحية
كتب جهاد الزين في "النهار": القيادة الرجعية الشيعية لكل الرجعيات الدرزية السنية المسيحية
ما يسمّى الثنائي الشيعي صار مسؤولاً عن تحويل الشيعة إلى قوة رجعية بالمعنى العميق الشامل للكلمة، ولكي أكون دقيقاً هي القوة القائدة لكل القوى الرجعية الأخرى المسيطرة على النظام السياسي. علينا أن لا ننسى أن العنصر النافر حاليا هو المكون الشيعي السياسي، النافر، لكن الأزمة الأصلية هي أزمة النظام الطائفي برمته أي مسؤولية كل الطائفيّات السياسية الشيعية السنية والدرزية والمسيحية.فالأزمة التي أوصلت بسبب طبيعة علاقات هذا النظام إلى إفلاس الدولة وما استتبعه من وضع يد المصارف على ودائع اللبنانيين وهي الخطوة المخيفة التي من الصعب بعدها أن يستعيد النظام المصرفي لا فقط ثقةَ اللبنانيين بل ثقة العرب والعالم أيضاً هذه الأزمة هي صنيعة علاقات نظام طائفي لم يعد صالحاً للعمل والحكم. صحيح أن الوضع اللبناني يتشابه مع دول العالم الثالث في الحوكمة الفاشلة لكن له سماته الخاصة التي تجعله متفرداً. وحدهم الفرنسيون ينضح من تصريحاتهم وكتاباتهم عن لبنان ذلك الحرص التأسيسي على استمرارية الدولة بالمعنى الذي أرادوه لها قبل مائة عام. ملفنا، الملف اللبناني هو بين أيديهم الآن. لكن مصيرنا هو بين أيدي الأميركيين والإيرانيين.
"الجمهورية": التجاهل الجميل وتمادي المرض
مصطفى علوش في "الجمهورية": التجاهل الجميل وتمادي المرض
التجاهل الجميل هو عنوان الواقع اليوم، فمن أراد أن يسعى الى النجاح عليه ان يتعامل مع الواقع بموضوعية. الموضوعية تقتضي أولاً تصنيف العوارض المرضية والتعامل معها بأولوياتها الأكثر خطورة. ومن الواضح أن الهاجس الأكبر اليوم هو الوضع المالي المتردي بسبب جنون سعر صرف العملة وبسبب ضمور الكتلة النقدية المتداولة بين الناس. والسؤال المنطقي للحكومة اليوم هو كيف ستداوي هذا العارض سريعاً؟ والسؤال الذي لم نسمع جواباً له هو: كيف ستتعامل الحكومة مع هذا الوضع في ظلّ غياب الدعم الخارجي؟ وهل ستثبت الدولة سعر صرف العملة بناء على تصريح وزير المال الجديد والخبير؟ وإن ثبّتته فعلى أيّ سعر؟ وعن محاربة الفساد؟ حدّث ولا حرج، فكيف ننتظر من سلطة قائمة أن تلاحق جماعتها في الإدارة، وهم في معظم الحالات وكلاء السلاطين الذين وضعوهم في مواقعهم، ولطالما كان الفساد أهم وسائل السلطة وأهلها لدوام عزهم؟ فهل سيعني هذا أيضاً أنّ عملية مطاردة الساحرات ستطاول من لا ظهر لهم في السلطة؟ أم أنّ الأمر سيذهب إلى بعض الدروس التجميلية الهامشية، لأنّ الجميع يعرف الجميع، «والكل أهلية بمحلية»، فتطاول الحملة الأضعف، ويترك الأساس كما كان؟ وهنا أيضاً لا يجب استباق الأمور، وعلينا أن ننتظر لنحكم. اما سلاح حزب الله الذي تجنّبه المنتفضون على أساس أن ذلك سيستدرج جمهور المقاومة إلى ساحة الانتفاضة، وقد فشل المخطط بنحو شبه كامل، فلم يستدرج إلى الساحات إلّا من كانوا هم أصلاً من غير الجمهور المأخوذ بالأساطير. أما البقية فإما تجاهلوا، أو وقفوا سداً منيعاً في وجه مؤامرة الانتفاضة المدعومة أميركياً للنيل من المقاومة! ولكن، وبكل موضوعية، أريد أن أسأل عن طريقة التعامل مع السلاح غير الشرعي، وهو العائق الأساسي أمام الاقتصاد الذي يعاني من ضمور الاستثمارات لغياب الاستقرار، وموت السياحة في ظل التهديدات والعنتريات المستمرة لسلاح المقاومة تجاه من يأتون للسياحة عادة في لبنان. أعلم أن من سيقرأ المقال من جمهور المقاومة سينعتني بالعميل الإسرائيلي والأميركي، ومن بعدها بالداعشي، وقد يقول البعض الآخر أنني أحاول تحويل الأنظار عن مطالب الثورة من أجل تفريق المشاركين فيها!
"نداء الوطن": مثلث مواقف سعودية...
كتب محمد نمر في "نداء الوطن": مثلث مواقف سعودية...
