8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

التحولات العربية تسابق الدورة الـ 135 وقمة بغداد

تطرح الأوضاع السائدة في بعض الدول العربية من احتجاجات شعبية ومحاولات لإسقاط الأنظمة نفسها بقوة على أعمال الدورة 135 العادية لجامعة الدول العربية التي ستنعقد في 2 و3 آذار المقبل في مبنى الجامعة في القاهرة، وتسبقها اجتماعات تحضيرية يومي 28 شباط والأول من آذار، على مستوى المندوبين الدائمين.
في الأساس يفترض بأي اجتماع عربي أن يعالج وضعاً عربياً ناشئاً أو يضع آلية للتعامل معه. انما في مثل هذه الأوضاع، تستبعد مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، أن تبادر الجامعة الى اتخاذ موقف جذري حيال ما يحصل اذ إن المشاورات لا تزال قائمة بين المسؤولين العرب حول ما يمكن أن تخرج به الدورة من موقف، وسط ارباك كبير، لا سيما وأن هناك علامات استفهام مطروحة أهمها، هل يحق للدول العربية في اطار الجامعة أن توجه اللوم الى دولة ما أو نظام ما، أو ان تأخذ اجراءات في حقها أو حقه بناء على ما يشكل مصدر ثورة الشعوب؟ وهل من المناسب أن تحصل اشكالية بين الجامعة ورئيس أي دولة أو الملك فيها قبل ان يُعرف مصيره؟ أم انه كان من الأفضل أن يتم ارجاء عقد الدورة، وبالتالي عقد القمة العربية التي ستنعقد في بغداد في 29 آذار المقبل، والتي تشكل الدورة 135 الخطوة الأساسية التحضيرية لجدول أعمالها؟.
ثمة آراء عربية كانت وراء السعي الى التأجيل، تلافياً لإحراجات تواجه هذين الاستحقاقين العربيين، اللذين بدورهما قد لا يكونان قادرين على التعامل مع الوضع الناشئ، مع الاشارة الى أنه اذا لم يتم تأجيل الدورة في اللحظة الأخيرة، فإنها ستصدر بيانها الذي سيتضمن موقفاً حيال التطورات، تتوقع المصادر أن يكون شكلياً. مع ان الأمانة العامة للجامعة آثرت احترام مواعيد الاجتماعات العربية ومضامينها وخصوصاً انها واضحة في جدول أعمالها.
كما أن من بين التساؤلات المطروحة، هل يمكن اتخاذ موقف مع الشعوب بالكامل، وهناك أنظمة لم تحصل فيها بعد حركات تحررية ويعتري حكامها الخوف، من عدوى تنتشر بحسب ما هو متوقع في أرجاء المنطقة؟. ومن المتوقع أيضاً ألا تكون الجامعة العربية في منأى عن الانتقاد الشعبي لنمط الجامعة وطريقة تحركها، على الرغم من مواقف أمينها العام عمرو موسى الذي يدعو الى تقبل نزعة الشعوب.
إذاً سيلقي الوضع العربي الناشئ بثقله على اجتماعات الدورة 135، على الرغم من أنه ليس بنداً مدرجاً على جدول الأعمال الذي يصل عدد بنوده الى 25 في الأساس، وتمت اضافة 7 بنود لاحقاً. وليس واضحاً في الشكل مستوى التمثيل العربي في الدورة ولا عدد وزراء الخارجية الذين سيشاركون، في ضوء ان نحو ثلث الدول العربية لديها مشكلات حالياً واحتجاجات وثورات أو تحركات، والبعض شكّل حكومات موقتة لتصريف الأعمال، والبعض لم يعد له حكام، أو أن حكامه في خطر. وفي لبنان هناك حكومة تصريف أعمال، ورئيس مكلف تشكيل حكومة جديدة لا يزال يواجه عقبات أساسية في عملية التشكيل.
وتبعاً لذلك، تنعقد الدورة، وعلى الرغم ممن سيشارك تمثيلاً لبلاده، فإن هناك افتقاراً لموقف واضح من بلاده وراءه يتمسك به. ما يعني انه لن يتضح من الدورة أي شيء جوهري حيال تطور الموقف العربي، انتظاراً لاتضاح صورة الأنظمة والمشهد السياسي الذي سيحكم الوضع. وهذا قد ينسحب على القمة العربية، التي تبقى حتى الآن في موعدها، من دون اتضاح صورة مرجعية القرار فيها والدول المحورية والتوجه السياسي لدى الدول. فلا يمكن الخروج بمواقف ضد الشعوب، ولا يمكن لوم الأنظمة. والمنطقة كلها تبدو على كف عفريت، والاتجاه الغالب هو للتحولات ومن الآن وحتى نهاية شهر أيار المقبل ستتضح صورة الوضع العربي الجديد. ويفترض ان تضع الدورة 135 للجامعة جدول أعمال القمة، حيث سيتضح بعد انتهائها ما اذا سيكون الوضع الناشئ على جدول أعمالها، ولا سيما ان موعد القمة بعد نحو شهر من الآن، وهذه مرحلة قد تستجد فيها معطيات اضافية، وأي خروج لحكام آخرين من السلطة غير الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس التونسي زين العابدين بن علي سيؤثر في القمة من حيث الشكل والانعقاد ومن حيث المضمون، لناحية مرجعيات الثقل في القرار العربي.
وتشير المصادر الى أن الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية ستتم في مقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة. ففي 23 آذار ينعقد اجتماع المسؤولين الكبار التحضيري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي. كما ينعقد في اليوم نفسه اجتماع المندوبين الدائمين والمسؤولين الذي يرفع الى وزراء الخارجية مشروع اعلان بغداد. في حين ينعقد في 24 منه اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة العربية.
ثم ينعقد في بغداد في 28 آذار اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة الذي يجوجل مشروع مقررات القمة ويرفع اعلان بغداد الى القادة العرب الذين يجتمعون وليوم واحد في 29 آذار في بغداد.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00