8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

واشنطن لاحتواء ملف الاستيطان واستمرار التفاوض

الجولة التي يقوم بها الموفد الأميركي الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط جورج ميتشل حالياً في المنطقة، لن تشمل لبنان.
ذلك ان تركيزه هو على بذل الجهود لمعاودة التفاوض على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، وان أي تقدم جوهري على هذا المسار سيحتم إعادة تفعيل المسارين اللبناني والسوري على خط التفاوض.
والأولوية لدى ميتشل، بحسب مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على مهمته، هي لوقف الاستيطان كون هذا المطلب أساسياً لدى الجانب الفلسطيني، وعدم تجديد تجميده من جانب إسرائيل كان وراء توقف المفاوضات، ويهم الإدارة الأميركية ان لا تتوقف هذه المفاوضات، الأمر الذي بات هدفاً أميركياً مهما كان الظرف، وسط تعقيدات بالغة أرخت بثقلها على الجهد الأميركي وانعكست حذراً وقلقاً على أركان الإدارة. والأفكار الأميركية المطروحة من خلال مهمة ميتشل هي لاحتواء موضوع الاستيطان وعدم توقف العملية التفاوضية. ولذلك تتركز الأفكار على مقايضة للضمانات المتبادلة، وهي تنبثق أيضاً من مجموعة طروحات مصرية وأردنية وفلسطينية وإسرائيلية في آن معاً، فضلاً عن الطروحات الأوروبية من خلال تحرك الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن الاستراتيجي للاتحاد كاترين اشتن.
لكن إذا لم يتم التوصل مع إسرائيل من خلال الجهد الأميركي الى استئناف التفاوض والى جدية فعلية في السلام، فإنه بحسب المصادر، سينعكس الوضع على المسار السوري الإسرائيلي. إذ ان دمشق التي تبدي تجاوباً وتعاوناً لاستئناف السلام، يبدو موقفها مهددا بالوصول الى نقطة الصفر، إذا لم يوازه موقف إسرائيلي ايجابي وجدي والانخراط السوري في السلام كان موضع بحث أخيراً بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها السوري وليد المعلم على هامش افتتاح أعمال الدورة 65 للجمعية العمومية للأمم المتحدة. وأعرب المعلم عن استعدادات بلاده للتفاوض. ولفتت المصادر، الى ان الإدارة تستطلع استعدادات دمشق للسلام، مع ان تقييمها لنتائج الحوار الأميركي السوري حول قضايا المنطقة ومن بينها لبنان والعراق وفلسطين، لم يؤثر في تشجيعها لدمشق على الانخراط في السلام.
إذ تريد الإدارة تضافر كل العناصر التي من شأنها المساهمة ايجاباً في إنجاح التفاوض على المسار الفلسطيني الإسرائيلي أولاً، وإنجاح العملية السلمية برمتها ثانياً.
وفي كل الأحوال المسعى الأميركي لانخراط دمشق في السلام مستمر، كما ان حوار واشنطن معها حول ملفات المنطقة مستمر حيث لا تغيير في النتائج، استناداً الى المصادر، الأمر الذي يُبقي موضوع العقوبات الأميركية ضد دمشق قائماً فيما يبقي مسألة إرسال السفير الأميركي المعين في دمشق روبرت فورد عالقاً في الكونغرس.
لكن عندما يصل إنجاح العملية السلمية فإن الأولوية تبدو هنا مع ما لها من أولوية لمعالجة الملف النووي الإيراني والتداخلات الكامنة في ما بين الملفين، وأهمها استقطاب دمشق، في كل ذلك.
على ان الولايات المتحدة كونها القوة العظمى في العالم ستُبقي على ملاحظاتها ودورها حيال كل القضايا المطروحة بغض النظر عن الأولويات، وفي موضوع السلام فإن ميتشل يستمر في محاولته ولعل الساعات المقبلة حاسمة قبيل اجتماع لجنة المتابعة العربية الاربعاء لاتخاذ الموقف اللازم من التفاوض المباشر.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00