يزداد القلق الاسباني على مصير قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي ستنعقد في 7 و8 حزيران المقبل في برشلونة. ولم يكن القلق جديداً، انما نشأ منذ تحديد موعد القمة. ويحضر وزير الخارجية الاسبانية ميغيل انخيل موراتينوس، اليوم الى لبنان، في إطار جولة له في المنطقة لحض الدول المعنية بالاتحاد على تسهيل انعقاد القمة، وتبديد العراقيل الناشئة في وجهها.
وتفيد أوساط ديبلوماسية بارزة، ان جدول أعمالها لم يتم توزيعه بعد على الدول الأعضاء في انتظار استكمال الاتصالات التي يقوم بها موراتينوس مع كافة الدول المشاركة خصوصاً وان العرب أعربوا عن احتمال تحفظهم إذا ما كان سيحضر وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمن القمة. ذلك ان ليبرمن من أهم أركان التطرف الإسرائيلي، واتخذ منذ وصوله الى منصبه سلسلة مواقف حيال الحقوق العربية والفلسطينيين، وحتى حيال مصر غير معقولة ولا مقبولة، ولا سيما حيال بناء المستوطنات الإسرائيلية الأمر الذي أدى بالعرب الى قناعة بعدم حضور اجتماعات يشارك فيها ليبرمن، وانهم لا يرون سبباً للتنازل عن هذا الموقف والمشاركة في اجتماعات معه، في إطار الشراكة المتوسطية مع أوروبا.
مع الاشارة، الى ان لبنان والدول العربية يحضرون الاجتماعات التي تشارك فيها إسرائيل في إطار الأمم المتحدة، لكن المشاركة مع ليبرمن لن تكون عادية.
ويصر موراتينوس ومن ورائه حكومة بلاده، على انجاح القمة، كون اسبانيا تستضيفها، وهي ترأس الاتحاد الأوروبي لهذه الدورة.
وترأس القمة كلاً من فرنسا ومصر. وتدفع الرئاستان في اتجاه تنشيط الاتحاد الذي يمر في مرحلة تشابه تجميد عمله. بحيث تلقي عملية السلام المجمدة بثقلها على وضعه.
والعرب لا يرون ضرورة لإعطاء خطوات متقدمة طالما ان إسرائيل لم تعط بعد شيئاً. وأبلغ العرب اسبانيا، انه إذا ما أرادت انجاح القمة، يجب ان تضغط على إسرائيل. وفرنسا تريد ان يكون تنشيط الاتحاد، مدخلاً ايجابياً يواكب تفعيل العملية السلمية في الشرق الأوسط، ويكون احدى الخطوات التي تؤدي الى تسهيل السلام.
والعرب يعتقدون انه في ظل استمرار الاستيطان فإن الوضع العربي الإسرائيلي سيبقى على حاله، وسيحجم العرب إزاء ذلك عن إبداء خطوة متقدمة في تهيئة المناخ المؤاتي للعملية السلمية.
ويبلغ موراتينوس المسؤولين اللبنانيين عن تخوفه من عدم انطلاق الاتحاد في ظل هذه الأجواء، وتخوفه على مصير القمة. وسيحض على تسهيل انعقادها وإزالة التعقيدات من أمامها. وهناك بحث بالمخارج التي توصل الى هذه الغاية. ومن أبرز الأفكار المطروحة اقتصار الأعمال التحضيرية للقمة على اجتماع على مستوى الموظفين الكبار. ما يعني إلغاء الاجتماع التحضيري على مستوى وزراء الخارجية، بحيث لا تتم دعوة وزير خارجية إسرائيل ليبرمن، وبالتالي، يشارك الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في القمة، وأحد المسؤولين على مستوى الموظفين الكبار في الاجتماع التحضيري. إذ ان وجود بيريز يبقى أقل وطأة من وجود ليبرمن الأكثر تطرفاً، والذي ألقت مواقفه ومبادئه بثقلها على الأداء الحكومي الإسرائيلي.
وكانت الدول العربية لطالما تشارك في اجتماعات الشراكة المتوسطية مع أوروبا وتحضرها إسرائيل، وكانت المباحثات تتركز على الحوار الثلاثي الأبعاد: السياسي الأمني والاقتصادي التجاري، والثقافي الحضاري، وكانت دائماً الصعوبات التي تواجه عملية السلام تؤثر في أعمال الشراكة ومباحثاتها.
وحاول موراتينوس خلال وجوده في واشنطن وعندما التقى اللوبيات اليهودية هناك السعي لديها للتوسط لعدم مشاركة ليبرمن في القمة.
وسيتلزم لبنان بالموقف العربي حيال التعامل مع هذه المسألة، وتجرى مشاورات عربية عربية للإعلان عن موقف موحد، إزاء أي مخارج محتملة يطرحها الجانب الأوروبي ومن المفترض ان يكون للقمة مواقف من تطورات عملية السلام، والوضع في المنطقة، وكافة الملفات السياسية المطروحة إقليمياً ودولياً.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.