8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

تخفيف أميركي من وطأة التحذير المتزامن مع زيارة نجاد للبنان

ثمة فارق بين التحذير الذي وجهته السفارة الأميركية الى رعاياها في لبنان بناء على توصية وزارة الخارجية، والقلق على المستوى السياسي الأميركي من زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان.
فبالنسبة الى التحذير الذي تضمن إمكان أن تتطور التجمعات السلمية الى أعمال عنف، وتمتد الى مناطق أخرى، أثناء زيارة نجاد، فإن مصادر ديبلوماسية غربية، تشير الى أن توقيت صدور التحذير لا يرتبط بزيارة نجاد الى لبنان، بل إنه تحديث للتحذير الموجود، يتم كل ستة أشهر، وحان موعده في الوقت الذي صدر به قبل أيام. ولا بد لأي تحذير أن يأخذ في الاعتبار الوضع حيث البلد المعني أو الأحداث القائمة فيه. ولذلك، كان صدفة أن يلتقي توقيت الصدور مع توقيت زيارة نجاد والمواقف وردود الفعل في لبنان حولها. وكان لازماً أن تصدر وزارة الخارجية الأميركية هذا التحذير لتجديد التحذير السابق للرعايا الأميركيين في هذا التوقيت والذي كان سيعلن عنه ولو لم تكن الزيارة قائمة. وبالتالي، لا خلفيات للتحذير الذي يعتبر إجراء روتينياً مستمراً في موعده كل ستة أشهر، الى حين اعتبار البلد، مكان التحذير، مستقراً وآمناً في المعايير الأميركية. وقد تم وضع التحذير ما قبل الأخير في التاسع من آذار الماضي. وتم تحديثه أخيراً تماشياً مع متطلبات الخارجية الأميركية، والذي يجب ألا يتم التعليق عليه أكثر من اللازم، لأن أي تحذير يأخذ في الاعتبار الأحداث التي تحصل في البلد موقع التحذير. ولم يكن التحذير ليصدر لو لم يحن أوانه حالياً. أي أنه كان ليصدر إن زار نجاد لبنان أو لم يزره، وإن كانت هناك أحداث في لبنان ستحصل أم لا.
وفي هذا الإطار سعت الديبلوماسية الأميركية الى التخفيف من وقع التحذير لكي لا يساء فهمه. كما أن تحديثه لا يرتبط بالمواقف التي تتحدث عنها الصحافة الإسرائيلية في شأن زيارة نجاد للبنان.
وتبعاً لذلك، فإن التحذير لا علاقة له بالقلق السياسي الأميركي الموجود من زيارة نجاد، وهذا القلق يختلف عن مستلزمات التحذير. والقلق السياسي على خلفية المعطيات المتصلة بالعلاقة التي تربط إيران بـحزب الله، الذي تتخذ الإدارة موقفاً منه بعدم محاورته، والذي تطالبه بوقف تهريب السلاح الى لبنان، وضرورة تنفيذه القرار 1559 و1701، والذي تعتبر أن الحوار الوطني الداخلي حول ايجاد الحل لسلاحه لم يفضِ بعد الى نتيجة، مع ما يترافق ذلك من الحذر من تنامي نفوذه في الداخل من جراء قوته المسلحة. وأيضاً من جراء سعيه الى الهيمنة على القرار السياسي في البلاد.
أما على مستوى العلاقة الأميركية الإيرانية، فإن أسباب القلق الأميركي من الزيارة تعود الى مدلولاتها بالنسبة للرسائل التي تحملها حول أن إيران لاعب أساسي في لبنان، وأن الدول الكبرى ليست وحدها اللاعب الأساسي فيه. ما يعني عدم الارتياح لازدياد الدور الإيراني والذي يجسده نجاد من خلال زيارته، على الرغم من خطابه في قصر بعبدا والذي حرص فيه على دعم لبنان حكومة وشعباً، ثم على الرغم من توقع تخفيف التوتر في لبنان بعد الزيارة. كما يرتبط هذا القلق بخلفية موقف إيراني، من دعم الحركات المتطرفة في المنطقة بدءاً من لبنان وفلسطين والعراق، واتخاذ مواقع لإيران عبر هذه التنظيمات في الدول العربية، والضغط من خلالها على العرب.
ثم على خلفية الملف النووي حيث تتدرج العقوبات الدولية، وفي مجلس الأمن على إيران لتعذر نجاح الحوار الدولي معها لحل هذا المسألة.
ولعل موضوع الدعم الإيراني للجيش اللبناني المطروح من طهران والذي أرجئ بحثه في القمة اللبنانية الإيرانية الى أجل غير مسمى، هو أكثر ما يشكل حساسية لدى واشنطن، ذلك أن الإدارة تعتبر بحسب المصادر، أن مثل هذا الدعم لن يكون إلا مشروطاً. ثم هناك الناحية التقنية بحيث أن 90 في المئة من سلاح الجيش من صنع أميركي، وقد لوحظ أن السفيرة الأميركية مورا كونيللي استبقت الزيارة بالإعلان عن استمرار تسليح واشنطن للجيش وأنها سترسل قريباً معدات بقيمة 22 مليون دولار.
إلا أن واشنطن في الوقت نفسه، لم توقف الحوار غير المباشر مع إيران. وهناك مسعى أوروبي للعودة الى الحوار الدولي المباشر معها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00