8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

العرب غير جاهزين لمشروعي الجوار والهيكلية

لاحظت مصادر ديبلوماسية ان الدورة الـ134 لجامعة الدول العربية التي انعقدت الاسبوع الماضي على مستوى وزراء الخارجية لم تتطرق الى المفاوضات المباشرة الجارية بين الفلسطينيين واسرائيل ولا الى احتمالات معاودتها على المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل.
وعزيت الاسباب الى ان الجانب الفلسطيني يفضل ان يبقى مساره في هذه المرحلة بعيداً عن النقاشات العربية، تلافياً لاية سجالات مع اطراف عرب او معارضة اطراف آخرين، وتلقي استفسارات ما حول مستقبل هذا الموضوع. فضلاً عن ذلك، ان الجانب الفلسطيني كان يرسل عادة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الى اجتماعات الجامعة ودوراتها، في حين تم ارسال وزير الخارجية. كما لم يحضر وزراء خارجية عرب يعتبرون من بين الوزراء الاساسيين، وهم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووزير خارجية سلطنة عمان. وارسلت قطر الوزير الجديد للشؤون الخارجية، ما ساعد في عدم طرح موضوع السلام للبحث لا على هامش اعمال الجامعة ولا من صلب جدول الاعمال.
ولفتت المصادر الى انه كان واضحاً من خلال النقاش، ان موضوعي رابطة الجوار العربي، والهيكلية الجديدة للجامعة لم يصبحا بعد في جاهزية عربية كافية للبت بمصيرهما. على الرغم من اقتراب موعد القمة العربية الاستثنائية لبحثهما في سرت الليبية في التاسع من تشرين الاول المقبل. ولولا اصرار الامين العام للجامعة عمرو موسى كونه طرح فكرة الجوار، والجانب الليبي، الذي يستضيف القمة العربية المرتقبة ويرأس القمة لهذه الدورة ويهتم بإحراز تطور في الهيكلية، لكانت القمة الاستثنائية التي حددت على اساس بحث هذين الموضوعين، باتت في خطر حتى اشعار آخر
وبات واضحاً ان الدول المؤثرة لا تريد اتخاذ موقف منذ الآن حيال الموضوعين، فبالنسبة الى موضوع الجوار العربي، ليس هناك من استعدادات سعودية ولا سوريا ولا مصرية للذهاب به، وكل لأسبابه الخاصة: الرياض خوفا من إقحام ايران في الوضع العربي الجدالي، والقاهرة خوفاً من ذلك ايضاً، فضلاً عن انها لا تريد دوراً اساسياً لتركيا في سياسة الجوار العربي لكي لا يفقد ذلك الدور المصري زخمه، ودمشق منعاً لاحراجها من استبعاد ايران، وانضمام دول اخرى. كل ذلك ادى الى ان يكون مستوى التمثيل مخفوضاً في الدورة، بحيث ان الفكرة لا تزال غير مبلورة بورقة جديدة، وبالتالي يبدو المشروع متطوراً اكثر من القدرة على تطبيقه.
لذا ستتقرر إقامة المنتدى العربي للجوار كخطوة اولى، بحيث يتوقع الدخول في لعبة المراحل لانجاز هكذا مشروع، بسبب عدم الجاهزية العربية، حتى في موضوع الهيكلية. وستكون قمة سرت للاحتفاظ بماء الوجه لاسيما حيال ليبيا. كما اتفق وزراء الخارجية العرب على ان يعقدوا اجتماعاً تحضيرياً للقمة في 8 تشرين الاول اي قبل القمة بيوم واحد للخروج بما يرضي احترام موعد عقدها. ويتوقع ايضاً ان تخرج بتوصيات فضفاضة غير ثابتة، لكنها تفتح المجال لاكمال بحث المشروعين، لاسيما بالنسبة الى الجوار بحيث لم يظهر ما يبدد المخاوف العربية، ما يعني انقاذ القمة من دون حسن الموقف حيال الموضوعين.
فهناك مع تركيا المنتدى العربي التركي، ومع ايران هناك متطلبات عربية ابرزها تحسين سياستها تجاه الدول العربية، كما انه لا يُراد ان يتحول الجوار الى تجمع في وجه ايران. لذلك اقترح موسى قيام منتدى عربي قبل ان يتم توقيع اتفاقات مع الدول التي سيضمها المنتدى، على ان تدعى الدول لاحقاً الى تقريب السياسات في فترة تمتد لخمس سنوات ومن غير المعروف قدرة الدول غير العربية على اعتماد سياسة واحدة حيال العرب.
ومن المؤكد ان مشروعي الجوار والهيكلية سيحظيان بزيد من التشاور والبحث في القمة العربية العادية في العراق في نهاية آذار 2011، والتي بدأ الإعداد لها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00