8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

بري في فرنسا: احترام لدور المؤسسات وتعويل على التعاون للإبقاء على الاستقرار

ثمة إصرار من الدوائر الديبلوماسية الفرنسية، على أن إطار زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لباريس اليوم، بناء على دعوتين رسميتين تلقاهما من رئيسي مجلسي النواب والشيوخ الفرنسيين في الربيع الماضي، يحمل الطابع الرسمي كونه الشخصية الثانية في النظام السياسي اللبناني، وحيث تكمن سياسة فرنسا حيال لبنان في دعم مؤسساته انطلاقاً من دعمها للدولة اللبنانية.
لذلك هذه الزيارة لا تأتي في سياق الانتماء السياسي أو الطائفي الذي يمثله بري، إنما في إطار ما يمثله على مستوى المؤسسات اللبنانية. إذ بعدما دعت فرنسا رسمياً رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والتي زارها العام الماضي، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري التي زارها مطلع السنة الحالية، يفترض أن يزورها بري، لا سيما رداً على زيارتي رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب، كرئيس لمؤسسة رسمية مهمة جداً في لبنان.
وبالنظر الى تلبية الدعوة التي جاءت في هذا التوقيت، فإن الإدارة الفرنسية التي تدرك ما يمثله الرئيس بري على المستوى الطائفي الشيعي، بشكل عام في النظام اللبناني، فضلاً عن العلاقة الجيدة التي تربطه بسوريا، ثم العلاقة التي تربطه برئيس مجلس الوزراء والتنسيق المستمر بينهما، والدور الوسطي الذي يؤديه على الساحة اللبنانية، استناداً الى المصادر الديبلوماسية الغربية، فإن فرنسا ترغب الاستماع الى الرئيس بري، لفهم ما يحصل في الأوضاع اللبنانية. وفي حين هناك رغبة فرنسية بالأخذ في الاعتبار وجهة نظره، هناك من جانب فرنسا تجديد موقفها الداعم للمحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. هذا هو المنطلق الفرنسي والثابتة الفرنسية. لذا ستتم المناقشة مع بري كيف يمكن للبنانيين ان يتوصلوا الى حل في ما بينهم حيال موضوع المحكمة، التي هي موجودة وستبقى مستمرة في مسارها.
وتعتبر فرنسا، بحسب المصادر، أن الحل يجب أن يكون سياسياً داخل لبنان، وفرنسا ستعيد تكرار موقفها حول جاهزيتها لدعم أي حل يتوافق عليه اللبنانيون. وهي تريد أن يبقى لبنان آمناً ومستقراً، وستعرض مساعدتها واحتمالات ذلك بالشكل والنوع والطريقة.
وأهمية الحديث مع بري في هذا الظرف، لما له من دور تنسيقي مهم إن كان بين بعض الأحزاب في الداخل، أو بين الرئيسين سليمان والحريري، ونظراً للتجربة الطويلة لديه. والحل في النهاية وفق المصادر، في يد اللبنانيين، وليس في أيدي الخارج، الذي يمكن له المساعدة والدعم فقط.
ولفتت المصادر الى أن بري سيلتقي اليوم وزير الخارجية برنار كوشنير، ثم رئيس الحكومة فرانسوا فيون بعد الظهر، ثم ليلاً رئيس مجلس النواب، على أن يلتقي غداً الأربعاء رئيس مجلس الشيوخ. واللقاء مع الرئيس نيكولا ساركوزي سيعقد صباح الخميس.
وتفيد مصادر قريبة من الرئيس بري، أن هناك تعويلاً فرنسياً على العلاقة مع رئيس مجلس النواب، والزيارة في الشكل تأتي لاستكمال برنامج الزيارات الرسمية اللبنانية الى العاصمة الفرنسية، أما في المضمون، فإن البحث سيتناول المواضيع المطروحة في لبنان لا سيما ما يتصل بالوضع الناشئ على خلفية ردود الفعل حول القرار الاتهامي المنتظر صدوره عن المحكمة. وسيتحدث الرئيس بري في فرنسا عن وجهة نظره في المسألة في سياق ما يلي:
- ضرورة الرهان على العلاقات العربية العربية، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، وحيث يجب أن تكون جيدة نظراً لما تخلقه من مظلة أمان للوضع اللبناني.
- إن أي تسييس للقرار الاتهامي يؤذي لبنان ولا بد من الابتعاد عن ذلك لما ينعكس الأمر على الوضع في البلاد.
- إن بري يدعو الى التعاون لإيجاد حلول تجنّب لبنان التحديات الخطرة. ولا يُستبعد أن تكون لديه اقتراحات أو أفكار لحلول لبعض المواضيع يطرحها على الرئيس ساركوزي، وتأتي انطلاقاً من أنه يفتح الأبواب أمام الحوار، وبهدف تذليل العقبات، والمهم أن تأتي الحلول بتوافق بين الجميع. لذا من الضروري شرح وجهة نظره مع فرنسا، لما لها من دور محوري في لبنان والمنطقة، كما تتميّز بعلاقتها الخاصة والتاريخية مع لبنان.
وأوضحت هذه المصادر أن فكرة استضافة باريس لمؤتمر يجمع القيادات اللبنانية، لا تزال مستبعدة، إذ لدى لبنان مؤتمر للحوار الوطني، وحوار في الداخل عبر الحكومة، وعبر اللقاءات السياسية لا سيما التي جمعت أخيراً الرئيسين الحريري وبري، والرئيس الحريري ومعاون الأمين العام لـحزب الله حسين خليل والحكومة حكومة وحدة وطنية يتحمل الجميع فيها مسؤولياتهم، وليس لبنان في حاجة الى هذا المنحى في الحلول، ولم تصل أموره الى طريق مسدود داخلياً، بفعل القدرة على تبادل الآراء مباشرة بين الأفرقاء.
وفي كل الأحوال، يُرجح أن يتناول بري في لقائه مع ساركوزي أي حلول ومخارج ممكنة التعاون بها مع فرنسا، والتساعد عليها، بين الأطراف اللبنانيين، مع الدعم العربي والإقليمي والدولي لإرسائها بشكل كامل.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00