توقعت مصادر ديبلوماسية استمرار الاتصالات والمشاورات اللبنانية ـ السعودية ـ السورية ما بعد القمة الثلاثية التي جمعت في قصر بعبدا أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد، لمواكبة مفاعيل القمة على الداخل اللبناني، والتي أشر البيان الصادر إثرها، إلى أجواء الارتياح نتيجة التوافق على التهدئة.
وفي القمة عبّر الملك عبدالله والرئيس الأسد أمام رئيس الجمهورية، عن أن الاستقرار في لبنان يقع في الدرجة الأولى من اهتماماتهما وأولوياتهما، وأن ثمة اتفاقاً سعودياً سورياً على موقع الاستقرار في لبنان بالنسبة إليهما، مع ما يشكله من انعكاس على الاستقرار في المنطقة ككل. وأكدت المصادر أن المرحلة التي يمر بها لبنان حساسة ودقيقة، وأن هناك دوراً ملقى على الرئيس سليمان لمعالجة الموقف، عبر تفكيك الألغام بمزيد من الانضباط والتهدئة للمواقف التي يُفترض أن تصدر عن الفرقاء اللبنانيين، وبالتالي يُنتظر أن يقوم الرئيس بعد القمة باتصالات لبلورة مفاعيلها بشكل معمق، خصوصاً وأنه بعد التعبير السعودي والسوري عن كون الاستقرار اللبناني في الدرجة الأولى من اهتمامهما، فإنه بات على عاتق اللبنانيين معرفة بلورة نتائج القمة وإخراجها إلى المشهد السياسي الداخلي.
وإذ أظهرت التقارير عن القمة أنه لم يتم مباشرة تناول مسألة طريقة الفصل بين مسار المحكمة والوضع الداخلي اللبناني، إلا أنه جرى التعبير في القمة عن الجهد المطلوب والمساعي المبذولة لكي لا يؤثر كل ما يتصل بالمحكمة على الوضع الداخلي اللبناني، وضرورة انتظار ما يحصل وعدم استباق الأمور، وثمة إجماع على أن ليس من الضروري أن يكون هناك ردة فعل لكل أمر على الوضع الداخلي اللبناني، وأن ليس هناك من ذنب للمواطن في أن يتأثر بأي تداعيات، وما يهم رئيس الجمهورية كذلك هو أن يبقى الوضع في إطار التهدئة بعيداً عن المواقف الانفعالية.
ومن المقرر أن تبقى الرعاية السعودية السورية للوضع اللبناني مستمرة، وتأتي من ضمن الاتفاق على أولوية الاستقرار في لبنان.
ولفتت المصادر إلى أن زيارة الملك عبدالله لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في بيت الوسط في حضور حشد وطني وسياسي جامع من مختلف الطوائف ورؤساء الحكومات السابقين، جاء تعزيزاً لأسهم الحريري السياسية وفي الوقت نفسه يدل على رسالة سعودية مفادها ضرورة الالتزام بالتهدئة.
كما أن اجتماع الرئيس الأسد بعد القمة برئيس مجلس النواب نبيه بري، في وقت عقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان لقاء في قصر بعبدا مع نواب حزب الله وحركة أمل، هدفا إلى إبلاغ نتيجة القمة والتوصية بما هو مطلوب في هذه المرحلة من تهدئة، والعودة إلى مرجعية الوحدة الوطنية، واتفاقي الطائف والدوحة.
فضلاً عن ذلك، جاءت القمة اللبنانية القطرية في السياق نفسه، أي لمزيد من الدفع إلى التهدئة لدى كل الأطراف الداخليين، وأبدى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة الاستعدادات القطرية لاستمرار المساعي في هذا المسار، واطلع على أجواء القمة الثلاثية وأكد دعمه لنتائجها.
أول استحقاق أمام نتائج القمة الثلاثية، بحسب المصادر، خطاب الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله الثلاثاء المقبل. وتستبعد المصادر عدم الالتزام بالتهدئة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.