ثلاث رسائل سعودية تلقفها اللبنانيون في الأيام الأخيرة، من الممكن أن تشكل مثلث سيوف واضحاً للموقف السعودي: الأول: موقع لبنان بين السعودية وإيران.. برز في تصريحات نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة "العربية"، كلام وضع فيه الإصبع على الجرح اللبناني اقليمياً، مقارناً بين السياستين الإيرانية والسعودية تجاه لبنان بقوله: "دعمت السعودية في التاريخ القريب لبنان بما يزيد عن 5 مليارات دولار، وفي مؤتمر باريس لدعم لبنان تبرّعت بـ 2 مليار دولار، ويبلغ التبادل التجاري للسعودية مع لبنان 626 مليون دولار، وكان يشكل السياح السعوديون أكثر من 20% من السياح في لبنان"، أضاف: "نرسل السياح إلى لبنان، وإيران ترسل الإرهابيين، نرسل رجال الأعمال، وإيران ترسل المستشارين العسكريين، نبني الفنادق وقطاع السياحة ونخلق فرص العمل، وإيران تخلق الإرهاب، نريد للبنان أن يكون بلدًا أفضل وأقوى... ومزدهرًا، وإيران تريد من لبنان أن يخوض حرباً نيابة عنها وتريد منه أن يقوم بمشاريع طهران التوسعية". أما بشأن العلاقة مع الرئيس سعد الحريري فحسمها الأمير خالد: "سعد الحريري ووالده كانا حليفين للسعودية، وهما حليفان للسعودية بالفعل، وسيستمران كحليفين للسعودية". الثاني: هوية المعطل المحلي.. الموقف الثاني من وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في دافوس في مقابلة مع "سي ان بي سي"، حدد مكان الوجع محلياً، فلدى سؤاله: "هل لدى السعودية استعداد لمساعدة اللبنانيين على الخروج من الكارثة المالية والاقتصادية؟ وهو سؤال يطرحه كل لبناني، يجيب الجبير: "كانت السعودية أحد أكبر الداعمين للبنان خلال العقد المنصرم. يحتاج اللبنانيون إلى تطبيق إصلاحات اقتصادية جادة للمضي قدما واعتقد أن هذا ما حاول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري فعله لكن تم منعه في كل منعطف من حزب الله وحلفائه". الثالث: حكومة دياب.. وتكتمل سيوف الموقف الثلاثة، بتغريدة من شخصية بالغة الأهمية في الرياض. الأمير عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز ابن عم ولي العهد محمد بن سلمان. وكأنها تعطي النتيجة: "حكومة دياب هي حكومة مُقنَّعة لسياسات "حزب الله" وحلفائه، ويصح تسميتها "حكومة الخلايا النائمة"، وبناءً على ذلك فمن الطبيعي والمتوقع أن تعيد الدول النظر بما التزمت به ضمن مجموعة الدعم الدولية لـ لبنان..(سيدر)". هذه الرسائل، تتطلب بشكل واضح أن تثبت الحكومة أنها ليست حكومة "حزب الله"، أن تلبي مطالب اللبنانيين، وأن تقوم بالاصلاحات المطلوبة.
"الشرق": الموقف السعودي الثابت
كتب عوني الكعكي في "الشرق": الموقف السعودي الثابت
تاريخياً إنّ مواقف المملكة العربية السعودية من قضية العرب الأولى، فلسطين، هي مواقف ثابتة ومبدئية ولم تكن في يوم من الأيام إلاّ مواقف ثابتة ومبدئية ويمكن تلخيصها بالآتي: أولاً- إقامة الدولتين: دولة فلسطينية مع دولة إسرائيلية. ثانياً- قيام دولة فلسطين أولاً، كمدخل للسلام. المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز قال لوزير خارجية أميركا في حينه هنري كيسنجر: أنت أوّل يهودي أستقبله في المملكة ولولا أنك تمثل الولايات المتحدة لما استقبلتك، أي إني أستقبلك كوزير خارجية أميركا أياً كان انتماؤك ودينك. طبعاً الملك فيصل دفع ثمن موقفه يوم قطع النفط عن أميركا والغرب في حرب ١٩٧٣… وهو الذي كان يردد دائماً أنه سيصلي في القدس… يضاً المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز، طرح في قمة بيروت العربية (٢٠٠٢) مشروع سلام كاملاً يقوم على إعادة الأراضي العربية المحتلة الى ما كانت عليه قبل حرب ١٩٦٧، وعُرف مشروعه بـالمبادرة العربية للسلام. أمّا كل الكلام عن لقاءات أو اتصالات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين فهي للبلبلة والتشويش على مواقف السعودية القومية، ولقد يكون مصدرها الكيان الصهيوني ذاته، إضافة الى بعض المتضررين من دور المملكة وصلابة موقفها التاريخي المعروف والموصوف، والذين لا همّ لهم إلاّ المزايدة. فالمملكة التي رعت، وترعى الكثير من الدول العربية والإسلامية هي واضحة في ما تتخذه من مواقف وليس لديها إلاّ ما يصدر عن القيادة في المملكة التي كانت أمس بالذات ترد على الإدعاءات الاسرائيلية الفارغة، إذ أعلنت الرياض بلسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان ان الاسرائيليين غير مرحب بهم في المملكة، بعدما أعلنت تل أبيب رسمياً انها سمحت لمواطنيها بزيارة المملكة في محاولة خبيثة للإيحاء وكأنّ هناك تفاهماً بين البلدين، فجاء الرد السعودي حاسماً ليضع النقط على الحروف، وليستفيد من المناسبة، عشية صفقة القرن المتوقع أن يتحدث عنها اليوم الرئيس الاميركي دونالد ترامب… فشددت السعودية على رغبتها في السلام، ولكن ليس أي سلام، إنما ذلك القائم على العدالة في الأزمة والصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل… وقبل ذلك لن يكون من انخراط لإسرائيل في محيطها.
