8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ميتشل يعمل على مقاربة جديدة: تحييد القدس والاستيطان الى المراحل النهائية

لا يزال الموفد الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل موجوداً في المنطقة. ومع استبعاد أن تشمل مهمته لبنان في المرحلة الحالية، بسبب المستجدات والعراقيل الإسرائيلية بالنسبة الى انطلاق التفاوض غير المباشر، والتي انعكست سلباً على نتائج القمة الأميركية الإسرائيلية، فإن مساعيه تتركز على ما يمكن القيام به للابقاء على التفاهم حول التفاوض غير المباشر قائماً، ودفعه الى الأمام.
وتكشف مصادر ديبلوماسية اطلعت على أعمال القمة، انه على الرغم من التعقيدات التي خلّفتها بالنسبة الى عملية السلام في الشرق الأوسط، بفعل التعنت الإسرائيلي حيال وقف الاستيطان، فإن الإدارة الاميركية أعطت تعليماتها لميتشل بالعمل على إنجاح مقاربة جديدة في التعامل مع الوضع الراهن، بهدف التوصل الى البدء بالتفاوض غير المباشر في أقرب فرصة.
وتقضي هذه المقاربة بتحييد موضوع القدس بالكامل عن هذا التفاوض، ليس لغض النظر عن العراقيل الإسرائيلية والرضوخ لها، بل لإبعاد التفاوض عما يعوق انطلاقته، بحيث لا يكون موضوع وقف الاستيطان عقبة أمام مثل هذا التفاوض، وبغية العودة الى بحثه لاحقاً. ذلك ان هذه المقاربة تؤيد البدء بالتفاوض في المسائل الأكثر سهولة والتي يمكن لإسرائيل عدم العرقلة فيها.
ويشكل البدء من المواضيع التي لا تمثل حساسية، مرحلة بناء ثقة مع الوقت، تكون الأطراف قد باشرت خلالها فترة استرخاء في نقاش القضايا الأمنية خارج إطار موضوع القدس، بحيث انه لدى الوصول الى بحث الحل النهائي، وموضوع القدس بكل مندرجاته يقع من ضمنه، تكون العواصف خفت حدتها، وردود الفعل المتشنجة همدت، ومسارات التفاوض الأخرى أحدثت تقدماً. وبهذا المعنى يتوقف الآن الحديث والمطالبة بوقف الاستيطان الجديد، وتأجيل بته الى حين التفاوض في شأن القدس، لأنه جزء أساسي من موضوعها، اذ أن هناك توافقاً دولياً وليس عربيا فسحب على رفض الاستيطان في القدس الشرقية، وبالتالي يجمد حالياً البت بكل ما يمكن ان يشكل عقبة أو معوّقاً للتفاوض غير المباشر الذي تم التوافق حوله أخيراً.
وتفيد المصادر انه خلال القمة، قدمت مجموعة طلبات أميركية الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يجب على إسرائيل الالتزام بها، أهمها وقف بناء المستوطنات، واتخاذ إجراءات لبناء الثقة تجاه الفلسطينيين، والقيام بخطوات إضافية لإبداء حسن النية في مسألة الإلتزام بالسلام والعودة الى التفاوض، لا سيما على صعيد اطلاق الأسرى الفلسطينيين، وتخفيف الحصار حول غزة وغيرها، الأمر الذي يشجع الجانب الفلسطيني على الحوار مع إسرائيل ولو بطريقة غير مباشرة. إلا ان نتنياهو رفض كل المطالب التي عبّر عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما، ما أدى الى تصعيد الموقف، لكن من دون ان يثني واشنطن عن الاستمرار في دورها لتحقيق اختراق ما في السلام، وإنهاء مرحلة الجمود السلبي الحاصل.
ومن خلال تحرك ميتشل الحالي، ستتعرف الإدارة الى مدى وجود استعدادات إسرائيلية للإلتزام بالمقاربة الجديدة التي تطرحها، فضلاً عن استكشاف الموقف الفلسطيني والعربي حيال الإلتزام بها أيضاً. ويعتبر القرار العربي في قمة ليبيا بعقد قمة استثنائية للعرب في أيلول المقبل، فرصة إضافية للجهود السلمية التي تقوم بها واشنطن وبالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إذ لم يعمد العرب الى سحب المبادرة العربية للسلام، بل فضلوا، في زمن المواقف الأميركية المتقدمة عن تلك السابقة خصوصاً من موضوع الاستيطان، وشبه الإجماع الدولي على رفضه، ان يقدموا فرصة زمنية محددة بأشهر قليلة هي ستة أشهر لاتخاذ موقف، يكون خلالها قد تكشّف ما سيؤول اليه طرح التفاوض غير المباشر لتقريب وجهات النظر، في مهلة الأشهر الأربعة، وتكون اللجنة الوزارية الخاصة بالمبادرة قد اجتمعت اثر انتهاء هذه الأشهر وأجرت تقييمها للموقف.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00