8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

موسى يوسّع تحركه استعداداً لقمة أيلول

تشكل القمة العربية الاستثنائية التي ستنعقد في أيلول المقبل، حداً فاصلاً لعدد من القضايا المطروحة، تنتهي المهل العربية المعطاة لتبيان نتائجها في الخريف. والقضايا هي مساعي السلام في الشرق الأوسط، وبحث الإصلاحات المطروحة من جانب الرئاسة الليبية للقمة العربية، ومشروع الجوار العربي الذي يعمل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لتحقيقه.
ويقوم موسى بتحرك عربي بدأه بسوريا وسيشمل كل الدول العربية في مرحلة أولى، ومن بينها لبنان، الذي يعد بدوره تصوراً للموقف الذي سيتخذه حيال مشروع الجوار العربي. ويهدف تحرك موسى الى شرح مشروعه وأبعاده وخلفياته، والى التشاور في مواضيع السلام ومساراته، والإصلاحات العربية المقترحة. إذ أن القمة الاستثنائية تتطلب مثل هذا الجهد التحضيري لها لكي تخرج بنتائج مفيدة للوضع العربي، وتوفر حداً مقبولاً من الوحدة والتضامن. ويقضي تحركه وضع آلية تهدف الى بلورة الأفكار التي تقترحها كل الدول العربية وجوجلتها. وسيقوم موسى، في مجال بحث طرحه إقامة الجوار العربي، وشرحه أيضاً، بزيارات للدول الجارة للعرب المعنية بمشروع الجوار، من تركيا، وإيران، وصولاً الى دول افريقية وأوروبية.
ويحتاج مشروع الجوار العربي في حد ذاته قبل القمة الى توضيح أغراضه وتفصيلها، وذلك في ظل ما أثاره من استغراب وتخوف وحفيظة عدد لا بأس به من الدول العربية خصوصاً المحورية منها. وبحسب مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، فإن لدى مصر تحفظ عن دخول إيران وعلامات استفهام حول المتاهات السياسية التي يمكن لهذا المشروع أن يُوصل اليها.
كذلك فإن مصر وسوريا معاً لديهما تحفظ على الدخول التركي. فتركيا في النتيجة دولة اقليمية شبه عظمى، ويحرص البلدان على أدوارهما في الشرق الأوسط. وسوريا أيضاً لديها مع عدد من الدول مخاوف من الدور الإسرائيلي، ما يستدعي توضيح المسألة. وسوريا أيضاً قد ترى أنه إذا دخلت إيران في الجوار العربي، عندئذٍ تبطل علاقتها الحصرية والمميزة مع طهران.
كذلك، إن الدورين التركي والإيراني في المنطقة يجعلان دولاً عربية مهمة حذرة حيال دخولهما الجوار العربي، خوفاً على أدوارهما داخل الصف العربي. مع أن تركيا باتت تشارك في الجلسات الافتتاحية للقمم العربية وتحضرها، وكانت كلمة رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان، لافتة خلال القمة الأخيرة في ليبيا، الى حد أنها طغت على بعض الكلمات العربية.
فقد رمى موسى الفكرة، وسيسعى الى تحقيقها مع كل دولة عربية على حدة، وهي تحتاج أيضاً الى موافقة الدول غير العربية المقترح ضمها الى الجوار العربي.
وينطلق في شرحه للمشروع من أن العرب يذهبون في تعاون ما مع هذه الدول وفق أطر محددة منها سلفاً، سواء الدول الأوروبية، عبر الاتحاد من أجل المتوسط، والشراكة الأوروبية المتوسطية، عدا عن المنحى السياسي لتلك الدول الذي تنسق في ما بينها حيال أي قضية عربية مطروحة. ومع افريقيا، هناك، التعاون من خلال الاتحاد الافريقي. ومع تركيا انطلاقاً من دور رسمته لها في المنطقة. ومع إيران انطلاقاً من دورين سياسي وأمني تحرص على توسيعهما في المنطقة، مع ما يشكل الأمر من حساسية وقلق لدى معظم العرب.
ويسعى موسى الى تبديد المحاذير، وايجاد آفاق جديدة للتعاون بين كل هذه الأدوار بدلاً من أن تتصارع على الساحة العربية. إنها مسألة عالية الدقة، وتتطلب جهداً خاصاً وارتياحاً عربياً. وهذا ما يجب حسمه قبل القمة في أيلول.
والموضوع الآخر الذي يعمل موسى عليه تحضيراً للقمة، هو الموقف الذي قد يتخذه العرب في حال فشلت المساعي السلمية، لا سيما مسألة انعقاد التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، تمهيداً للتفاوض المباشر. وكان موسى اعتبر في كلمته أمام القمة أنه يجب على العرب وضع فشل الجهود في الحسبان، وهناك مهلة أعطيت حتى أيلول، لحسم موضوع اللجوء العربي بطلب من القمة الى مجلس الأمن لإقامة الدولة الفلسطينية وإرساء حل وفقاً لخارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام، الأمر الذي يستوجب الإعداد الجيد لأي قرار عربي سيُتخذ في حال فشل الجهود، أو في حال انطلاق أي جهود جديدة. مع الإشارة الى أن الأوروبيين أعلنوا عن مبادرة لهم للسلام في أيلول، بالتزامن مع انتهاء المهلة العربية المعطاة، ما يُوجب التوقف عند أبعاد الأمر، وما إذا كان يعني ضغوطاً لتأخير الحسم العربي وايجاد مهلة إضافية أمام الجهود المتجددة.
أما الموضوع الثالث فهو بحث الإصلاحات العربية، إذ يطلب الرئيس الليبي معمر القذافي أن ترأس القمة المجالس الوزارية العربية، التي يجب أن تكون تابعة لرئاسة القمة، وأن تعين الجامعة العربية مفوضين لها لكل الشؤون على غرار الاتحاد الأوروبي.
ومن أجل ألا تكون الإصلاحات مادة تفجيرية في القمة المقبلة، يسعى موسى الى التشاور مع الدول العربية وجوجلة توجهاتها وأهدافها.
وتشير المصادر الى أن هناك توجهاً بدأ يبرز في أن تعقد القمة الاستثنائية في دولة المقر، مقر الجامعة، في القاهرة، بدلاً من سرت في ليبيا، على أن ترأس ليبيا القمة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00