"الجمهورية": الإنهيار سيتكفّل بالتوطين: شُكراً لفسادكم!
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": الإنهيار سيتكفّل بالتوطين: شُكراً لفسادكم!
اليوم، وصل حَبْل الكذب إلى نهايته. وفيما دخل لبنان في الانهيار، يتمادى أركان السلطة في نهجهم. وفيما قدّمت انتفاضة 17 تشرين الأول فرصة ثمينة للتغيير، يمضي هؤلاء في المخادعة ويُصرّون على إغراق البلد. يواجه لبنان 3 تحديات يعجز فيها عن قول كلمة لا، وهي: 1- النزاع الأميركي - الإيراني وانخراط لبنان فيه. 2- النزاع الدولي - الإقليمي على مخزونات الغاز والنفط في المتوسط. 3- تداعيات صفقة القرن سياسياً، ولكن أيضاً في ملف النازحين الفلسطينيين. مع إعلان صفقة القرن، سيواجه لبنان تحديات حقيقية، وخصوصاً في ملفات الغاز والحدود البحرية والبرية مع إسرائيل وسوريا والتسوية السياسية والنازحين الذين تقدِّرهم الأونروا بأكثر من نصف مليون، فيما حصَرَهم تقرير دائرتَي الإحصاء اللبنانية والفلسطينية عام 2017، بـ174 ألفاً. وهذا الاختلاف يعيد إلى الأذهان ما قالته في القدس المبعوثة الأميركية السابقة إلى الأمم المتحدة نيكي هيلي، في حزيران، ومفاده أنّ لدى واشنطن إحصاءها الخاص لعدد اللاجئين الفلسطينيين. وأنّ العدد الفعلي سرّي، ويعمل عدد من الأشخاص لرفع هذه السريّة. لقد آن الأوان ليعرف الجميع أنّ الفساد البلدي شَكّل مصلحة أساسية لإضعاف لبنان في مواجهة التحديات الخارجية الخَطرة. وعلى المستفيدين من انهيار لبنان أن يشكروا طبقة الفاسدين على هذه الخدمة التاريخية، سواء أدّوها قصداً أو بغير قصدٍ منهم.
لودريان: الكرة في الملعب اللبناني
أضاءت الصحف على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان عن لبنان، حيث أكد "ان الكرة الان في الملعب اللبناني، ويجب ان تتخذ الحكومة اللبنانية التدابير الضرورية لابقاء لبنان على قيد الحياة لان الوضع صعب للغاية".
وقال خلال احتفال بحلول السنة الجديدة أمام الصحافة الديبلوماسية والاجنبية:
• سنتخذ موقفاً من الحكومة بعد اعلان بيانها الوزاري.
• حددنا عددا من المطالب الضرورية لتوفير الدعم ويعود الى السلطات اللبنانية ان تبرهن لنا انها جاهزة لتنفيذ هذه المطالب.
• وضعنا على الطاولة كل ما يمكننا ان نقدمه ويعود الى السلطات اللبنانية ان تبرهن انها جاهزة للقيام بهذه الاصلاحات.
• يجب ان تحصل الحكومة على ثقة مجلس النواب، وان تضع جميع الوسائل قيد التنفيذ واتخاذ التدابير الضرورية من اجل ابقاء لبنان تقريبا على قيد الحياة، لان الوضع صعب للغاية
• نظمنا في باريس مؤتمرين مهمين للبنان (سيدر ومجموعة الدعم) وجميع اللبنانيين يعلمون ذلك، وقد جمعا العديد من اللاعبين ومنهم الاجتماع الاخير في ١١ كانون الاول الماضي.
• وعما اذا كانت الحكومة اللبنانية هي حكومة "حزب الله"؟ قال: "لا أريد اصدار حكم حول تشكيل الحكومة اللبنانية... ما الاحظه ان السيد حسان دياب تمكن من تشكيل حكومة، وسيدلي بتصريح خلال الايام المقبلة وعندها ساتمكن من معرفة نياته".
