من المقرر أن يثبّت الكونغرس الأميركي السفيرة الأميركية الجديدة في بيروت مورا كونيللي يوم الثلاثاء. وهي الخطوة النهائية قبل وصولها الى لبنان لتسلم منصبها وتقديم أوراق اعتمادها الى المسؤولين اللبنانيين. وكانت كونيللي قدمت شهادتها قبل أسبوعين أمام الكونغرس عملاً بالأصول.
وستحل كونيللي محل السفيرة ميشيل سيسون، وهي ستعمل على تطبيق سياسة بلادها حيال لبنان وتطبيق تعليمات الإدارة الأميركية في ما خص العلاقة مع لبنان، والثوابت الأميركية تجاهه. ولدى السفيرة كونيللي خبرة في قضايا الشرق الأوسط ولبنان، حيث أنها كانت تشغل منصب معاونة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، وهي عملت في مراكز ديبلوماسية في المنطقة، أبرزها في السفارة الأميركية في القدس، وفي السفارة الأميركية في دمشق كقائمة بالأعمال.. وكانت في الـ2005 من بين الديبلوماسيين الأميركيين الذين تقرر سحبهم من دمشق مع السفيرة آنذاك مرغريت سكوبي.
ومن المتوقع أن تحضر كونيللي الى بيروت لتسلم مهمتها نهاية هذا الشهر، وهي تعتمد أسلوباً قد يتغير عن أسلوب سيسون، لكنها ستستكمل مهمتها وستلتزم بالتوجه نفسه للإدارة الأميركية، بحسب مصادر ديبلوماسية غربية، وكذلك بالهدف والغاية التي تلتزم بتحقيقهما الإدارة برئاسة الرئيس باراك أوباما. ويندرج الالتزام الأساسي بالمحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبدعم المؤسسات في الدولة اللبنانية، والجيش اللبناني، وتنفيذ القرار 1701، ودعم الاستقرار في لبنان، في إطار السياسة الأميركية في لبنان والتي ستعمل كونيللي على تنفيذها.
وإذ ستحضر كونيللي في مرحلة حساسة في لبنان عشية توقع صدور قرارات اتهامية عن المحكمة في الخريف المقبل، فإن المصادر، تقول إن واشنطن تترقب الآن مفاعيل القمة اللبنانية، السعودية ـ السورية، وسط ثلاثة معطيات في الموقف الأميركي حيالها: الأول، تقديم الدعم للقمة، خصوصاً وأن هدفها تثبيت الاستقرار مجدداً في لبنان وتأكيد التهدئة، والثاني: التنسيق الأميركي ـ السعودي، والدعم الكامل للدور السعودي، والثالث الترحيب الأميركي بكل ما يؤدي الى التقارب السوري مع المملكة العربية السعودية.
ذلك أن العمل الأميركي لفصل سوريا عن إيران لا يزال هدفاً جوهرياً للإدارة.
ومن هذا المنطلق تطرح الإدارة التفاوض السلمي المباشر مع إسرائيل، بحيث أنه لدى انخراط دمشق به، فمن جهة يفتح الباب أمام حل النزاع العربي ـ الإسرائيلي بالكامل، ومن جهة ثانية يحد هذا الأمر من التدخل الإيراني في المنطقة ومن دورها فيها، ولا يعود هناك حاجة لدى دمشق الى التحالف مع إيران، وبالتالي أيضاً أحد أهداف التفاوض المباشر فصل سوريا عن إيران.
لكن حالياً، تركز الإدارة الأميركية على انخراط الفلسطينيين وإسرائيل في التفاوض المباشر، ولدى تحرك هذا التفاوض، يتم العمل لتفعيل التفاوض على المسارين السوري أولاً واللبناني ثانياً مع إسرائيل. والتهدئة في لبنان والمنطقة في هذه المرحلة أساسية بالنسبة الى الإدارة الأميركية. لذلك هناك ارتياح أميركي للتهدئة التي سترسيها القمة الثلاثية.
وتعتبر الإدارة أن القرار العربي بإعطاء الغطاء للتفاوض المباشر للفلسطينيين هو استحقاق ايجابي في حد ذاته، وسينكب الموفد الأميركي للسلام في المنطقة جورج ميتشل على رعاية التفاوض المباشر، وسيبدأ بوضع خطة عمل وآلية تنفيذية للتفاوض.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.