8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

عوامل متعددة ساهمت في جمود التحركات والمستفيد واحد

ثمة ارتياح ازاء أن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لم يُريدا الاعتراف بأنهما لم يتمكنا من تحقيق أي اختراق لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، الأمر الذي يضع البلاد أمام مخاطر عديدة. في حين لا يزال الموقف الذي أدلى به وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حول رفع يد المملكة عن وساطتها مع سوريا حول لبنان يلقي بثقله على تطور الموقف.
لكن ما يثير القلق، بحسب مصادر ديبلوماسية بارزة، ان مؤتمر مجموعة الاتصال حول لبنان الذي تقترحه فرنسا، لا يعتبر حتى الساعة في طور الانطلاق، وإذا لم يستجد ما ينقذ الموقف، فإن هناك خطورة على المستويين السياسي والأمني، لانسداد الأفق.
وتشير المصادر الى انه إذا تم ترك الأمور فيعني أن ذلك سيكون هدف الأفرقاء الذين لا يتعاونون مع المساعي والمبادرات، والذين يريدون ان يصل لبنان الى مراحل خطرة. وما يتم استنتاجه ان عوامل متنوعة تقف وراء جمود التحركات والمستفيد واحد.
فالسعودية استناداً الى المصادر، أرادت من خلال موقف الفيصل، التعبير عن انزعاجها لا سيما من المحطات الأخيرة في طريقة أداء سوريا معها بالنسبة الى الوضع اللبناني.
وهذا الكلام جاء كردة فعل على هذا الأداء، وكان سبقه عدم تعاون سوري في سياق المسعى السعودي السوري الذي كان قائماً منذ أشهر، بحيث كان الحوار مع سوريا وحلفائها في لبنان من دون نتيجة، إذ استمر التشبث بالموقف الذي يعده فريق 14 آذار غير مقبول، مع الإشارة الى تأكيد 14 آذار أنها تضحي بمبادئها المتمسكة بها وبأحد مرتكزات الحركة الاستقلالية وهي المحكمة الخاصة بلبنان. وتزامن ذلك، مع التزام وتركيز أميركيين ودوليين على المحكمة كجزء لا يتجزأ من الشرعية الدولية، وحيث الضغط الأميركي في هذا التوجه كان قوياً ولا يزال. فكانت عناصر التسوية السعودية السورية المقترحة متباعدة، مع التفاهم على استمرار الحفاظ على الأمن والاستقرار كخط أحمر.
لكن في المقابل، هناك تساؤل مصري عما إذا كانت تركيا باتت الآن الأقوى عند العرب، الأمر الذي قد يوحي بأن تحركاً من هذا القبيل هو على حساب الدور المصري، ومن خصائص المسعى السعودي السوري الانفتاح على التحدث والتحاور، ولم يكن أحد على المستوى الديبلوماسي يقول بوجود تفاصيل واضحة.
وفرنسا التي تعتبر أنها أبلغت بانتهاء المسعى السعودي السوري في السابق، تعتقد وتركيا، ان لا جديد في موقف الفيصل. وتركيا بحسب المصادر ترى ان مسعاها مع قطر لم يتوقف بل سيستكمل على قاعدة السين سين، وهما تحتاجان الى وقت.
وفرنسا استناداً الى مصادرها، تعتبر ان المسعى السعودي السوري كان قد وصل الى مكان ما، فجاء الآن الأتراك وقطر ليستكملوه من النقطة التي وصل اليها. فرنسا تحاول ان تؤدي دوراً عبر فهم الموضوع بهذه الطريقة، أي لا تناقض تركياً قطرياً مع المحاولة السعودية. وتقوم باريس باتصالات حثيثة مع تركيا وقطر للتنسيق معهما حول نتائج تحركهما في بيروت، والنظر في ما يمكن القيام به.
وتشير أوساط ديبلوماسية فرنسية الى ان رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية التركي قد يتوجهان الى باريس في نهاية هذا الأسبوع لإجراء مشاورات مع المسؤولين الفرنسيين لا سيما مع وزيرة الخارجية ميشال اليو ماري وأحد المسؤولين في قصر الاليزيه، حول مهمتهما في لبنان، وكانت اليو ماري اتصلت بأوغلو قبيل توجهه الى دمشق للمشاركة في القمة الثلاثية. ومن الواضح ان فرنسا تحاول ايجاد حل، ولن تمانع المملكة قيامها بالسعي الى تنفيذ التفاهم السعودي السوري، أو محاولة ايجاد آلية مع هؤلاء الأطراف في هذا المسار. وأي تحرك فرنسي سيكون بالتوافق مع الولايات المتحدة.
وتعمل باريس لتمكين مجموعة الاتصال من الاجتماع نهاية هذا الشهر في فرنسا، لكنها لا تزال في طور التشاور. وبالتزامن مع طلبها الموجه الى دمشق بأن لا تعمل على تقويض الأوضاع في لبنان، وان ما يهمها هو الاستقرار، سعت مع دمشق الى تأمين قبولها الانضمام الى مجموعة الاتصال المقترحة، وقد سجل رفض سوري للانضمام في بادئ الأمر، وقد يكون موقفها الحالي تعبيراً عن استعداد للبحث في الموضوع، من دون ان تتضح النتائج بعد. إذاً تكوين مجموعة الاتصال دونه تعقيدات فضلاً عن التوقيت. فقد دعت فرنسا الأميركيين ولم تدعُ الروس. وترددت في دعوة مصر، مع دعوة السعودية، ودعت تركيا التي وافقت سريعاً، فيما دمشق لم تقبل المشاركة، وإيران غير مدعوة وهي المؤثرة في قوى 8 آذار.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00