"الشرق الاوسط": رسائل فرنسية للسلطات اللبنانية: الكرة في ملعبكم وعليكم تحمل مسؤولياتكم
كتب ميشال أبونجم في "الشرق الاوسط": رسائل فرنسية للسلطات اللبنانية: الكرة في ملعبكم وعليكم تحمل مسؤولياتكم
مرة أخرى، تقرع باريس ناقوس الخطر بالنسبة للوضع اللبناني وتحث المسؤولين على تحمل مسؤولياتهم وتذكّرهم بما يتعين عليهم القيام به في حال رغبوا في الحصول على الدعم الخارجي. وتتمثل الرسالة الأولى في إظهار أن باريس مستعدة للتعامل مع حكومة حسان دياب رغم الظروف التي أحاطت أولاً بتكليفه تشكيل الوزارة ثم تأليفها. وبرز ذلك في رفض وزير الخارجية جان إيف لو دريان توصيف حكومة دياب واعتبارها حكومة حزب الله. ولدى سؤاله عن ذلك، رد بقوله: لا يعود لي إطلاق أحكام على الحكومة وننتظر البيان الوزاري. وتشير مصادر رسمية فرنسية سبق أن تحدثت إليها "الشرق الأوسط"، بعد تشكيل الحكومة، إلى رغبة باريس وحرصها على الخروج من حالة الفراغ المؤسساتي الذي نتج عن استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، واعتبارها أن الأوضاع في لبنان تحتاج لوجود سلطات مسؤولة رغم وعيها بالقيود التي تتحكم بممارستها وأدائها. وأخيراً، فإن باريس ترى أن الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان يتطلب وجود حكومة تتخذ القرارات المطلوبة وتوقف الانحدار إلى الهاوية. وتتمثل الرسالة الثانية في إفهام الحكومة اللبنانية أن الموقف المتساهل لباريس ومعها مجموعة الدعم للبنان التي عقدت اجتماعين في فرنسا بناء على طلبها وآخرهما في 11 (كانون الأول) الماضي، لا يعني أبداً منح الحكومة الجديدة أو العهد شيكاً على بياض. وقال لو دريان في هذا الإطار: الكرة الآن في ملعب اللبنانيين وعلى الحكومة اتخاذ الإجراءات التي نصّ عليها اجتماع باريس لدعم لبنان. وتبقى الرسالة الثالثة وعنوانها أنه يتعين على المسؤولين اللبنانيين ألا يتهربوا من مسؤولياتهم وأن يكونوا حاضرين في الاستجابة لما هو مطلوب منهم إذا أرادوا حقيقة أن ينقذوا بلدهم مما آل إليه. بيد أن مصادر فرنسية تبدو متشككة لجهة ما سيصدر عن الطبقة السياسية التي تحملها مسؤولية ما وصل إليه الوضع، لكنها مضطرة للتعامل معها بحكم الأمر الواقع وبالنظر للاعتبارات المشار إليها سابقاً. والسؤال المطروح فرنسياً: هل ستنجح هذه الطبقة في أن تضع حداً لسير البلاد نحو الهاوية؟ أم أن تجذّر الممارسات غير المسؤولة والاعتبارات الداخلية والخارجية سيمنعانها من أن تواجه لحظة الحقيقة التي لم يعد هناك مفر من مواجهتها؟.
"النهار": ثلاث فيديراليّات شرق أوسطيّة بين واشنطن وموسكو
كتب سركيس نعوم في "النهار": ثلاث فيديراليّات شرق أوسطيّة بين واشنطن وموسكو
تُرجِّح جهات سياسيّة محليّة وباحثون جدّيّون في عدد من مراكز البحوث الأميركيّة أن تكون الفيديراليّة هي النظام الجديد في الجمهوريّة اللبنانيّة بعد اقتراب منطقة شرقي المتوسّط وقلب المنطقة من نهاية الحروب المتنوَّعة التي تعيش في الداخل ومع الخارج.. والدافع إلى الفيديراليّة قد يكون بل هو، وبعد الحروب الأهليّة وغير الأهليّة التي عصفت بشعبه الذي تصرَّف على أنّه شعوب، الفشل في تطبيق "اتفاق الطائف" (1989) الذي تعمّده اللبنانيّون إجمالاً، والذي حرّضتهم عليه الجهة الإقليميّة التي كلّفها العرب والمجتمع الدولي رعاية تطبيقه وبدقّة. أمّا الجهة الدوليّة التي ستكون عرّابة فيديراليّة لبنان فهي الولايات المتّحدة. وأسباب ذلك كثيرة منها أنّه كان دائماً، وحتّى قبل إعلان لبنان الكبير عام 1920 ثمّ دولته المُستقلّة عام 1943، تحت النفوذ الغربي الذي بدأ فرنسيّاً ثم انتهى أميركيّاً. طبعاً أيضاً تحاول روسيا حاليّاً تأسيس نفوذ جديد مُهمّ لها في لبنان بعدما أضافت إلى أدوارها واحداً جديداً مع بوتين هو حماية المسيحيّين في المنطقة، وربّما تنجح جزئيّاً في ذلك. لكن من يرى "تطوير" قاعدة حامات العسكريّة اللبنانيّة التي تستفيد منها قوّات أميركيّة، ثم بناء ما يُقال أنّه أضخم سفارة أميركيّة في الشرق الأوسط في لبنان، يستبعد تخلّي واشنطن عن لبنان للروس أو لغيرهم. لكن هل من يضمن ذلك؟
"النهار": لبنان يواجه الخسائر الصعبة إمّا استقرار أمني وإمّا استقرار اقتصادي؟
