نجحت روسيا الاتحادية في السعي إلى عقد اجتماع لـالرباعية الدولية غداً الجمعة في موسكو على مستوى وزراء الخارجية. وستشارك وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي كاترين اشتون، وسيصل المسؤولون الدوليون اليوم إلى موسكو.
وما ساهم في تسريع انعقاد الرباعية، الأزمة التي استجدت في العلاقة الأميركية الإسرائيلية، نتيجة الموقف الإسرائيلي من الاستمرار في الاستيطان بالتزامن مع وجود نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن في إسرائيل، الأمر الذي أزعج واشنطن واستدعى من كلينتون الطلب إلى إسرائيل اعطاءها ضمانات وتأكيدات حول وقف سياسة الاستيطان، لاسيما وأن واشنطن تمكنت خلال الاسبوعين الاخيرين من كسب موافقة العرب على بدء تفاوض غير مباشر مع إسرائيل. كما استدعى الأمر من الإدارة الأميركية إرجاء زيارة موفدها لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى المنطقة، في انتظار الجواب الإسرائيلي على مطلب كلينتون. إلا ان مصادر ديبلوماسية بارزة لا تتوقع إيجابية من إسرائيل، التي لن تتجاوب مع كلينتون، وستتعامل مع الموضوع بالاستمرار في سياسة الاستيطان. وقد عملت على افتعال إشكالات يوم الثلاثاء على خلفية الكنيس والمسجد، وكأن في ذلك رداً على كلينتون وتقويضاً للمساعي السلمية وضربها بعرض الحائط. فالحكومة الائتلافية الاسرائيلية لن تكون حكومة تريد السلام، وهي تحاول استغلال هذا الظرف لقلب الطاولة واستبدال مرحلة الأمل بالسلام بمرحلة إحباط حقيقي.
وتفيد المصادر ان الاجتماع يمهد له، بمشاورات أميركية عربية، وأوروبية عربية، وكذلك روسية عربية، للوقوف عند الرأي العربي عشية انعقاده، وقد أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أيضاً مشاورات مع أركان الرباعية، لاسيما مع لافروف، أكدت ان لا تفاوض ولا سلام مع سياسة الاستيطان الإسرائيلية. ويطلب العرب من الرباعية، إذا ما استمر الاستيطان، ان تدعم الموقف العربي لدى اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لوضع مصير السلام أمامه. والمهم قدرة العرب في التمكن من الحصول على تأكيدات أميركية بعدم استعمال حق النقض الفيتو، لأن العرب يعتبرون ان مصير السلام في خطر، وأن هناك تلاعباً بالعملية السلمية، وتوزيع أدوار من جانب إسرائيل لهذه الغاية.
وستلتقي كلينتون قبل اجتماع الرباعية نظيرها الروسي، لبحث ما سيخرج به الاجتماع من توصيات، واللقاءات الثنائية بين أركان الرباعية قبل الاجتماع ستكون لجوجلة الأفكار التي تكونت لدى كل طرف من خلال اتصالاته مع الأفرقاء في المنطقة.
وتؤكد المصادر ان الاجتماع سيخرج بما يلي: التشديد على وقف الاستيطان الإسرائيلي وإقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وعلى خارطة الطريق، وعلى المبادئ التي تضمنتها قرارات الشرعية الدولية لحل النزاع العربي الإسرائيلي.
وكان من المتوقع عودة ميتشل إلى المنطقة ببلورة آلية التفاوض غير المباشر، قبل الأزمة الأميركية الإسرائيلية. ولكن يستبعد حالياً حصول خطوات عملية، إلا بعد تذليل تعقيدات الإشكال المستجد. وبالتالي، ستدعم الرباعية، التفاوض غير المباشر، كونها تؤيد كل الفرص المتاحة للعودة إلى العملية السلمية في الشرق الأوسط.
وستقرر الرباعية ما إذا كانت ستكلف أي مسؤول فيها القيام بجولة في المنطقة لشرح ما ستكون قد اتخذته من توصيات، لكن أركان الرباعية بمن فيهم الجانب الروسي تحديداً، يعوّلون على القمة العربية في ليبيا وما ستتخذه من مقررات على صعيد السلام. وسيشارك الموفد الروسي لعملية السلام الكسندر سلطانوف في القمة العربية، كون بلاده عضواً مراقباً. وهناك ستحصل لقاءات بين سلطانوف والقيادات العربية ستتناول الوضع في المنطقة وما آلت إليه عملية السلام. وتكمن اهمية توقيت انعقاد الرباعية في ان العرب في القمة، سيتخذون القرارات المناسبة في ضوء ما ستعلنه الرباعية، وقد حمّلوا اشتون، خلال جولتها في المنطقة قبل توجهها إلى موسكو ثوابتهم لاسيما تنفيذ المبادرة العربية للسلام.
وبات مؤكداً ان استكمال المسعى الأميركي للسلام يحتاج إلى تبديد الأزمة الأميركية الإسرائيلية، وهذا ما يتطلب بدوره مسعى خاصاً، وإذا استطاعت إسرائيل ان تدير ظهرها للتحرك الأميركي، فهل هناك أمل في أن تحترم تحرك الرباعية؟
وبات الموضوع الفلسطيني الإسرائيلي اولوية الآن، بحيث ان أي جولة مرتقبة لميتشل في المنطقة بعد عودة المياه الأميركية الإسرائيلية إلى مجاريها، قد لا تشمل لبنان أو سوريا لتعود فتشمل البلدين إذا ما انطلق فعلياً التفاوض غير المباشر الذي أطلقت عليه تسمية تقريب وجهات النظر، وهو تفاوض من نوع خاص.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.