من المقرر أن يزور بيروت خلال شهر نيسان الجاري مسؤول أميركي لاستطلاع الوضع اللبناني وتطوراته، ولاطلاع لبنان على نتائج التحرك الأميركي في المنطقة وعلى مختلف الملفات المطروحة.
والأبرز في محور الزيارة سيكون موقف لبنان مما آل اليه المسعى الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، في ضوء ارجاء الموفد الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل سفره الى المنطقة مجدداً، بعدما فشلت مساعيه الأخيرة في احراز تقدم مع اسرائيل، التي لم تتجاوب مع الأفكار الأميركية التي أعيدت صياغتها. وبالتالي، اذا فشل ميتشل في نهاية المطاف، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما يُعد لطرح خطة سيعمل على فرضها على الأفرقاء. اذ أن هناك استياء أميركياً من فكرة ان الدولة الكبرى تعرض مخارج للحل لكن اسرائيل لا تتجاوب معها. واختراق هذه الوضعية يكمن في احتمالين، اما فرض حل، أو لجوء الأطراف الى التصعيد الأمني، ما يؤدي الى تدهور الوضع ويحمل تعقيدات وصعوبات في استمراره على حاله، مع ما ينطوي عليه من حلول تسعى اسرائيل الى تنفيذها عبر المنحى الأمني مثل العمليات العسكرية المحدودة التي تقوم بها في قطاع غزة.
وللمرة الأولى تواجه واشنطن صعوبة في ارساء دينامية سياسية في المنطقة، وهذا ما يشكل محور مباحثات المسؤول الأميركي في لبنان، الذي سيعيد التأكيد على ثوابته وعلى المبادرة العربية للسلام، وعلى أهمية استمرار وضع الاستقرار الذي يعيشه.
ووجد الاتحاد الأوروبي ان التحرك الأميركي ربما يقترب من المأزق، فأعلن عن مبادرة سيطرحها في أيلول المقبل، الا ان الأوروبيين غير قادرين على الخروج عن المبادرة الأميركية. وأي مبادرة أوروبية، استناداً الى مصادر ديبلوماسية غربية، ستكون مدروسة ومنسقة مع واشنطن والا لن تطرح. ولن تكون أي مبادرة أخرى بعيدة عن الصعوبات، كون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن انه لا يريد فرض شيء عليه، ولم يقبل بتجميد الاستيطان ولو لفترة، من أجل استئناف التفاوض، كما أنه لم يقبل بآليات أخرى موازية تؤدي الى التفاوض غير المباشر، ويعتبر ان القدس عاصمة اسرائيل التي تقوم ببناء المستوطنات في أي جزء منها.
وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة لم تحرز تقدماً في مساعيها، الا انها حتى الآن، لا تريد أي تحرك للسلام من أية جهة. واذا كان يراد أن يكتب النجاح لأي محاولة أخرى، فلا بد ان يكون طرحها بجدية، بالتنسيق مع الأميركيين، وكذلك مع العرب، ومع اسرائيل طبعاً.
والعلاقات الأميركية الاقليمية ستكون أيضاً محور بحث، انطلاقاً من ان الزيارة هي للاستطلاع والاطلاع. والمهم على هذا الصعيد استطلاع مسار العلاقات اللبنانية ـ السورية، والاطلاع على علاقات واشنطن مع دمشق، بحيث ان الحوار الأميركي مع سوريا مستمر، ولكن لا تقدم مهما، اذ ان تقدم الحوار مرتبط مباشرة بالتعاون السوري في قضايا المنطقة. ويسجل الأميركيون تقدماً في التعاون السوري في العراق. وتلح دمشق على واشنطن ان ترفع العقوبات، ويكون الجواب دائماً انها اجراءات طويلة المدى، وان الادارة الأميركية تحتاج الى ان تتأكد من حصول تقدم من دمشق في تحقيق المطالب الأميركية في كل مواضيع المنطقة، من أجل العمل لرفعها نهائياً.
وتعوّل الادارة على خطوة ارسال سفيرها الجديد روبرت فورد الى دمشق، لكي يلعب دوراً جوهرياً في الحوار معها، كون هذه الخطوة تشجيعية لها. وبعدما تم الاستماع الأول للسفير من السلطات في بلاده، ينتظر ان ينجز الاستماع النهائي له من الكونغرس قريباً، وبعد ذلك يمكنه الحضور الى دمشق لتسلم مهمته، والمتوقع في غضون شهرين.
ويشكل استكمال البحث في القضايا الثنائية اللبنانية ـ الأميركية محطة مهمة في الزيارة، في مجالات التعاون السياسي، لا سيما حيال الملف النووي الايراني، والتعاون في المجالين الاقتصادي والعسكري.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.