8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الإدارة الأميركية متمسكة بالحوار مع دمشق

على الرغم من الموقف الأميركي التصعيدي الذي عبرت عنه الإدارة على لسان مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان بالنسبة الى احتمال انتقال صواريخ سكود من سوريا الى حزب الله، إلا ان منحى الحوار الأميركي مع دمشق، لن يتوقف وسيستكمل طريقه سبيلاً لحل المسائل العالقة إن في ملفات المنطقة، أو في العلاقات الثنائية.
وتفيد أوساط ديبلوماسية قريبة من الإدارة، انه لم يتغير أي شيء في السياسة بالنسبة الى مسار العلاقات الأميركية السورية. فالحوار سيستكمل، انطلاقاً من ان المبدأ هو الحوار. والاستثناء هو غير الحوار، وهو الأمر الذي لا مجال للبحث به في المرحلة الراهنة. لانه يعني إعادة النظر بالسياسة المتبعة، ان كان بصورة تدريجية أو راديكالية. الآن لم يُقفل الباب أمام الحوار، وستبقى واشنطن تسعى وتحاول في إطاره ليتغير شيء، لأن المطلوب وقائع على الأرض ونتائج جديدة.
في الأساس، لم تشهد العلاقات الأميركية السورية تقدماً جوهرياً، انما تقدماً طفيفاً عكسه التعاون المحدود سورياً في العراق. وكانت مسألة ايفاد السفير الأميركي الجديد روبرت فورد تقررت من أجل وضع كل العوامل التشجيعية لاستكمال الحوار، بحيث تصل الرسائل أو يتم تبادلها عبر وجود السفير ما يسهل هذه العملية.
ومن بعد الموقف الأميركي حيال مسألة السكود وخرقها ان صحت المعلومات للقرار 1701 والتي تأخذها واشنطن على محمل الجد، وكأن هناك تأكيدات حولها من دون ان تدخل في معطيات الجانب الاستخباراتي لديها، فإن الأوساط، تشير الى ان الكرة حالياً رُميت من جانب واشنطن في الملعب السوري إذ ان الإدارة لن تغير قناعاتها، لمجرد ردود فعل معينة صدرت في أي دولة في المنطقة ولو كانت ردوداً دفاعية.
وفي إطار إعطاء سياسة الحوار فرصتها فإن واشنطن تنتظر من دمشق تعديلات ما في الموقف، من خلال اشارات ايجابية تتناسب واستعداداتها الايجابية حيال ما عبرت عنه واشنطن. وإذا لم يحصل ذلك، فإن الأمر يعني لواشنطن، استناداً الى الأوساط، ان لا تغيير ولا استعدادات للتغيير.
وتؤكد الأوساط، ان أجواء جديدة بدأت تخيم على صانعي القرار في الإدارة الأميركية، وعلى مجلسي النواب والشيوخ، وتعيد هذه الأجواء الى الأذهان مرحلة بداية التشدد التي اتبعتها الإدارة السابقة حيال مطالبها في المنطقة.
كل هذه الأجواء، استدعت من مجلس الشيوخ القيام بخطوته الاستماعية قبل أيام. حيث ان هناك شكوكاً داخلية لا سيما من جانب الجمهوريين بنجاح سياسة الانفتاح والحوار التي تعتمدها واشنطن. وثمة صراع داخلي حول سياسة الرئيس باراك أوباما الخارجية لا سيما بالنسبة الى قضايا في المنطقة. فالجمهوريون ضد سياسة الانفتاح، والديموقراطيون باتوا يميلون الى التشدد، في ظل اعتبارهم ان هذه السياسة لم تؤدِ الى نتيجة، وان الإدارة الحالية بدأت تفهم ما كانت تدركه الإدارة السابقة.
ولأن الحوار الذي أقرته الإدارة مع دمشق لن توقفه إلا في حال إقفال طريقه تماماً في وجهها، فإنها ستمارس ضغوطاً على مجلس الشيوخ من أجل تسريع إعطاء الموافقة للسفير فورد لتسلم منصبه في سوريا. وحتى الآن لم يعطِ المجلس هذه الموافقة، التي يرتقب ان تتم في النهاية وان يتسلم السفير منصبه بعد نحو شهرين. إذ لا تزال الإدارة ترى انه بوجود السفير يمكن ايصال الرسالة بشكل أفضل، وان الحوار مع دمشق يستمر بطريقة جيدة. وقد تزداد ضغوط الإدارة على المجلس، خصوصاً وان أي سيناتور يستطيع وضع قيود على الموافقة لسبب ما.
ويشار الى ان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري حاول منذ أسابيع لعب دور سياسي عبر التشجيع على الحوار مع سوريا، نظراً لدورها المهم في المنطقة. حتى الآن، بقي إطار دوره في حدود معينة، بسبب الأجواء الجديدة. لكن دوره لن يتوقف، على الرغم من ان أحد حوافزه، طموحه بأن يصل الى منصب وزير للخارجية، ويساعده في ذلك استمرار سياسة الحوار مع دمشق.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00