كتب اميل خوري في "النهار": لبنان يواجه الخسائر الصعبة إمّا استقرار أمني وإمّا استقرار اقتصادي؟
على أميركا ومن معها إذا كانت تقدّر ظروف لبنان وتركيبته السياسيّة والمذهبيّة الدقيقة والحسّاسة فلا يجب أن تخضع حصوله على الأموال المُخصّصة له في مؤتمر "سيدر" إلّا لشرط تنفيذ الإصلاحات التي لا خلاف عليها بين القوى السياسية الأساسيّة. أما إخضاعه لشرط التزام "حزب الله" تحديداً سياسة النأي بالنفس، كي لا يأخذ لبنان إلى المحور الإيراني ومن معه، وأن يجعل الحزب يضع سلاحه في كنف الدولة بموجب استراتيجية دفاعيّة تُنظّم ذلك فإنّه يصعب على أي حكومة في لبنان استجابة ذلك لأنّها ستجد نفسها بين خيارين صعبين: إمّا أن يظل لبنان يحظى بالاستقرار السياسي والأمني إذا بقي التفاهم مع "حزب الله" وإمّا أن يخسر هذا الاستقرار ويربح النهوض باقتصاده اذا اختلف معه، وقد يكون من الصعب فصل الاستقرار السياسي والأمني عن الاستقرار الاقتصادي والمالي. إنّ هذا الوضع المُعقّد يجعل بعض المراقبين يستبعدون حصول تغيير في سياسة لبنان ما دام "حزب الله" شريكاً ومشاركاً في أي حكومة لتكون حكومة "وحدة وطنيّة" وإن بالاسم ولكي يكون له رأي في أي قرار يتخذه مجلس الوزراء. إن استمرار "الستاتيكو" في لبنان أي استقرار سياسي وأمني واقتصادي ومالي رهن تسوية أو إنهاء الصراع الأميركي – الإيراني لأن استمراره يضع لبنان أمام الخيارات الصعبة، ولكل خيار سلبيّاته وإيجابيّاته. لذلك فليس المهم الاتفاق على تشكيل حكومة أيّاً يكن شكلها وهويّتها إنّما ما يهم هو الاتفاق مع "حزب الله" وإيران وهو أمر صعب ما دام الصراع قائماً بين أميركا وإيران والخلاف مع "حزب الله" وإيران بما يؤثّر على الاستقرار الأمني وربما السياسي أيضاً، علماً أنّه لا يمكن الفصل بين هذين الاستقرارين، فهل بات على لبنان انتظار مصير الصراع الأميركي – الإيراني ليعرف مصيره؟
"النهار": الهجوم المُتدرّج على برّي من قوى مُمانعة لقطع التواصل مع المعارضة؟
كتب مجد بو مجاهد في "النهار": الهجوم المُتدرّج على برّي من قوى مُمانعة لقطع التواصل مع المعارضة؟
لماذا هذا الضغط الممارَس على برّي ممّن يتوجّب اعتبارهم حلفاء المحور الواحد؟ أحد المقرّبين الوثيقين من رئيس المجلس، قال في أحد المجالس إن ما يحصل هو عبارة عن مخطّط مُمنهج وغير بريء، وأن برّي يعي تماماً ما يحصل، والهدف استهداف من هو صلة الوصل بين القوى السياسية جمعاء في البلاد وقطع هذه الصلة مع قوى المعارضة والعالمين العربي والغربي. الى ذلك، تؤكّد مصادر حركة "أمل" لـ"النهار" أن "ما يهمّنا هو عدم الوقوع في الفراغ وانتظام العمل المؤسّساتي في البلاد والخروج من الأزمة الاقتصادية بأقل الخسائر، وخلال العمل على لمّ الشمل سيتضرّر البعض فيعمد الى استهداف الفريق الذي يحاول جمع الشمل. البعض لا مصلحة له في هذا المنطق لأنّه لن يكون له أي دور بل إنه يعيش على التناقضات والتفرقة، ما يدفعه الى الاصطياد بالماء العكر، لكن ذلك لن يؤثّر والأمور تسير بأقلّ الخسائر الممكنة"، مضيفةً أن "برّي كان ينادي بالسين - سين لأنه يعلم أن هناك مصالح اقليمية وتقاطعات يمكن أن تؤثّر في تطوّر الحياة السياسية في لبنان، ومن هنا يحاول أن يكون محطّة للالتقاء، ومن هنا ينادي بضرورة الحوار العربي - الايراني". أبعد من ذلك، ثمة علامات استفهام جليّة مرسومة حول مدى توريط برّي وزجّ اسمه في غزوات ساحة الشهداء وجسر الرينغ وتكسير واجهات المصارف، خصوصاً أن شخصيات في الحراك مواكبة للتحركات على الأرض، كانت تساءلت أكثر من مرّة حول هويّة هؤلاء ونسبت انتماءهم الى "سرايا المقاومة" وموالين لـ"حزب الله" وليس لحركة "أمل"، بعدما استطاعوا أن يتوغّلوا في صفوف قوى الانتفاضة ونصبوا خيمهم في الساحات واعتدوا على خيم تخالفهم الرؤية والرأي. من جهتها، ترى قوى سياسية من مدرسة محور 14 آذار ومواكبة للمشهد عن بعد أن الصراع القائم قد يكون تحت عنوان "رئاسة مجلس النواب"، ولا يعنيها الا من باب المتابعة، ويدلّ على أن القوى المدّعية القدرة على التماسك والوحدة يمكن أن تبدأ بعملية انشقاق قد تنتهي بما هو أخطر مما هي عليه اليوم، وأن التجربة اللبنانية تؤكّد أن لا حلّ لجماعة بمعزل عن الآخرين. وعليه، إلى أين سيتدرّج الهجوم على رئيس المجلس، وهل من شأن خلط الأوراق القائم أن ينتج اصطفافات
