أولويات دورة الجامعة العربية: السلام والقمة الاستثنائية والعراق

ثلاثة مواضيع ستحتل الأولوية في المناقشات العربية خلال انعقاد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في الدورة ألـ 134 العادية في السادس عشر من أيلول الجاري، في مقر الجامعة في القاهرة. وهي: تطورات العملية السلمية في ضوء بدء التفاوض المباشر بين الفلسطينيين وإسرائيل، ومتابعة تنفيذ قرارات قمة سرت ولا سيما ما يتصل بتطوير منظومة العمل العربي المشترك وانعقاد القمة العربية الاستثنائية في التاسع من تشرين الأول لهذه الغاية، ثم الوضع في العراق في ظل القرار الأميركي وقف العمليات القتالية وتسليم السلطة مسؤولية الأمن في البلاد.
إذ تفيد مصادر ديبلوماسية عربية، أنه على الرغم من استبعاد انعقاد اجتماع للجنة الوزارية للمبادرة العربية للسلام في هذه المرحلة، بسبب الوقت الكافي المعطى لفرصة التفاوض المباشر وانتظار نتائجه، إلا أنه الى حين انعقاد الدورة، ستكون قد اتضحت تفاصيل مهمة عن الجولة الأولى للتفاوض في واشنطن، وبالتالي سيتم تكوين صورة وافية لدى الدول العربية حول مسار بدء التفاوض وآفاقه. وسيتم اتخاذ الموقف المناسب من خلال بيان الجامعة، الذي يتوقع أن يدعم الفلسطينيين في رؤيتهم الى ضرورات الانخراط في مثل هذه المفاوضات، مع الإشارة الى أن الجامعة ستتخطى كل أنواع التفاوت في المواقف العربية من هذه المفاوضات لتقر ما ينسجم مع الفرصة المعطاة عربياً لهذا المسار من البحث السياسي، الذي لا بديل عنه. وسيتم التعبير عن الموقف في النقاش تحت الفقرة الأولى من البند الرابع في جدول الأعمال المتصل بقضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي. والبند الأول يعني: متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية.
والموضوع الثاني في أولويات الدورة، هو مناقشة توصيات اجتماع اللجنة الخماسية العليا في شأن تطوير منظومة العمل العربي المشترك تنفيذاً لقرار قمة سرت الرقم 497 الذي نص في فقرته الأولى على التحرك نحو إقامة اتحاد الدول العربية، تمهيداً لانعقاد القمة الاستثنائية لاتخاذ الموقف النهائي حيالها. وتعنى هذه التوصية بتطوير الجامعة وأجهزتها وعقد قمم عربية: مرتين في السنة عادية وتشاورية، وقمم نوعية تكرس لبحث مجالات محددة، وإنشاء مجلس تنفيذي على مستوى رؤساء الحكومات، وإنشاء رئاسة للمفوضية العربية ومفوضين عامين، وإعادة تشكيل مجلس السلم والأمن العربي، وتأهيل الدول العربية مفرزة في قواتها المسلحة للمساهمة في عمليات حفظ السلام، وتعيين مندوبين دائمين للدول متفرغين لدى الجامعة، وغيرها.
وسيبحث الاجتماع الوزاري في القمة الاستثنائية وتثبيت موعدها ومكانها. وإذا ما كان مكانها في ليبيا، فإنه على بعض الدول تحديد مشاركتها، لا سيما لبنان الذي يجب أن يتخذ قراره في المشاركة أم لا في القمة الاستثنائية وعلى أي مستوى في حال أقر مجلس الوزراء المشاركة.
ويحتل موضوع العراق ذو الأولوية، البند الخامس في جدول أعمال الجامعة، وسيكون للقرار الأميركي حول تسليم الأمن الى السلطة، محور بحث في الاجتماع، وفي اللقاءات التي تنعقد بين وزراء الخارجية على هامشه. ويشكل هذا الموضوع أهمية بالغة، لأنه في ضوء هذه المستجدات سيتم النظر في مستقبل العراق والآفاق السياسية التي ستحكم مصيره منذ الآن وصاعداً.
ويسبق انعقاد الجامعة على المستوى الوزاري، اجتماع على مدى يومين في 14 و15 أيلول على مستوى المندوبين الدائمين. وتناقش دورة الجامعة جدول أعمال من 25 بنداً، يتضمن في أبرز محطاته قضية فلسطين والنزاع العربي الإسرائيلي بما فيها فقرتا التضامن مع الجمهورية اللبنانية والجولان العربي السوري المحتل، الوضع في العراق، الأمن القومي العربي ومخاطر التسلّح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي. ثم العلاقات العربية مع التجمعات الدولية والإقليمية. والإرهاب الدولي وسبل مكافحته، فضلاً عن شؤون اقتصادية وإدارية.