8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

اتصالات أميركية ـ أوروبية ـ عربية لمخرج الجولة الثانية من التفاوض

تنعقد الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل منتصف هذا الشهر في مصر وسط عدم ارتياح يصل الى حد التشاؤم من إمكان تحقيق تقدم ما، خصوصاً وان هذه الجولة على جانب كبير من الأهمية كونها تسبق موعد 26 أيلول لانتهاء العمل بتجميد الاستيطان، وضرورات تجديده لكي يقبل الجانب الفلسطيني الاستمرار فيها.
واستناداً الى مصادر ديبلوماسية غربية، فإن هذه الجولة تتطلب جهوداً مكثفة واتصالات على أعلى المستويات.
هذه الجهود بدأت فعلاً بعيد انتهاء الجولة الأولى في واشنطن، وتتزايد حالياً بين الأميركيين وكل من الأوروبيين والدول العربية المهتمة، والفلسطينيين، لتذليل العقبات أمام التفاوض.
ولعل ما يتم العمل عليه حالياً بين كل هذه الأطراف، هو ايجاد المخرج اللازم لموضوع تجميد الاستيطان. إذ ان عدم تجديد التجميد سيُحرج الفلسطينيين الذين دخلوا التفاوض المباشر وقبلوا به على أساس وقف الاستيطان. لكن إسرائيل وبوقف الاستيطان، تعتبر انها ستخسر على المستوى الداخلي، ما يعزز قيام الاتصالات لتذليل هذه العقبات، وإبقاء التفاوض مستمراً، كما يعزز فرص التفاؤل بدل التشاؤم الحاصل.
ووفقاً لتصور أو خطة موضوعة بين كل هذه الأطراف، فإن هناك مرحلة انتقالية ستتم جولات التفاوض في إطارها، وقد تمتد لعشرة أشهر يصار بعدها الى توقيع اتفاق، تليها مرحلة من الدخول في التفاصيل حول الحدود واللاجئين والقدس والاستيطان، وستشكل لجان خاصة بكل هذه المواضيع في المرحلة المتقدمة على سبيل الرزمة المتكاملة.
في شأن المستوطنات، يُمنع بحث المستوطنات الأساسية وهي خمس، وهذا يشكل جزءاً من الضمانات الأميركية لإسرائيل. أما الحدود فتبحث في المرحلة اللاحقة بحيث يتم التفاهم على مدة التفاوض وتوقيت توقيع الاتفاق.
وفي موضوع القدس، فالقدس الشرقية ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية، على ان تكون المقامات تحت رعاية دولية.
وفي حق العودة، يتم الاعتراف من جانب إسرائيل بحق العودة من حيث المبدأ لكن تطبيقه ستبقى دونه عقبات، مقابل اعتراف الفلسطينيين بالدولة الإسرائيلية، ما يعني يهودية الدولة الإسرائيلية، وعدم جواز زيادة عدد العرب فيها أكثر من مستوى محدد. وعليه قد يكون هناك عودة بشكل رمزي لمن هم من أجيال سابقة ومعمرين يستعيدون عقاراتهم رمزياً، أما الباقي فيُعرض عليه السفر اما الى استراليا أو كندا أو السويد. وما تبقى في الشتات، إما ان يبقوا حيث هم مع تعزيز حقوقهم الإنسانية وفرص العمل، إذا أرادوا البقاء، أو تقوم إسرائيل بتقديم قطع أرض لهم في صحراء النقب تصل الى الضفة الغربية مع كل ما يلزم من خدمات حيوية. وهناك حل مطروح عبر تقديمات حالية للاجئين على ان يتوجهوا الى حيث أرادوا. وهذا ما ينطبق أيضاً على الفلسطينيين في الأردن.
كل هذا التصور مطروح أمام التفاوض، ويتوقع له ان يتم التفاهم حول عناصره خطوة خطوة، على ان يتم البناء على أساس التفاهمات التي ستحصل.
وأسباب التشاؤم الحاصل لا سيما على خط الفلسطينيين والدول المهتمة لا سيما العربية، هو ان التصور فيه كثير من النقاط التي تحتاج الى عمل لكي تصب في مصلحة الفلسطينيين. كما ان هناك تخوفاً من ان تقوم إيران باستباق أي تفاهم بين الطرفين في وقت لاحق، باللعب بالورقة الأمنية عبر التنظيمات في المنطقة، لأن إيران لا يناسبها ان يتم انتزاع أوراق في المنطقة من يدها.
كما ان من أسباب التشاؤم ما يتصل بوجهة النظر التنفيذية لأي اتفاق يتم التوصل اليه.
على ان المصادر تعتبر ان الولايات المتحدة ستقوم بتغطية أي عمل عسكري إسرائيلي ضد أي حركة اعتراضية على الاتفاق. مع ان المصادر، في الوقت نفسه، تستبعد أيضاً ان تستبق إسرائيل الأمور بعمل عسكري ما لتفشيل أي اتفاق.
من هنا التخوف من مرحلة التفاوض والتداعيات التي سيحاول المتضررون منها فرضها على الواقع.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00