"النهار": الانتخابات المبكرة... هل تكون الفيصل بين السلطة والحراك؟
كتب رضوان عقيل في "النهار": الانتخابات المبكرة... هل تكون الفيصل بين السلطة والحراك؟
ثمة نقطة اساسية لا تغيب عن أجندات الجهات السياسية، شأنها شأن قوى الحراك، وهي اجراء انتخابات نيابية مبكرة، اي بمعنى تقصير ولاية المجلس الحالي، تلك الامنية التي يعمل على تحقيقها حزب الكتائب ظناً من رئيس كتلتها (3 نواب) النائب سامي الجميل انه يمكنه رفع عدد نوابه والاستفادة من مناخات معادية للسلطة بعد الحراك. وصدرت اكثر من اشارة من الرئيس سعد الحريري الى انه لا يعترض على هذه الخطوة في حال الإقدام عليها، وهي أيضا محل درس عند "القوات اللبنانية" التي لا تخفي انفتاحها على هذا الطرح الذي اشار اليه قائدها سمير جعجع اذا كان يشكل مخرجاً من الازمة الوطنية. ولم تناقش مسألة الاستقالة من المجلس ومجاراة حزب الكتائب في هذا الطرح منعاً من القفز في المجهول، لكنها تؤيد في حال تم توافق الكتل على تقصير ولاية المجلس مع الابقاء على القانون الحالي، وهذا ما يتفق عليه مع تكتل "لبنان القوي" برئاسة النائب جبران باسيل. ولم يصدرعن "أمل" و"حزب الله" اي موقف في هذا الموضوع. واذا كان بت قانون الانتخاب في ايدي الكتل النيابية، فإن ناشطين في الحراك يحضّرون مشروع قانون يقوم على تطبيق النسبية وجعل لبنان دائرة واحدة شرط ان يرافق الانتخابات النيابية انتخاب مجلس للشيوخ الذي تحدث عنه الدستور. وثمة جهات تتحدى سامي الجميل هنا وتدعوه الى استقالة نوابه الثلاثة واجباره السلطة بعد مرور شهرين على هذا الامر على اجراء انتخابات فرعية في المتن والاشرفية لاثبات حضوره من جديد ومعرفة ما اذا كان قادراً على رفع ارقام الاصوات التي نالها حزبه في الانتخابات الاخيرة. وتعلق شخصية هنا انه في حال إقدام نواب "القوات" والكتائب على الاستقالة فقد "يخرب البلد"، وان مثل هذا الاستحقاق يتم في موعده وسط ظروف طبيعية مع طرح اسئلة انه في حال حصول انتخابات مبكرة، فإن طريقها لن تكون معبدة بالورود امام "تيار المستقبل" نظرا الى اعتراضات يواجهها داخل الشارع السنّي واتساع شعاعها واستفادة الحراك منها. ولن تكون رحلة العونيين سهلة ايضاً نظراً الى تراجعات في بيئتهم وخسارتهم المتوقعة من الاصوات السنية التي يمون عليها " التيار الازرق" في اكثر من دائرة والتي جيَّر قسماً منها للعونيين في الانتخابات الاخيرة
"النهار": الجمهوريّة السائبة!
كتب الياس الديري في "النهار": الجمهوريّة السائبة!
لا تزال الجمهوريَّة سائبة، في نظر ورأي الزملاء والشعراء والمسرحيّين.. هنا قال كبير الحاضرين، لنقترب من الممكن قليلاً، ونبتعد عن واقع الحال مسافة فرسخ: لبنان مظلوم منذ كانت "إجازة الاستقلال"، ومنذ كانت الإجابة الفرنسيَّة لمطالب وشروط البطريرك الماروني الياس الحويّك، ارتقى لبنان إلى مرتبات إضافيَّة. غير أنّها جميعها تصبُّ في نبع المصالح الشخصيّة، لا في جرن مصلحة الوطن. لا تندهي، لا تبحثي ما في حدا. لبنان لا يزال منذ ذلك اليوم في حاجة إلى دولة حقيقيّة، دولة لجميع اللبنانيّين وجميع الطوائف. وإلى مؤسَّسات حقيقيَّة على غرار ما حقّقه الرئيس فؤاد شهاب يوم أدخل النظام والقوانين إلى حيث يتساوى الكبار والصغار، كما الأغنياء والفقراء في السرّاء والضرّاء. ولكن، ماذا تستطيع أن تفعل، حين يريد رئيس الدولة أن تكون العائلة هي الجمهوريّة والدولة. قد يكون ذلك حصل، أو يحصل أحياناً من غير أن يُلاحظ المرجع الكبير، إلّا أنّ التجارب السابقة واللّاحقة قالت إنّه يلحظ، ولكن نادراً ما غيَّرت الملاحظة ممّا كُتِب. نتيجة التأمُّل والتمعُّن في ما يحصل اليوم، وما حصل سابقاً، وما سيحصل لاحقاً، وبعد ثمانين عاماً من الاستقلال ومئة عام من رسم الخريطة الكبرى التي لم تُعجب البطريرك الحويك كونها تمدّد مساحة لبنان على ثلاثة وثلاثين ألف كيلومتر مربَّع، إنّما شمالاً. فكان أن غضب ورفض، واضطرّ جورج كليمنصو إلى ان يستجيب معه فشطب ثلثي لبنان الخريطة الكبرى، وأهدى إليه ما أراد. حتّى الساعة، وحتّى الغد، وحتّى بعد زمن، سيبقى هذا اللبنان مُشتهياً أن يكون وطناً مُرتكزاً على شعب واحد، ونظام ودولة واحدة، ودستور واحد، وقوانين موحَّدة...
