تستضيف واشنطن الخميس المقبل الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل وترعاها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وهناك رغبة أميركية في بذل أقصى الجهود لإنجاح هذه المفاوضات التي تشكل بالنسبة الى الإدارة، جزءاً من التفاوض لإحراز السلام الشامل في المنطقة، والأولوية في هذا الملف، للمسار الفلسطيني الإسرائيلي.
وتفيد مصادر ديبلوماسية في واشنطن، ان الجولة الأولى ستضع جدول أعمال التفاوض والقضايا الرئيسية التي سيتطرق اليها، لا سيما مواضيع الحل النهائي، كما ستحدد المرجعية التي يمكن اعتمادها لانطلاق التفاوض وهي ستشكل أساساً له. كذلك ستضع الجداول الزمنية للمواضيع التي يحددها جدول الأعمال على أن تقوم الرباعية الدولية لدى انعقادها على هامش أعمال افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في النصف الثاني من أيلول بإجراء تقييم للجولة الأولى ومقتضيات استكمال التفاوض، خصوصاً وأن بيان الرباعية في العشرين من آب الجاري ساهم في اطلاق التفاوض المباشر، وأعطى الضمانات، مع الإشارة الى أن التفاوض غير المباشر أكد حدود الهامش الذي يمكن للتفاوض المباشر ان يبدأ من خلاله الدور الأميركي في المفاوضات، لن يكون على سبيل ناقل للرسائل. انما بسبب الوجود الأميركي القوي على طاولة التفاوض، ستكون المهمة تقريب وجهات النظر، واتخاذ المنحى التسهيلي للتوفيق بين الطرفين بعدما أدت واشنطن دوراً بارزاً في تحضير الأجواء للتفاوض والجاهزية له عبر المبعوثين والاتصالات والتحركات في القنوات الديبلوماسية.
وهناك توجه أميركي لدخول الرئيس باراك أوباما شخصياً على خط رعاية التفاوض ولأن يكون له دور بارز في إحراز تقدم، خصوصاً وأن الإدارة تدرك جيداً الصعوبات والتعقيدات المحيطة بالمفاوضات، ومدى الحاجة الى الجهود وحسن النية للتوصل الى تفاهم.
وتدعى الى هذه الجولة كل من مصر والأردن، ذلك ان لكلا البلدين اتفاقات سلام مع إسرائيل، وتلعبان دوراً في رعاية الوضع الفلسطيني ومسيرته، كما ان الرباعية الدولية دعت سابقاً البلدين الى المشاركة في احدى اجتماعاتها.
ولدى انتهاء الجولة الأولى ستقوم واشنطن بتحرك في المنطقة، لا سيما في اتجاه بيروت، حيث من المقرر ان يزور لبنان الموفد الرئاسي الأميركي لشؤون السلام في المنطقة جورج ميتشل ومعاونه فريدريك هوف لاطلاع المسؤولين اللبنانيين على ما تحقق من خلال بدء التفاوض، ولاستطلاع الموقف اللبناني، إذ أن أولوية المسار الفلسطيني الإسرائيلي لدى الإدارة، لا تعني ان المسارين اللبناني والسوري مع إسرائيل سيتم وضعهما جانباً. انما هناك مواكبة مستمرة للاستعدادات السلمية على كل المسارات، وان تحريك المسارين سيتم في الظرف المناسب ولدى توصل المسار الفلسطيني الإسرائيلي الى تقدم أولي، لأن العملية التفاوضية شاملة للسلام.
وليس بعيداً عن هذا التوجه التحرك الفرنسي الذي يتم بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، بحيث تتوقع باريس، استناداً الى أوساط مطلعة ان تحرز الجولة الأولى ايجابيات، يفترض أن يكون مطلوباً إحرازها بالنسبة الى المسار السوري الإسرائيلي. من هنا يأتي تعيين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمبعوث خاص للمسار السوري مع إسرائيل جان كلود كوسران. وهذا ينطلق من أن عملية السلام بحسب الفرنسيين ليست فقط المسار الفلسطيني الإسرائيلي، انما هي أيضاً المسار السوري وكذلك اللبناني مع إسرائيل. وثمة اعتقاد فرنسي بأن التحرك لفتح الباب السوري الإسرائيلي، مهمة جوهرية، لأن ذلك ينعكس ايجاباً على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى المسار اللبناني الإسرائيلي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.