يلتقي اليوم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس، في زيارة للعاصمة الفرنسية تلبية لدعوة من الإدارة الفرنسية، كان نقلها إليه وزير الخارجية السابق برنار كوشنير خلال زيارته الأخيرة للبنان.
وسيتم خلال الزيارة مناقشة تطورات الموقف في لبنان لأن هناك ترقباً فرنسياً ودولياً بالغاً لهذه المسألة، خصوصاً وأن فرنسا تشارك ومعنية بالاتصالات العربية والإقليمية والدولية حول الوضع اللبناني مباشرة وبصورة غير مباشرة.
المحطة الفرنسية للرئيس الحريري سيكون لها طابعها الخاص، نظراً الى العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، والاهتمام الفرنسي الاستثنائي بالوضع اللبناني ومنع التدهور، وهو ما تؤكده مصادر ديبلوماسية فرنسية بارزة، مشيرة الى أن التركيز الفرنسي خلال الزيارة يتمحور على ما يلي:
- استطلاع موقف الرئيس الحريري من الأوضاع اللبنانية في هذا التوقيت، وما تكوّن لديه من معطيات نتيجة الحركة السياسية والديبلوماسية حول لبنان وفي اتجاهه، لا سيما من خلال زيارتي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني للبنان، والزيارة التي قام بها الحريري الى طهران. ومن المهم لفرنسا الاستماع الى الحريري ومعرفة المستجدات على المستوى الإقليمي حيال الموضوع اللبناني واتجاهات الأمور. وتأتي زيارة الحريري أيضاً استكمالاً للقاءات الرسمية اللبنانية الفرنسية، والتي شملت حتى الآن لقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان نظيره الفرنسي في قمة الفرانكوفونية، والزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب نبيه بري لفرنسا أخيراً. والآن يزورها الرئيس الحريري وسيتم الاستماع الى وجهة نظره والمعطيات التي يملكها.
- إن الدعوة واللقاءات مع الحريري، والتي ستشمل الى الرئيس ساركوزي، رئيس الحكومة فرانسوا فيون الخميس، ووزيرة الخارجية ميشال إليو ماري في اليوم نفسه، تمتاز برمزيتها الكبيرة في ما تمثله من الدعم الفرنسي الكامل لرئيس الوزراء اللبناني وللحكومة اللبنانية كونها حكومة الوحدة الوطنية، ولتأكيد الدور الفرنسي في إعطاء مزيد من الزخم الدولي والخارجي الجديد في ضوء ما يحصل في لبنان لرئيس الوزراء وللحكومة اللبنانية. ويشار الى أن إليو ماري ستزور بيروت في كانون الأول المقبل.
- ستناقش الإدارة الفرنسية مع الرئيس الحريري الاتصالات التي قامت فرنسا وتقوم بها باستمرار مع الأطراف الداخليين والإقليميين كافة، حيث ستكون نتائجها محور تشاورمعه، وتقويم مشترك للأمور في ضوئها.
- ستحاول فرنسا أن تفهم من الرئيس الحريري الأوجه التي يمكنها المساعدة فيها، وما إذا كان لديه أي طلب من فرنسا أو أي حاجة للمعاونة وللمساعدة، إذ ستعرب القيادة الفرنسية له عن وقوفها الى جانبه وجانب حكومته ذات الوحدة الوطنية، وأن فرنسا تعتبر نفسها معنية بالوضع اللبناني، ولا تريد أن تكون بعيدة عما يحصل وما سيحصل من خلال إبراز الدور المساعد والداعم له.
- سيبحث الرئيسان الحريري وساركوزي في سبل مرور مرحلة صدور القرار الاتهامي ومقتضيات التهدئة والاستقرار التي يجب أن ترافقها. وهذا الموضوع سيحتل أولوية في المباحثات، لا بل إنه يمثل جوهر المباحثات، وسيستمع ساركوزي الى وجهة نظر الحريري في هذا الشأن.
وسيُبلّغ الحريري في باريس بموقف فرنسا الداعم للتحرك السعودي السوري حول لبنان، وبمواكبة فرنسا للتطورات من خلال الاتصالات المستمرة والدائمة بينها وبين كل من السعودية وسوريا. كما أنها ترحّب جداً بالمواقف التي أعلنها أردوغان في بيروت ومرتاحة لها، وترى فيها تشابهاً والموقف الفرنسي، وكما لو كان مسؤول فرنسي يتحدث. وكذلك ترى باريس أنه من الأهمية بمكان أن يتم التعبير عن الرسالة نفسها من الولايات المتحدة، حيث التنسيق الفرنسي الدائم معها، ومن الدول المحيطة بلبنان كالسعودية وتركيا ومصر. ثم انها ترى أن الرسالة التي يتحدث فيها السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي مشابهة الى حد ما للرسالة الدولية والإجماع الدولي، ولا سيما لناحية تمسك إيران بالاستقرار في لبنان، والوحدة الوطنية وحكومة الوحدة الوطنية. وبالنسبة الى الفرنسيين، فإن خطاب السفير الإيراني يؤدي دوراً إيجابياً في الاستقرار.
وفي موازاة الاهتمام الفرنسي للاستماع الى الرؤساء الثلاثة حول الوضع اللبناني، فإن تحركهم لاستقبال القيادات اللبنانية، لا يزال مستمراً، وقد يتم استقبال قائد القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس الأعلى لـحزب الكتائب أمين الجميل قبل نهاية السنة.
وتلفت المصادر الى بيان الاتحاد الأوروبي الأخير ونقاطه الست، وقد باتت ملزمة لفرنسا ولكل الدول الأوروبية، مع الإشارة الى أنه كانت لفرنسا مواقف متمايزة عنه في نقطة واحدة وهي في دعمها المسعى لإيجاد حلّ للوضع الداخلي اللبناني المأزوم، ومساعدتها في الحوار بين اللبنانيين، لكن لا لبس في المواقف الأوروبية في الدعم الكامل للمحكمة الخاصة بلبنان بالقرارات الدولية حول لبنان كافة وبدعم الرئيس الحريري.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.