"الجمهورية": قمّة مسيحية في بكركي اليوم
أشارت "الجمهورية" إلى أن الصورة الداخلية ما زالت على اهتزازها سياسياً واقتصادياً، وهذا الوضع سيكون بنداً في جدول أعمال القمة الروحية المسيحية التي ستعقد في بكركي اليوم بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي من المقرر أن يغادر الى روما منتصف الاسبوع المقبل في زيارة يلتقي خلالها قداسة البابا فرنسيس.
"نداء الوطن": "دمج المصارف" على نار حامية
أكدت مصادر مصرفية لـ"نداء الوطن" أنّ التحضيرات والدراسات الخاصة بعمليات الدمج والإستحواذ في القطاع جارية "على نار حامية" في الجسم المصرفي الذي يضمّ نحو 65 مصرفاً وفرعاً في لبنان، موضحةً أنه وأمام الإنهيار الاقتصادي الذي يحكم الخناق المالي على الدولار والليرة بات "الدمج أو الإستحواذ حاجة ملحّة لأسباب عدة: أولاً لزيادة رأس مال المصارف التي لم ترفع رأسمالها لغاية اليوم استجابةً لتعميم "المركزي" الذي فرض على المساهمين في المصارف زيادة رأس المال بنسبة 20%.، وثانياً لأنّ هذا العدد من المصارف يُعتبر كبيراُ نسبة الى حجم السوق اللبنانية، وثالثاً لتمتين وضعية المصارف الصغيرة وتفادي الهزّات والمزيد من الخفض للتصنيفات العالمية للبنان ولمصارفه".
وكشفت المصادر أنّ صفقات عديدة يتم التحضير لها "بسرية تامة" ومن بينها على سبيل المثال صفقة شراء يتردد أنها بلغت مراحل متقدمة وفق المعطيات المتاحة وهي تتمحور حول إمكانية شراء "سيدروس بنك" على أنّ المصرف المستحوذ لا يزال غير محسوم بعد بين "فرنسبنك" أو "البنك اللبناني الفرنسي" أو "بنك لبنان والمهجر". علماً أنّ مصادر رسمية في مصرف لبنان أكدت لـ"نداء الوطن" أنّ أي منحى رسمي لم يتخذه بعد ملف "الدمج والاستحواذ"، مشددةً على أنّ "المصرف المركزي لم يتلقَّ حتى اليوم أي طلب رسمي من هذا القبيل، ولا تزال كل الأمور المتعلقة بهذا الملف قيد الدراسة والبحث".
"الشرق الاوسط": محاصرة المحتجين للمعابر تدفع النواب للعبور سراً إلى البرلمان
كتب يوسف دياب في "الشرق الاوسط": محاصرة المحتجين للمعابر تدفع النواب للعبور سراً إلى البرلمان
يتخوّف المحتجون من اعتماد القوّة وسياسة القمع من قبل الحكومة الجديدة، حيال تحركاتهم. إلا أن مصدراً أمنياً نفى استخدام القوّة والعنف مع المتظاهرين بهدف وأد الانتفاضة الشعبية. وأكد المصدر لـ"الشرق الأوسط" أن العناصر الأمنية نفّذت مهمتها بنجاح في حفظ الأمن وتمكين النواب من الوصول إلى مقرّ المجلس. وقال: ما زلنا ملتزمين بتعليمات وزير الداخلية (محمد فهمي) والمدير العام لقوى الأمن الداخلي (اللواء عماد عثمان)، الرامية إلى حماية المتظاهرين السلميين، وفي نفس الوقت منع أي محاولة للعبث بالأمن والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. وأشار المصدر إلى أن الإصابات التي وقعت في صفوف المحتجين (أمس) حصلت خلال عمليات التدافع وليس نتيجة اعتداء أو ضرب متعمّد لهم، لافتاً إلى إصابة بعض عناصر الأمن جراء رشقهم بالحجارة والعوائق الحديدية. واعتبر الناشط في الحراك الشعبي الدكتور مكرم رباح أن مشكلة لبنان ليست فقط اقتصادية ومالية، بل في السقوط السياسي الذي أوصل البلد إلى الإفلاس. وقال لـ"الشرق الأوسط" إنه لا خوف على الثورة رغم القمع الذي تتعرّض له. واعترف ضمناً بأن كثيرين انكفأوا وغادروا ساحات الثورة، جرّاء الهجوم المضاد عليهم من مناصري حزب الله وحلفائه، إلا أنه رأى أن المواجهة مع المنظومة الفاسدة ليست في الساحات فحسب، بل في المجتمع ككل وحتى في البيوت، والثورة مستمرة حتى تحقيق أهدافها.
