رجحت مصادر ديبلوماسية عربية ان يكلف مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة العربية السفير في مصر خالد زيادة، تمثيل لبنان في القمة التي تنعقد يومي السبت والاحد المقبلين على مستوى القادة، ويوم الخميس على مستوى وزراء الخارجية، بعدما تم التوسط لايجاد مخرج لتوجيهها ومشاركة لبنان تبعاً لذلك، عمل عليه الأمين العام للجامعة عمرو موسى اثناء زيارته لبيروت منتصف الأسبوع الماضي.
ويقضي المخرج بأن تعيد ليبيا توجيه الدعوة للبنان عبر زيارة السفير زيادة لموسى في مقر الجامعة، وأن يتسلمها هناك من أحد الوزراء الليبيين. وفي هذه الحال، بحسب المصادر نفسها، يسمّي لبنان من يمثله ليتوجه الى ليبيا بعد غد الخميس بحيث قد يتمكن من الالتحاق بالاجتماع التحضيري للقمة على مستوى وزراء الخارجية، وهو الاجتماع المعني بوضع مشروع مقرراتها أو ما يسمى بـإعلان سرت.
ويصر موسى على مشاركة لبنان، اذ يرى أنه لا يجوز ان يبقى مقعده شاغراً، وأن من الضروري تسليمه الدعوة لكي لا تنكسر العلاقة اللبنانية ـ الليبية بشكل يصعب إعادة اللحمة اليها.
واوضحت المصادر أن حضور لبنان القمة يشكل مناسبة لإدارة استصدار مشروع القرار المتصل به والذي يقع في فقرة التضامن مع الجمهورية اللبنانية ضمن البند الرابع المتعلق بفلسطين والصراع العربي ـ الإسرائيلي، وأن لبنان سيتمسك بالثوابت التي وضعها في القرار الذي صدر عن الدورة 133 العادية للجامعة العربية، لا سيما في ما يتصل بتحرير الأرض، وتنفيذ القرار 1701، والتطلع الى نتائج عمل المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي موضوع التشديد على المبادرة العربية للسلام، والدعم العربي للكشف عن مصير الإمام موسى الصدر.
وتعتبر المبادرة العربية للسلام، وموقف القمة مما آلت اليه الاتصالات والمشاورات حول العملية السلمية، من أولويات القمة.
ولفتت المصادر الى مشاورات أميركية ـ ليبية من أجل ان يتسم السقف السياسي للقمة بالمرونة والايجابية المطلوبتين لاستئناف التفاوض لاسيما بطريقة غير مباشرة في المرحلة الاولى، وان يكون موقفها منسجما مع الفرصة العربية المعطاة للسلام.
وتوقعت الأوساط ان يتوافق ما ستقره القمة في هذا الشأن مع توصيات الرباعية الدولية التي انعقدت في موسكو يوم الجمعة الماضي، خصوصاً في الدعوة الى وقف الاستيطان الإسرائيلي، لا بل ان تبني القمة على موقف الرباعية وتستند اليه، لتطالب بتنفيذ المبادرة العربية للسلام كحل عادل ودائم وشامل للنزاع العربي ـ الإسرائيلي.
وستعقد اللجنة الوزارية للمبادرة اجتماعاً على هامش أعمال القمة، لمتابعة التطورات بعد القرار الذي كانت اتخذته بأن لا تفاوض غير مباشر قبل تجميد إسرائيل القرارين الأخيرين اللذين اتخذتهما، الاول ببناء 1600 مستوطنة والثاني ببناء 600 مستوطنة. وستناقش التطورات في ظل عودة الموفد الرئاسي الأميركي جورج ميتشل الى المنطقة للعب دوره بين الفلسطينيين وإسرائيل، وما سينتج عن هذه الجولة من تحركه. وكذلك في ظل قيام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بزيارة كل من الأراضي المحتلة وإسرائيل لدرس إمكان القيام بدور للأمم المتحدة بعيد مشاركته في الرباعية الدولية في موسكو.
اما الأولوية الثانية للقمة فهي تقييم الوضع العراقي في ضوء الانتخابات الاخيرة والنتائج التي لا تزال قيد الظهور.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.