8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

بانتظار المفاوضات النووية بين المجتمع الدولي وإيران

تتجه الأنظار إلى بدء التفاوض الدولي مع إيران مطلع الأسبوع المقبل، كون ذلك سيرتب انعكاسات على أوضاع المنطقة والملفات العالقة فيها، وبينها الوضع اللبناني الذي كلما تحسنت الظروف التي تحيط بالموضوع الدولي الإيراني كلما انعكست إيجاباً وارتياحاً عليها.
فكيف سيؤثر التفاوض على تلك المفاوضات؟
مما لا شك فيه، ان التفاوض يؤثر في أوضاع المنطقة، استناداً إلى مصادر ديبلوماسية بارزة، لكن هذا التأثير حتمي، إذا ما أدى التفاوض إلى نتيجة أو تفاهم محدد على الموضوع المطروح للنقاش وهو الملف النووي الإيراني. وإذا لم يؤدِ إلى نتيجة، كما حصل قبل عام، فإن الوضع في المنطقة سيراوح مكانه، إذ ليس بالضرورة ان تحصل حروب. انما انعدام الحل ينعكس انسداداً في الأفق السياسي مع عدم الاسقاط من الحساب، امكان ان تشهد المنطقة مراحل من الاستقرار والتهدئة. فضلاً عن أن عدم التوصل إلى نتيجة في الحوار، سيعّرض إيران مجدداً إلى استكمال مسار العقوبات الدولية المفروضة عليها التي كانت موضع أربعة قرارات صادرة عن مجلس الأمن.
وتفيد المصادر، بان كل المؤشرات التي تسبق التفاوض تدل على ان هناك صعوبة في الاتفاق بين الطرفين حول البرنامج النووي وهو البند الوحيد على جدول أعمال التفاوض.
ويعتبر هذا البند أساسياً وأي فشل سيتحقق في بحثه سيقطع الطريق على بحث ملفات أخرى، يفترض بحسب النظرة الدولية، ان يتم بحثها فور الاتفاق على هذا الموضوع. وهذه المواضيع تبحث من ضمن رزمة مواضيع في مقدمها حزب الله وحماس، والوضع الإيراني في العراق، وبالنسبة إلى دول المنطقة وملفاتها، من الأفضل لها نجاح الحوار، لأنه لن يتم إيجاد حل للمواضيع الأخرى في الرزمة إلا بالاتفاق وهو ما ترى مصادر ديبلوماسية صعوبة في التوصل إليه.
وما يقف وراء صعوبة الاتفاق، هو ان إيران تعتقد انه إذا ما تفاوضت مع المجتمع الدولي بعدما تكون قد امتلكت السلاح النووي، فان موقفها سيكون أقوى في التفاوض. لذلك فانها تتعامل مع الحوار المطروح، عبر اعطائه فرصة وأخذ الأمور بالتروي وكسب الوقت. اما الدول المفاوضة فلن تقبل بترك الأمور الإيرانية تأخذ مجراها لا في البرنامج النووي، ولا في مجال النفوذ الإيراني في المنطقة. وفي اعتقاد طهران انها لم تصل بعد إلى مرحلة تسليم كل اوراقها في المنطقة كسلاح حزب الله وحماس لأنها تريد خطوات جوهرية، في حين ان المجتمع الدولي يتجاهل دورها كما يحجم عن دعوتها إلى المشاركة في مؤتمرات حول المنطقة أو حول السلام في الشرق الأوسط. وبالتالي فان المجتمع الدولي يعتبر ان المرحلة التالية لبحث البرنامج النووي، هي بحث دور طهران في المنطقة في كل مواقعها وهناك قضايا من المتوقع بحثها مع طهران اذا نجح التفاوض، مثل دورها في الخليج حيث توجد مشكلة انعدام وجود نظام أمني فيه بعد انهيار العراق، وحيث ترغب ايران في السيطرة. والعرب لا يريدون ابعادها، انما ان يكون دورها في اطار نظام أمني، تكون الهيمنة فيه لكل الدول المشاركة وليس لإيران وحدها. ثم هناك الدور الإيراني في افريقيا، وفي دول الاتحاد السوفياتي السابق، وفي أميركا اللاتينية وغيرها. وكل ذلك يبقى للمرحلة الثانية ضمن الرزمة.
لكن اذا لم يفض التفاوض إلى نتيجة فهل تكون أوضاع المنطقة في خطر؟ لا تجزم المصادر بذلك، بل ترى ان المنطقة قد تشهد مراحل من الانفراج والاسترخاء، خصوصاً وان ما يهم ايران هو ان تُظهر للدول الغربية انها تؤدي دوراً ايجابياً وانها عامل تهدئة وحل للمشكلات وهذا ما يحصل حالياً بالنسبة إلى الوضع اللبناني حيث تلعب إيران دوراً في التهدئة. حتى انه بعد اتفاق الدوحة، وعندما شارك وزير خارجيتها منوشهر متكي في احد الاجتماعات في نيويورك، كان يتحدث هناك عن ان التدخل الايراني في اللحظة الأخيرة أدى إلى النجاح والخروج بالاتفاق بعدما كان يشارف على الفشل. وانه من أجل انجاز الاتفاق ومن أجل الاستقرار في لبنان أدت إيران دوراً بارزاً.
يهم طهران إبراز دورها في الاستقرار من دون التخلي عن الأوراق التي تمتلكها في المنطقة بما فيها لبنان. وهذا الابراز هو رسالة إلى المجتمع الدولي بأن لدى إيران قدرة على ان تستثمر نفوذها في اتجاه التهدئة والاستقرار.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00