"الشرق الاوسط": مخاوف من السرقة والفوضى مع تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية
كتبت بولا أسطيح في "الشرق الاوسط": مخاوف من السرقة والفوضى مع تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية
يكشف مصدر أمني عن ارتفاع جرائم السرقة من 1391 في عام 2018 إلى 1573 في عام 2019، لافتاً في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أن عدد جرائم القتل لم يتغير كثيراً؛ بحيث كان 101 وانخفض إلى 96 جريمة، مضيفاً: أما حالات الانتحار فارتفعت في عام 2019 إلى 169 بعدما سُجلت عام 2018، 155 حالة. وسجلت أسعار البضائع في المحال التجارية أرقاماً قياسية شملت مواد غذائية رئيسية كالمعلبات التي تبتاعها عادة العائلات بهدف التوفير. إذ بلغ سعر أحد الأصناف 4 آلاف ليرة لبنانية (نحو دولارين أميركيين بحسب سعر الصرف في الأسواق)، بعدما كان سعره قبل شهر 2500 ليرة لبنانية. كذلك لامست أسعار بعض الفواكه والخضار مستويات غير مسبوقة، إذ بلغ الأسبوع الماضي سعر كيلو البرتقال 5 آلاف ليرة، أي ما يفوق دولارين ونصف الدولار بعدما كان أقل من دولار واحد. ويشير إلياس (44 عاماً) إلى أنه كان يخصص أسبوعياً مبلغ مائة ألف ليرة لبنانية لشراء المواد الأساسية للمنزل، لافتاً لـ"الشرق الأوسط" إلى أن المبلغ الذي صار يحتاجه اليوم بات مضاعفاً مع الارتفاع الجنوني في الأسعار من دون حسيب أو رقيب.
وتؤكد مصادر وزارة الاقتصاد أنها تكثف من دورياتها وحملاتها لملاحقة من يرفعون الأسعار بشكل عشوائي ومن دون التقيد بهامش الأرباح التي يحددها القانون، وإن كان العدد الضئيل من المفتشين يجعل مهمتنا صعبة وبطيئة بعض الشيء، لافتة في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى توجه للبحث مع حاكم مصرف لبنان بدعم مواد غذائية رئيسية ارتفعت أسعارها نتيجة ارتفاع سعر الدولار في السوق. وبحسب الباحث في الشركة الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، فإن القدرة الشرائية لكل من يتقاضى أجره بالليرة اللبنانية، وهؤلاء يشكلون 80 في المائة من اللبنانيين، تراجعت بنسبة 30 في المائة بفعل ارتفاع الأسعار، لافتاً في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أن عدد الذين صرفوا من وظائفهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية يُقدر بالآلاف، منبهاً إلى تعاظم هذه الأعداد في الأشهر المقبلة في حال عدم التوصل إلى حلول، بحيث قد تصل نسبة البطالة إلى 40 في المائة، ما يهدد بحصول كارثة اجتماعية.
أسرار وكواليس
عُلم أنّ حزباً وسطياً أقام خلية أزمة اجتماعية معيشية في كل مناطق نفوذه وثمة استنفار ولقاءات مفتوحة تقضي بتأمين مساعدات للمناصرين والناس لعدم خروج الأمور عن نصابها وخوفاً من ثورة اجتماعية غير محسوبة.
علم أن أحد وزراء الحكومة وهو استاذ متفرغ في الجامعة اللبنانية لا يزال يحتفظ بالمواد المسندة إليه وبرئاسته لأحد الاقسام الاكاديمية في كلية تفرغه في زحلة لانه قد استشرف قصر عُمر الحكومة.
يقول مصدر في ديوان المحاسبة ان التدقيق في الحسابات المالية للدولة يتأخر بسبب النقص في المدققين والمراقبين وان انجاز العمل المتأخر يحتاج الى نحو سنة ونصف السنة لإنجازه.
نُقل عن مرجع قضائي سابق قوله إن انتقال رئيس الحكومة الى الجناح العائلي في السراي قبل نيله الثقة مخالف للدستور ولا تبرره سوى الظروف الأمنية.
إستغربت أوساط في المعارضة اعتبار إحدى الكتل النيابية أن جلسة الموازنة غير دستورية بعد حضور أعضائها الى الجلسة لتوفير النصاب.
سخر مرجع قانوني من إعتبار أحد المسؤولين الحكوميين أن برنامج الحكومة يكمن في بيانها الوزاري وليس في موازنتها.
دار جدال واسع داخل فريق مسؤول سابق، حول أيِّ الخيارات أفضل، سعياً وراء وقف الخسائر السياسية..
فوجئت أوساط نيابية بسرعة إنقلاب حزب يميني، من المشاركة في جلسة الموازنة إلى عدم المشاركة!
توقع مصدر مصرفي مرحلة استقرار طفيفة، قبل عودة الدولار إلى الجنون، على إيقاع تطورات قد تكون سلبية في المنطقة.
قالت مصادر مواكبة إن تسمية وزيرة الدفاع جاءت في اللحظة الأخيرة بدلاً من تعيين زوجها جواد عدرا الذي طُرح وزيراً بعدما كان اسمه قيد التداول كرئيس للحكومة.
تواجه كتلة نيابية "نصف معارِضة" إنقساماً كبيراً في صفوف أعضائها بين نواب مع التهدئة وآخرين يريدون الإنتقال إلى المعارضة الكاملة.
عُلم أن جهاد الصمد حاول تسمية عبد المنعم يوسف في وزارة الاتصالات فجاء الرفض سريعاً.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.