يرأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري غداً الأربعاء جلسة لمجلس الأمن الدولي، لمناسبة رئاسة لبنان للمجلس هذا الشهر، حيث يتم عرض موضوع الحوار ما بين الثقافات لأجل السلم والأمن الدوليين، للنقاش بين الدول الـ15 في المجلس.
وتكتسب أهمية ترؤس الحريري للجلسة من رمزية الحدث ودلالاته، لا سيما وان المجلس أعلى منبر دولي يهتم بحل المشاكل الدولية وفي المنطقة، وفيه تصاغ السياسات الدولية، وتُصنع القرارات التي تمثل الشرعية الدولية. كما ان المجلس هو الموقع الأكبر الذي يمكن من خلاله أن تُسمِع الدول صوتها بقوة، في المسائل ذات الصلة بها وبالعالم.
وتمكن لبنان من وضع هذه الجلسة للتداول تحت هذا العنوان، على برنامج المجلس لهذا الشهر، وهو تقليد تقوم به كل دولة ترأس المجلس حيث تطرح موضوعاً عاماً يهم مستقبلها ومستقبل شعوب العالم، لتبحث به الدول الأعضاء، وتعبّر كل دولة عن رأيها إزاءه وموقفها منه. وأهمية موضوع حوار الثقافات لأجل الأمن والسلم الدوليين، في أنه موضوع إجماعي ويعالج مبادئ عامة، ويندرج توقيت طرحه في إطار اعتبار الحريري انه بواسطة الحوار بين الثقافات الذي يشكل حاجة ماسة لدى الجميع في هذا الزمن، يمكن وضع الخلافات جانباً.
كما ويمكن بناء الثقة عبر ثقافة السلام ومعرفة الآخر، وتكوين علاقات سليمة وسلمية في آن، إن بين الدول أو الثقافات على تنوعها، إذ ان التطرف والعدائية يولدان الحقد والتباعد والحروب.
تنعقد الجلسة عند العاشرة قبل الظهر بتوقيت نيويورك، الخامسة عصراً بتوقيت بيروت، ولم تنعقد في الأساس لاستصدار قرار أو بيان رئاسي عن المجلس، انما لمناقشة الموضوع بحيث يصدر بيان صحافي، ويتحدث الحريري الى الصحافة.
ويتوقع مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام، ان يكون النقاش في الجلسة موضوعياً، وستكون مناسبة للرئيس للتطرق الى ضرورة الحل العادل والشامل للصراع العربي الإسرائيلي، ودفع المبادرة العربية للسلام، فضلاً عن تنفيذ القرار 1701.
ويقارب الرئيس الحريري في الكلمة التي سيلقيها في المجلس، الحوار بين الثقافات من باب الأمن والسلم الدوليين، وكأداة من أدوات الديبلوماسية الوقائية، وأداة لحل الصراعات وبناء السلام. ويتحدث عن دور لبنان في هذا الحوار، وهو الذي يجسد الرسالة المميزة في حوار الثقافات والنموذج في رسالة التسامح بحكم تكوينه.
كما يتحدث عن دور لبنان في السلم والأمن الدوليين عبر المدى الأوسع مروراً بالمتطلبات المباشرة في تطبيق القرار 1701، أو متطلبات الحل لمشكلة الشرق الأوسط وتطبيق المبادرة العربية للسلام.
ويحضر الجلسة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ويلقي كلمة ترحب بدور لبنان في المجلس وأهمية تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة به لإحقاق الاستقرار والحق والعدالة. وقد يحضر أيضاً الرئيس البوسني الموجود في نيويورك والذي شارك أمس في جلسة للمجلس حول قضية بلاده.
كذلك سيلتقي الحريري كي مون في اجتماع مستقل في نيويورك. وسيتم البحث في متابعة تنفيذ القرارات الدولية حول لبنان، لا سيما القرار 1701، وكذلك دور الأمم المتحدة في تفعيل السلام، وفي القضايا العربية ذات الاهتمام الدولي لا سيما عملية السلام في الشرق الأوسط، والمبادرة العربية للسلام، فضلاً عن دور لبنان في عضويته في مجلس الأمن.
ويستطلع الحريري خلال وجوده في نيويورك الأجواء الدولية من شتى القضايا المطروحة على المستويين الإقليمي والدولي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.